السبت، 31 أغسطس 2013

تنادي يا صورُ...



تنادي يا صُورُ...               

 


                                                                 إنتحار...

 

 

(لأنَّ أوباما سيشنُّ حربًا على سوريا

بالنيابةِ عن إسرائل التي باتتْ تخشى

أن تشنّ حربًا – كما تعوّدتْ...)

 

 

تنادي يا صورُ،

وأعيدي الكرامةَ إلى أحفادِكِ،

فالنارُ تُطهّرُ الذنوبَ،

وإحراقُ الذاتِ

أنقى مُحرقةٍ فوقَ مذابح الكرامةِ والإباء...

 

تنادي يا صورُ،

أبناؤكِ يتوجّعونَ

للجاحفلِ الغازيةِ الآتيةِ،

من جيناتِ جينكزخان وتيمورلنك

وقبائل العبرانيين

والعثمانيين...

فالجيناتُ المتناسلةُ

من الفحشاءِ

لا تلدُ سوى الفُحشُ،

والنيرُ لا يُخفّفُ العبء على رقابِ رؤساء

استلذَ أجدادهُم بأن يكونوا مُستَعبدين...

ومُغتصَبينَ..

 

تنادي يا صورُ،

وأرسلي أبناءَكِ

يُبشرون العالم

كيفَ أنَ الكراماتِ والإباء والأنفة ورفعةِ الرأسِ،

معادنُ ذهبيّة خالصة

تُنقيها النيرانُ الملتهبةُ

بزيت العنفوانِ

وغارِ الشموخِ،

وكيفَ أنّ أبناءَكِ سجدَ التاريخُ لهم

فصارت حروفه نقيّة مثل أجنحةِ الملائكة...

 

أنبئي العالمَ يا صورُ،

بأننا لن نتازلَ عن القدسِ

ولن نُفرّطّ ببيتِ لحمٍ

ولن نهدرَ شرايين فلسطينَ...

 

أنبئي التاريخَ،

بأنّ الجحافلَ قد تقوى على دمشق،

وتجتاحَ الشامَ،

وتسبي ممالكَ الإباء ...

وتزني مع الخونةِ فيها ...

وتشدُّ بِآذانِ الجواسيس،

وبائعي الضميرِ...

 

لكن...

لكن...

يبقى أبناءُ صور وصيدا

مثالاً للتاريخِ الأبيِّ...

ومثلهما الشامُ

حضاراتٌ تؤمنُ بالرقيِّ

وتستنبطُ أبجدياتٍ،

وتؤلفُّ ملاحمَ وأساطيرَ

عن آلهةٍ تفقدتْ أبناء الناسِ

ورحمتهم...

 

لكنّها أنبتت أضراسَ الوحوش

في بلاد الغربِ

وفي بلادِ ما بعد غربِ الغربِ

أضراسَ تنانينَ ثعابينَ

لا ترتوي

إلا بدماءِ القديسين،

بدماءِ الذهبِ النقي

الذي لا يتطهّرُ إلاّ بالنار...

 

هكذا سقطتْ صورُ

رمادًا يصوغُ نقاءَ دموع الكريستال،

هكذا

يُفرّخُ الغربُ،

وما بعدَ غربِ الغربِ...

أبناءَ للإسكندر  وقرنيه ...

 

نيرونون يستلذون بدماء الشعوب القديسة،

بدماء أحفادِ

من ألّفَ الأبجديات

وصاغَ أساطيرَ

عن الآلهة والآلهات...

 

ميشال مرقص


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق