الجمعة، 6 سبتمبر 2013

الحربُ ترقصُ فوقَ الجماجم




الحربُ ترقصُ فوقَ الجماجم

 


....

عربُ الجامعة العربيّة، أشدُّ إصرارًا على ضرب أميركا لسوريا – من إسرائيل ... والجامعة تُشبه إلى حدًّ كبير إجتماع الحيوانات الموبؤة بالطاعون كما وصفها إبن المقفع ولا فونتين ومن ثمّ نظمها أحمد شوقي مسرحية شعرية ...

 

وتبقى الحربُ غانيةَ عرب النفط...

 

الصورة: الحيونات المريضة بالطاعة – سيبستيان فاندرماركر – فابل دو لا فونتين

....

 
 

هزّي مفاتنكِ،

هل يشفعُ الطربُ،

وقد تهاوى على أقدامِكِ،

العَربُ؟

 

ما أنتِ إلاّ،

شَغُوفٌ غُضَّ ناهدُها،

واستسلمَ الشرُّ، بلْ،

داختْ بها، الكُرَبُ....

 

هل أنتِ قحطانُ، أمْ،

جَدٌّ لعاربةٍ،

أمْ بنتُ فحشاءَ لمْ يَعرفْ

لظاها أبُ؟

 

أغويتِ حصنَ ملوكٍ،

دُمّرَتْ دولٌ،

وجادَكِ النفطُ...

لو يسري به النَضَبُ.

 

حتّى خسرنا فلسطينَ،

وهاكِ لها،

أَلقُدْسُ وَلْهى،

يوازي حزنَها العَتَبُ،

 

فللنبؤاتِ مهدٌ، فُتَّ منْ وَهَنٍ،

ما بيتُ لحمٍ وثاني القُبلتينِ؟

سُبُوا...

 

في كلِّ عاصمةٍ ذلٌ، تُقاسُ به

مهانةُ الشرقِ،

يلتفُّ بها الجَرَبُ،

 

لا شمخةُ الرأسِ معقودٌ لها شممٌ،

أو لفتةُ العزِّ مرهونٌ لها، غضبُ،

 

باتَتْ رواسي العاتياتِ وَضِيعَةً،

لمّا تناسلَ، في جوفِ الخنى، الكذبُ،

 

وباتَ مهدُ الغواني – دُنِّس الشرفُ،\

أو بَلْ تلوّنَ بالعاهاتِ، مُغتَصَبُ،

 

يا حرْبُ يا... فتنةً تلهو بما سكبتْ

أقدارُ خُبثٍ،

لَوَتْ هاماتِها النُوبُ،

 

هيّا ارقصي، وتهلّلي وذوبي ضنى،

لا يشمخُ العربُ،

 بل لا ينفعُ العَجَبُ...

 

هفّوا عليكِ،

 كأنّ النهدَ ليسَ لهُ،

سوى فطيمٍ،

 وجمعُ العُربِ...

مَنْ حُسِبوا...

 

باتوا يُعلّونّ للذلِّ برايتهم،

كأنما رضعوا الإذلالَ أو شربوا...

 

يا حربُ هزّي،

لكِ العربانُ مأثرةٌ،

فهمْ شعوبٌ من الفحشاءَ لو نُسبوا،

 

ما قامَ منهم منْ يجلو الشروقَ لهم،

حتى استباحوا دمًا واستنسبوا ...

 شَغَبوا...

 

في كلِّ عصرٍ يقومُ شبهُ طاغيةٍ،

يسبي ويزني، كأنْ شُكَّتْ به الرِيَبُ،

 

يُهدي شعوبًا لأَسيادٍ، يُضحّي بها،

كما الخنوعَ لهمْ، يقضي بما رَغبوا،

 

أَلعارَ يَلبسهُ، تاجًا، وإنْ سنحَتْ،

له المذلاّتُ، تُستجدى لهُ الرُكبُ...

 

يا حربُ ما النصرُ ؟

لو أنَّ البغاءَ طغى،

وناخَ "عربٌ" وساوتْ

أرضَنا الخِرَبُ...

 

سوى ضميرٍ يجفُّ نسغُ رونقهِ،

يذوي انحلالاً،

يُجتثُّ كما الحطبُ...

 

لو قيلَ عهرٌ، تُزالُ كلُّ مكرمةٍ،

أو سالَ "نفطٌ" - توالى العهرُ يستلبُ،

 

مع الخنوعِ تذوبُ أيُّ شامخةٍ،

لا المالُ يُجدي، ولا يبني السنا(*) الذهبُ.

 

   ميشال مرقص

 

(*) بحسب إبن السكيت: المجدُ والرِفعةُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق