الأحد، 30 أكتوبر 2011

صارت حبيبته شمسًا




يذهب ليصطادَ سمكاً،
يصطادُ سمكاً... كل يوم،
مرّةً قاده طموحه،
دفعه عشقهُ لحبيبته،
إلى أن يصطادَ الشمسَ..

لم تعلق الشمسُ في صنّارته،
وهربت من شباكه...

عادَ خائباً..
خائباً...
لكن الشمسَ فرشت له خيوطها...
أخذ الخيوط النورانية ينسجها قميصاً
لعريِ حبيبته،
لبستها حبيبته،
صارت الحبيبة شمساً...

عاد خائباً،
يصطادُ سمكاً،
لا يحقُ له أن يعشقَ...
أن يُحبَّ...

صارت حبيبته شمساً..

ميشال

صلاة الجسد




صلاةُ الجسد،
اطمئنانٌ لقرص السماء...

ميشال مرقص

بريدُ الفراشات



عندما لا يعود اللقاءُ متاحاً،
تحملُ أجنحةُ الفراشاتِ نجومَ العواطف،
تنقلها إلى الأزهار والورود،
لتحمِلَ إليكِ،
ما أعجزُ أن أحملهُ،
في الأيام لا بل  في  الساعات...
بل في الدقائق...

ميشال

السبت، 29 أكتوبر 2011

لأنّكِ أميرتي

لأنكِ أميرتي..



 زيتية للفنّان الفرنسي غوستاف مورو (1826 - 1898)





تتخايلين في عينيَّ مثل ملاكٍِ أزرق،
وتمشينَ في عروقي كاللونِ الفيروزي،
وتنبتين في مسامي براعم فرحِ العشق الطفولي.

تعيدني براءتكِ إلى عصيانِ البوحِ الواقفِ في شغفِ عينيكِ،
تحلمان أن تقطفا الضِياعَ الهاربَ في مسافات الزمنِ،
 تترصّدان عناقيدَ التلاقي
وأغمارَِ سنابل العشقِ المملوء بينابيع الحنان.


كلّما توغّلتُ في مروجِ ضياءكِ،
صادفني وجعُ الحنين،
وألمُ الغربةِ،
وتولّهُ الدهشةِ أمام أنوثةِ وجهكِ،
تحلمين بامتشاقِ الفرح،
تحلمين بالدفءِ،
تحلمين برِداء الطمأنينة يلفّكِ إلى حنان صدرٍ، يخفقُ لكِ حمايةً وهدوءًا مثلَ أحلام الأميراتِ عند ضفاف قناديل السحرِ، وألوان الفراشات الراقصات بين عبير الزهور وأراجيح النسائم.

أحملكِ في حدائقِ عيني كالضوء الأميري،
كالابتسامةِ الواقفة
بين الهُدُبِ والهُدُبِ،
مثل رعشةِ الإيمانِ احتضنكِ،


وأهمسُ
في أذنكِ،
كم أنتِ جميلة،
كم أنتِ جميلة،
وكم أحبّكِ.....
وتنامينَ
في حدائقِ زندي تعانقين فرحِ النجوم وأنغام انسياب الألوان.

عندما تكونينَ أنتِ،
يصعبُ ألاّ تصيري حكايةَ العشقَ،
والشغفِ والحبِّ.

عندما تكونين أنتِ،
تتفتّحُ كنوزُ الأنوثةِ،
وخزائنُ الرغبة،
وابتهالاتُ الجَسَدِ .

منكِ يفيضُ غمرُ الحياةِ،
وتنتعشُ ألوانُ الفصولِ،
وتصيرُ للثواني نغماتُ الّلذةِ،
ورنينُ أجراسِ الطقوسِ
لدخول هيكلكِ
والانغماسِ
في كؤوسِ عريكِ.


تجرفني
شفافيتُكِ، وأشعرُ انسيابي إليكِ تلقائيًا،
خلف وهجِ حروفكِ النابضة،
ترقصُ وتختفي
فتُشعلُ شوقَ الانتظار.


آخذكِ كالصلاةِ في عيني،
وأعترفُ يا أميرتي
الجميلة،
أن أحرسَ نقاء عريكِ،
من جنونِ حكاياتي العجيبة.

                                 ميشال

الخميس، 27 أكتوبر 2011

جنون الرغبات...

سلفادور دالي - عريٌ في الصحراء
تُحرّرنا الرغباتُ يا سيّدتي، من ذاتنا،
تجلو عنْ وجوهنا صدأ الرياء وزنجار الاختباء
 من حقيقةِ أنّنا نرغبُ،
 ولكنْ نعجزُ أمام رُهبةِ الرغبة.

تُطلِقُ في أعماقنا ماردَ القمقمِ العفِنِ في قاعِ رجاء ضُعفنا،
وتتلو أمام مرآةِ الأنا الخائرةِ صلاةَ الامتشاق،
لنقعَ فريسةً في قيودِ الممنوع والمحظورِ ...

ننعتقُ من خوفنا تحت خيمةِ الخوفِ ذاته،
ونقيّد خطواتِ حريّتنا بالحذرِ والخشيةِ والعيبِ...
نتجرّأُ...
لكنْ نلهثُ مثل الجراء الضائعة...
و"نتظنترُ" فوق ملامس أهوائنا... لا نخرجُ إليها إلاّ ونحنُ سكارى....

هي الرغباتُ تعلّمنا كيف نتحرّر...
لكنّنا نفضّلُ القيود...
إننا في وحامٍ دائم\وعجزٍ مستمر...

أوليسَ الجنونُ جنينُ الرغبة؟؟؟

                               ميشال

الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

القمرُ الأسود

 الوحدة - زيتية لـ"كايو"
يقلقني هذا القمرُ الأسودُ يُبحِرُ في عينيكِ،
ينقلُ، في شروده، مساكبَ الرغبة التائهة،
وأناشيد الحورياتِ،
للبحّارة التائهين،
أمام شلالات الإغراء،
تنسكبُ بين ابتسامةٍ غنوجٍ،
ونظرةٍ تخترقُ الأحاسيس ووجع الشوق،
وترتحلُ في ارتعاشِ المساماتِ،
إلى هيكلِ أنوثتكِ،
عميقةً عميقةً حتّى شهوة الالتصاق بأعمدة الهيكل،
والذوبان في ينابيع مائك.

يقلقني يا جميلتي،
هذا السِحرُ يستريحُ في وجهكِ،
ضاحكًا مبتسمًا،
يرسم مسافة المحاور والمحطات في بحرِ ولعكِ.

يقلقني يا جميلتي،
أنني وأنا في حضرتكِ،
تتكسّرُ ألواح سفينتي،
وتتشلّعُ أشرعتها،
وأرحلُ إليكِ أغنيةً تنسابُ
في مسافات الدهشة أمام عريكِ.

أشعرُ
أن فواصل الزمن تتهاوى،
وأنّ في البحار التي تغرق في عينيك،
وفي محيطاتِ جمالات عريكِ،
مناراتٌ للبحّارة،
يحملون إليك محارات اللؤلؤ، ومرجان الوله.

خصرُكِ يا جميلتي ينبتُ كالثمار الاستوائية،
شهيّا كالعناقيد،
طريّا كالنسيم،
عاجيّا مثل براعم رغبتي،
أنبتُ عنده سياجًا من حكاياتِ الساحرات،
تفتحُ خزائنَ جنسكِ،
في أعماق بوحي،
وقرارة انسحاقي في جنائنك المسحورة.


كلّما ارتحلَ الزمنُ يا جميلتي،
أحلمُ وأنا عند شاطئ بحركِ،
أحلمُ وأنا عند ضفافك،
كيف تنكسرُ السنون،
وتصيرُ هنيهات الفرحِ،
حلمًا كسيرًا،
يبحثُ عن الدهشةِ عند سرّتكِ،
حيث الانسحاق،
إلى مغامرة الدفء،
وبيادر الرغبة،
وأهراءات الأنوثة تضجُّ،
ببوحٍ:

أنّي هنا،
امرأةً ، أنثى،
جميلة جميلةً حتى الوجع،
وقد تاه البحّارةُ،
وانخلعت المراكبُ عن مينائي.

أنا هنا
امرأةً، أنثى،
تولعُ بالفرح الآتي عبر مسام الجسدِ،
في جمالاتٍ تتوالد وتتكاثر،
كلّما سكرَ البحّارُ
من نبيذِ انوثتي،
وتلوَّنَ بوشاح خِصبي،
وعرف كيف أكونُ امرأةً،
وكيف أن جنائني لذيذة،
حتى القهر!

ويقلقني هذا القهرُ
يا جميلتي!

                           ميشال  

الاثنين، 24 أكتوبر 2011

إبحارٌ ...إليَّ...


فيدر - صراع بين العقل والعاطفة - ألكسندر كابانل -1880

مُضْنٍ، يا جميلتي، أن أقف عند شاطئ عينيكِ،
ولا أبحرُ في الأعماق.
مقلقٌ هذا اللازوردُ النقي،
يدعو إلى الارتحال خلف شفق المحيط،
ويُسدلُ أشرعةَ الرغبة،
وراء سواتر الاشتياق...

أمام هدوء أمواجكِ،
يطيبُ ارتحالُ أشرعة اللهفة،
تبحثُ عن كنوز الأنوثةِ الغافية في افترار الشفتين،
وضحكةٍ،
ترسمُ مداراً لامتشاقِ الفرح،
والغوص إلى لآلئ البهجة.

يتحداني وجهكِ،
إلى الرحيل صوبَ الآلهة النائمة في صفائه،
إلى المغامرةِ،
ضد طقوس الرغبة ،
إلى الرغبة، تُشلّعُ أبوابها مع رياح الأعماق...
صافيةً،
هادئةً،
بحارُكِ عند الإقلاع،
ومحاراتُ البعدِ العميق،
تغرق في مرجان أنوثتكِ...

يتحداني الشوقُ، يا جميلتي،
أن أبحرَ إليكِ،
فمتاهاتُ عينيكِ تزرعُ نخيل الانجذاب،
ويتعرّج الضحكُ بين شفتيك،
مثل شفق العواطف القلقة قبل العناق.

أعرفُ، أيتها الآتية من كتبِ الاطمئنان،
أنَّ بِحار أنوثتكِ لا تهوى سفني،
أن أسفاري تلتحفُ وهمَ الضياعِ بين عينيك وبين شفتيكِ،
ان كتبي العتيقة لا تُنبتُ رماد الشهوة،
أن اقتحامي شواطئكِ،
يقلقُ أمواج الأنوثةِ المتفتحةِ في مسامِ الجسد،
تخضُّ تلاطمَ أمواجكِ في أعماقي،
وتُتلفُ مجرّةَ الزمن الغافي عند انفكِ...

تأتينا بطاقاتُ السفرِ، يا جميلتي،
عندما نُرسي مراكبنا في موانئ العمر..
تُقحمنا الدعوةُ في مواكبِ الرغبات،
تُرخي على مناكبنا غاباتٍ من الشوق،
وتُعلنُ،
انّكِ أنتِ صاحبة الدعوة...

لا أعرفُ، يا جميلتي، متى تُعلنُ موانئُ بحاركِ إشارة الإبحار،
فأنا أرتعش في ضوءِ منائرك،
أنتظرُ أن ترفعي مرساةَ سفني،
وتبحري إلى شواطئي،
إلى دفء انتظاري،  ترسمين دهشةَ ولعي بكِ...

ميشال

إبحارٌ ... إليَّ ...



إبحارٌ ... إليَّ...






                              فيدر - صراع بين العقل والعاطفة - ألكسندر كابانل - 1880


مُضْنٍ، يا جميلتي، أن أقف عند شاطئ عينيكِ،
ولا أُبحرَ في الأعماق.
مقلقٌ هذا اللازوردُ النقي،
يدعو إلى الارتحال خلف شفق المحيط،
ويُسدلُ أشرعةَ الرغبة،
وراء سواتر الاشتياق...

أمام هدوء أمواجكِ،
يطيبُ ارتحالُ أشرعة اللهفة،
تبحثُ عن كنوز الأنوثةِ الغافية في افترار الشفتين،
وضحكةٍ،
ترسمُ مداراً لامتشاقِ الفرح،
والغوص إلى لآلئ البهجة.

يتحداني وجهكِ،
إلى الرحيل صوبَ الآلهة النائمة في صفائه،
إلى المغامرةِ،
ضد طقوس الرغبة ،
إلى الرغبة، تُشلّعُ أبوابها مع رياح الأعماق...
صافيةً،
هادئةً،
بحارُكِ عند الإقلاع،
ومحاراتُ البعدِ العميق،
تغرق في مرجان أنوثتكِ...

يتحداني الشوقُ، يا جميلتي،
أن أبحرَ إليكِ،
فمتاهاتُ عينيكِ تزرعُ نخيل الانجذاب،
ويتعرّج الضحكُ بين شفتيك،
مثل شفق العواطف القلقة قبل العناق.

أعرفُ، أيتها الآتية من كتبِ الاطمئنان،
أنَّ بِحار أنوثتكِ لا تهوى سفني،
أن أسفاري تلتحفُ وهمَ الضياعِ بين عينيك وبين شفتيكِ،
ان كتبي العتيقة لا تُنبتُ رماد الشهوة،
أن اقتحامي شواطئكِ،
يقلقُ أمواج الأنوثةِ المتفتحةِ في مسامِ الجسد،
تخضُّ تلاطمَ أمواجكِ في أعماقي،
وتُتلفُ مجرّةَ الزمن الغافي عند انفكِ...

تأتينا بطاقاتُ السفرِ، يا جميلتي،
عندما نُرسي مراكبنا في موانئ العمر..
تُقحمنا الدعوةُ في مواكبِ الرغبات،
تُرخي على مناكبنا غاباتٍ من الشوق،
وتُعلنُ،
انّكِ أنتِ صاحبة الدعوة...

لا أعرفُ، يا جميلتي، متى تُعلنُ موانئُ بحاركِ إشارة الإبحار،
فأنا أرتعش في ضوءِ منائرك،
أنتظرُ أن ترفعي مرساةَ سفني،
وتبحري إلى شواطئي،
إلى دفء انتظاري،  ترسمين دهشةَ ولعي بكِ...

ميشال مرقص 

الخميس، 20 أكتوبر 2011

الخيبة

خيبة - الفنّانة البروفية دينيز موكيدونسكي

تحملُ الخيبةُ عكازَها،
تخترقُ حواجزَ ذاتِنا،
هي موجودةٌ دائماً،
لكننا نرفضُ أن نشعر بوجودها.

تشلُّ الخيبةُ انفعالنا،
تمسحُ عن وجهنا ابتسامةً ظننا أنها سمةَ مرورنا إلى قلوب الآخرين،
تُلوِّنُ صفاءَنا بالغصّة،
وتحني رأسنا نحو واحاتِ التأمل..

تُشَذِّبُنا الخيبةُ من وَرَمِنا السرابي،
تعيدنا إلى حجمنا الطبيعي،
تقلّصُ منه شيئاً،
تعودُ بنا إلى واقعيتنا،
تقطفُ أحلامنا،
تُيبِسُ غرورنا،
تُطفئ قناديل خيالنا،
تسدِلُ ستارَ العتمةِ على عواطفنا.

الخيبةُ،يا سيّدتي،
"مَثَلَ الثعلبِ، رأى ظلّه صباحاً فراحَ يبحثُ عن فيلٍ طعاماً،
ولمّا انتصفَ النهار،
وانكمش ظلُّه،
اكتفى بوجبةٍ صغيرة..."

الخيبةُ هي ظلُّنا في الظهيرة.

تفتحُ الخيبةُ، يا سيّدتي،
بلاطها،
ندخلهُ مرغمين،
نكتشفُ كم أن جدرانها مكسوّة بفشلنا،
كم كتبتْ الخيبةُ على جدرانِ حياتنا، عن طفولةِ خيالنا،
عن خُيَلائِنا،
وعن "بهورتنا"،
وكيف نسعى إلى ما لا طاقةَ لنا عليه.

تكتبُ عن أحلامٍ لا نستحقها،
وعن تطلعاتٍ أكبر منا،
وانجرافٍ إلى محيطاتٍ لا نقوى على مغالبةِ أمواجها،
وإلى عواطف تخترقنا مثل الثقبِ الأسود،
وترمينا في فضاء معدوم الجاذبية.

تُقرّصُ الخيبةُ عجيننا،  (*)
تقولبنا في حجمنا الطبيعي،
تشحذنا،
فلا  نعودُ نتطلّع في مرايا تزيدُ حجمنا،
بل إلى تلك التي تصفعنا كم نحنُ ضعفاء،
رغم استقوائنا،
رغم سعينا،
رغم ثقتنا،
رغم إيماننا واندفاعنا ومهارتنا ....

الخيبةُ، تُقفلُ على ذاتها،
تُعيدنا إلى اندفاعٍ آخر،
إلى أملٍ جديد،
إلى تطلعاتٍ ما كنا نعيرها انتباهاً.

إنها لقاحُ الإرادة،
ودفقُ السعادة الآتي ليغمرنا.

كلّما أصابتني خيبةٌ، يا سيّدتي،
أيقّنتُ أنني سأبلغ سعادتي!

 
ميشال

·      قبل الآلة، كانت جداتنا وامهاتنا تعجنُ، وعندما يختمر العجين، يصنعن منه كرياتٍ متناسقة وأوزانها متقاربة.
 وتوازن المرأةُ كتلة العجين بين يديها، تقتطع منها أو تزيد عليها، لتصيرَ موازيات لسائر الكريات. هذا الاقتطاع أو الزيادة، يُسمّى "تقريص" العجين. أي جعلها قرصاً بحجمه الطبيع