الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

تدعوني حبيبتي

تدعوني حبيبتي


                    

مثل الأيّلِ الجائعِ،
تدعوني حبيبتي إلى حقولِ أنوثتها،
ومثلَ العصفورِ العَطِشِ،
تدعوني إلى جداولِ خصبها.

مروجُ حبيبتي،
فيضٌ من جذوةٍ متقدّةٍ،
لهيبٌ نورانيٌّ، شعاعُ جسدها،
وخميرةُ عشقٍ تزيدُ نُضجها في أرغفةِ الجنسِ والشهوّة.

مثلَ أميرةٍ،
جيدُ حبيبتي يلتمسُ دفء الشفتينِ،
أقبّل جيدَ حبيبتي بخشوعِ الانجذاب.
جيدُ حبيبتي فيضٌ من مساحاتِ الرغبةِ،
وشفاهي تضيعُ رويدًا رويدًا في رغبةِ حبيبتي.

تبقى النحلةُ زمنًا تمتصُ رحيق الزهرةِ،
وأنا في جيدِ حبيبتي،
امسحُ مهرجانَ رجولتي،
كلّما انسابت شفاهي وتسلّلتْ رعشةُ العناقِ إلى مساِم حبيبتي.

زمنًا، يمرُّ،
ولا تنتهي شواطئ عُنُقِ حبيبتي،
متراميةً متراميةً إلى أعماقِ شراييني،
وكلّما زحفت شفاهي فوق أعصابِ الدفء،
تأوّهت حبيبتي،
إلى غرامِ،
إلى عشقٍ أبديٍّ،
إلى نشوةٍ ترتوي بين الآه والآه،
من ضمير طقوسي في عبادة جيدِ حبيبتي،
وثغرِ حبيبتي،
وهيكل أنوثةِ حبيبتي.

تخترقني حبيبتي مثلَ شعاع القلبِ،
تخترقني،
عبر زمنِ الدهشةِ،
وتلتقيني في غاباتِ البعدِ،
مثل تلاقي النظرِ بالجمالِ المرصودِ على اسمها.

دفءُ حبيبتي،
يصلُ إليّ صامتًا،
يتغلغلُ في مسامي،
من دهشةٍ العينِ،
تبقى مسامي عطشى إلى تحسّسِ حبيبتي،
لا تُرويها
زنابقُ الرسومِ،
تتدافعُ لتخترقَ شفافية الانتظار.

لا أستطيعُ أن أتلمّسَ شهقةَ حبيبتي،
ولا أن أتحسّس جسدها،
في البعدِ،
تلبسُ حبيبتي جسد الملائكة،
وتصيرُ آهاتُها مثل لونِ الفراشاتِ،
ومثل أنينِ الناي،
تنسابُ إلى قلبي شلالاً من العشق المتمسّكِ بالحزن والحب، وبالمسافةِ التي تغتالُ تواصلَ اللهفةِ وتَقَارُبَ البوحِ، وتناغمَ العشقِ والوله.

كيفَ أستطيعُ،
أن أحترقَ في لهيبِ حبيبتي،
كيفَ أقدرُ أن أسمعَ تنهداتِ اكتفائها بلذّةِ الجسدِ المرتعش كعصفورٍ صغير؟
كيفَ أتمكنُ من عشقِ آهتها،
وتنشّقُ لهاثها ينقلُ إليّ طعمَ المسكِ، وحوارَ رطوبةِ أنفاسها ؟

يحتاجُ الحبُّ،
يا حبيبتي،
أن ينبتَ في الأحاسيسِ،
أن يعرّشَ في العيونِ،
أن يُمطرَ حممه على شواطئنا،
ويُصَيّرَها ناعمةً مثلَ مسالك عينيكِ،
وملامسِ عريكِ.

يحتاجُ الحبُّ، يا حبيبتي،
أنْ يُعلِنَ ملكه،
ويضعَ تاجهُ بين يديكِ،
فلا أستطيعُ أنْ أدخُلَ جوهركِ،
وأرجاءُ مملكتي بعيدةٌ عنّي،
متراميةٌ عندَ رجليكِ.

يا حبيبتي،
كلّما ازداد حبي،
كلّما كبرَ عشقي،
شعرتُ أنني أنسابُ، ينسابُ إلى اعماق أنفاسكِ،
ويزدادُ شعوري بأنَّ المسافاتِ تطولُ،
والبُعدُ يَهدِمُ جسورَ التلاقي.

أنْ أحبَّ حبيبتي،
عليَّ أن أخرجُ من جسدي،
وأسكنَ كرومَ أنوثتها،
وثمارَ جسدها،
وهي تزهرُ إشراقًا في الحواس.

متى كتبَ القدَرُ، أن نكونَ،
نلتقي.
هكذا مملكةُ حبيبتي،
وعريُ حبيبتي،
فوق تلمِّسِ الحواس،
يؤخذُ باللا مُمكن،
والمستحيل!!!!!!




                ميشال



هناك تعليق واحد:

  1. مرجل الإشتياق
    مركب شاعرنا خشن وعر، وعلى ظهره خمر وزهر، ونفس تتقد كالمرجل، وتشتعل رجولاً ورجولة بانتظار حبيب موافي يدلّه الشوق إلى مضجع الشاعر. حلو كثير

    ردحذف