السبت، 31 أغسطس 2013

أنا حزينٌ يا سيّدتي...



أنا حزينٌ يا سيّدتي...
 
ألم  ....


 

أنا حزينٌ يا سيّدتي،

لأنّي عاجزٌ عن أنْ أصدَّ

أيَّ عدوانٍ...

 

أنا حزينٌ يا سيّدتي،

لأنّ من يعتدونَ علينا،

يُنصبّون أنفسهم ملوكَ العالم،

ويتصرفّون

دكتاتوريين على "الديكتاتوريين" الصغار عندنا،

ليُعتقوا الفقراءَ

من نيرِ الجوعِ،

ويُخضعوا المثقفّينَ إلى نيرِ الجهلِ والغضبِ والتعصبِ...\

ويبنونَ قلاعًا كرتونيةً

لغاصبين باسمِ الدين...

 

أنا حزينٌ يا سيّدتي،

لأننا لمْ نعرف كيفَ نبني أوطانًا

فضيّعنا ممالكنا

منذُ علَّمَنا امرؤ القيسِ

كيفَ نستجدي كراسي الحكمَ

فنموتَ بسُمِّ

ما يُلبسوننا...

 

أنا أتألّمُ

يا سيّدتي،

لأنني كنتُ أحلمُ

بوطنٍ في صفاءِ عينيكِ،

وإشراقةِ ابتسامتِكِ،

وحنانِ أشعارِكِ،

ولهفةِ قصائدِكِ...

 

ولأننا علّمنا أولادنا،

أنّ وطننا جميلٌ،

وبلادنا غنيّةٌ بتراثٍ

كلّه احتلالاتِ...

وقلنا لهم إبقوا هنا...

ومن ثمَّ فتحنا لهمْ دروبَ السفرِ،

وارتحال الأحلامِ

إلى أوطانٍ أخرى...

فلم نعلمهم ثقافةَ الموتِ العبثي،

والاستشهاد الملتوتِ بالخياناتِ...

 

أنا أتألّمُ يا سيّدتي،

لأنّ الخروفَ

 لا يستطيعُ أنْ يمنع سكّين الجزار،

عن رقبتهِ...

فتنحره...

 

أنا حزينٌ...

لأنّ جيناتنا الوراثية تحملُ بذورَ الخيانةِ

عبر أجيال وأجيال...

 

فلا تحملي منديلاً

لنُكفكفَ دمعةً ...

بلْ ...دعيني أغرقُ في تقبيلِكِ،

لنُنشئَ أجيالاً

على الحبِّ،

تهزأُ بديكتاتوريي العالم،

وتبصقُ على المهسترينَ،

بالتعصبِ الأعمى ...

مثل "هيجانِ ذكورِ الجمال"...

 

تعالي نتحاضنُ،

ونستريحُ من أعباء الشرق العربي

السخيف....

 

ميشال مرقص


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق