يُصلّون على حدِّ الساطور...
مجزرة الربيع - كريستين غوسّو (معاصرة)
نجلسُ،
كمنْ أضاعَ ذاتَهُ...
لا تلتقي عينا الأفقِ في حدقةِ
الشرودِ...
السلامُ
رائبٌ في نهدِ هلوساتِ
المتشرّدين...
نمسحُ أحذيتنا
بروثِ التجديفِ،
ونلعنُ
أقدامنا الهزيلة
كيفَ تغتالُها الثوراتُ....
ونتسابقُ
لنقرأ لوائحَ الموتِ...
لنعرفَ من تجلّى أولاً في لائحةِ
الاستشهاد...
...
العبواتُ خبزنا اليومي،
والرصاصُ
المنثورُ
حبوبُ رزٍّ في أعراسِ الموتِ...
تسنّنتْ منجلُ
عزرائيل...
وباتَ يستخدمُ الطائرات
والدبّبات...
ولا ننسى ...
السواطيرَ المسنونةَ
للـ"تكبير" على
الرقاب!!!!
...
نجلسُ
كالبُلهاء...
نتركُ ذاتنا،
ننسابُ فوق رمالٍ متحرّكةٍ
نغرقُ
لنبتلعَ ذاتنا،
وننشرَ أكفانَ الوطنِ
فوقَ
دمٍ يسيلُ من أرحام النساء...
...
هنا أمّهاتٌ يجهضنَ بفعلِ الخوفِ
أجّنّةً لم تُبصرْ الحياة...
وهناك ...
أمّهاتٌ يُجهضنَ
من تركَ مرحلة الأجنّة
وصار طفلاً أو بالغًا
أو شابًّا أو كهلاً ...
لا فرق...
كلّهمُ يحملونَ دماءهم
من الأرحام...
...
تصيرُ
لوحاتُ الفضاءِ غُبارًا
يحتمي من غباء المتناحرين...
يصيرُ الغبارُ
جسدًا ملتوتًا
بأشلاءِ الأنقياء...
يصيرُ الأنقياءُ ملائكةً
لأديانٍ ...تقولُ إنّها تغفر وتعفو
وتُسامح ...
و"المؤمنون" لا
يُصدّقون...
في كل طلقة بندقيّة
يكوّنون "إلهًا – وثنًا"
لهم...
في كلِّ طلقة مدفعية
ينحرون "الله"...
ويُصلّون على حدِّ الساطور...
ميشال مرقص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق