الأحد، 25 أغسطس 2013

همساتُ حبٍّ – 21




همساتُ حبٍّ – 21



                                   هيلين بيلند (1949 – مونتريال – كندا)



1

شرّعتُ للنسمةِ
حكايةَ عبورها...

وفتحتُ سحّابَ حقيبتها
على النهر...

2

إقتربي من مواسمِ العناقِ،
فلقدْ جفَّ نسغُ الشرودِ،
وأينعتْ لمساكبِ العشق
براعمُ الانعتاقِ...

أريجُكِ يحتكرُ إثارةَ غرائزي،
والثواني تسفحُ عذريّتها
فوقَ شفاه الاحتراق...

3

تعالي من خبايا
الزمنِ المجنونِ،
وانسلي خيط الرغبةِ
وارتقي نوافذَ الاشتياق...

غُربتُكِ
عَلَقُ الإنتظارِ...
تمتصُّ شرايينَ الخيبةِ...

4

يُضيءُ جسدُكِ
وأرسمُ لوحاتِ  شهواتي
خلفَ نزقِ عينيَّ...
فأنتِ
لا تتكرّرينَ...
الواحدُ في العدد،
الواحدُ في الأنوثة...

5

كلّما
شقَّ الفجرُ أكمامهُ،

يشرقُ نهداكِ
خارج عرينهما...

6

يحملُ وجعُ الغيابِ
أنينه،
ويرتحلُ إلى شواطئ الذاكرة،
يرتمي فوقَ مداخن العبور،
ويُرسي آطرَ السنواتِ في رمالِ العمر...

7

كنّا نجتهدُ لنلهو في محطّاتِ الزمنِ
وعندما يتراكمُ العمرُ
نعرفُ كم فقدنا من لحظات
كادت لتكونَ عبورًا إلى الذات...
لتحقيق الدهشة...
فوق عري أنوثتِكِ...

8

لا تُقفلي شبّاكَ المساء
كدتُ أكتشفُ
أنَّ حلمي يهربُ إليكِ...

9

عيناكِ جوهرتانِ
تحملانِ عطرَ غيابي،
وألتمسُ ذاتي في قرارهما...

10

جسدُكِ كرومُ شهوةٍ
وعناقيدي شفّافةٌ
فوقَ هضابِ عُريكِ..

التمسي خمورَ الجسدِ
التمسي حنطةَ الرغبةِ...

لنرتوي من ينابيع ظمأنا...

11

كلّما تراكمَ غيابُكِ
أكتشفُ ما في داخلِ الهرمِ...
الألغازُ تعبرُ شاشةَ العاطفة،
وتذوي زهرةُ اللوتسُ
فوق سُرّتِكِ...

12

لا تتردّدي
أمام لهفةِ عينيَّـ
أنا أغرقُ في اشتياقي...

إبتسمي لي
لأمنحَ القمرَ هويّةً...

13

أتركي لي
نُقطةَ عبورٍ
إلى خصرِكِ...
العيونُ تُكثّفُ شهوتها
لاحتضانِه...


14

تعالَي إلى ميادين العشق،
فالسنونو
تلتقطُ حنطةَ الارتحال...

15

لا تزالُ مدنُ العشقِ تُشرّعُ أبوابها،
لا تزالُ صواري الاشتياق،
تُعلنُ عن دهشة هيامها....

تدخلينَ إلى عيون الانتظار،
الحفاوةُ بكِ،
تعبرُ شرايين الامتناع...
لا أحدَ يضعُ قناعًا،
لا أحدَ يرمي سلسالاً ذهبيًّا
ليُطوّقَ رصيفَ الآه...

مرّي مثلَ العاشقاتِ
فأزنّرَكِ بالقصائد،
وأوشّحكِ بالشعرِ...

16

ترتعشُ أسلاكُ الشوقِ،
فارتحالي إليكِ ...
أنشودةٌ إغريقيّةٌ قديمة،
تنتشي من خمورِ أنوثتِكِ...
إرتمي في مسافاتِ غاباتي،
العطشى إلى أغصانِ شفافيّتِكِ،
هوّذا الريحُ تنقلُ عصافير المدائن إلى أشجارِها،
فالريحُ
لا تزالُ تلفحُ عناقيدَ البلحِ...
في نخيلِ جسدِكِ...

ويطيبُ الانتظارُ حلاوةً...

17

في شهوتي أنّكِ أنتِ
ولا تنطفئ...
18

أعيشُكِ
في كياني،
فلا تُثيري أعماقَ بحاري...

السفينةُ تضيقُ في الخليجِ...

19

دعيني أفترشُ أحلامي،

ربما مررتِ بها...

20
إعتقيني
من تنّين شهوتِكِ...

التنّينُ
يفترسُ العذراء...


ميشال مرقص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق