السبت، 1 أكتوبر 2011

قناطرُ الرغبة

                          


تنبتُ لنا،
أجنحةٌ شفّافةٌ،
 عندما تنبضُ قلوبنا بالحبِّ.
يفرّخُ لنا،
ريشُ حمامٍ يُدفئُ أحلامَ عشقنا،
نزيّنُ وساداتنا بصورِ وجوهنا،
نرسمُ شهوةَ شفاهنا،
ونتحاضنُ في عرينا الطفولي،
تحتَ قناطرِ الرغبة.

كانَ طوفانُ عبوركِ إليَّ فوق جسر الكلماتِ المحفورة،
شلالاً من تدفقاتِ العواطفِ النابضة،
كأنما أفلتَ جنيُّ الشغف من أعماق قلبك،
وتفتحت مساماتُ البوح بصلاةِ الرغبة.

لم أستطع أن أغمرَ طوفانَ اقتحامكِ مشاعري.
كانت ينابيعُك تَدْفُقُ الشَغَفَ،
وتثيرُ رغبةَ الانجرافِ إليك.
سقطت سدودي أمام ذلك الفيضِ البتولي التدفق،
يفترُّ عن جمالاتِ سحركِ المغمور،
في عطرِ الأنوثة الطاغية.

كانَ ماردُ عواطفكِ يُفلتُ من قمقمِ التردّد،
صارَ فجأةً،
يزلزلُ خلايا عبوري إليكِ،
فسكرتُ مثل طفلٍ، من عنبِ اللذّة المشع في لؤلؤ وجهكِ.

تدفقتِ مئة عامٍ في شراييني،
خلال لحظة اندفاعكِ إلى عيني،
كانت نبرةُ عباراتكِ قد جُنّتْ،
مثل حورياتِ الحب تحت ظلال الياسمين،
وعند ضفاف أنهر تدفقكِ إلى سهول خصبي.

كنتِ تمسكينَ خيوط الكواكب والنجوم،

وتمشينَ فوقَ أهدابي،
وصارت أجنحةُ الوردِ تحلمُ بضياء مواسم عبورك إليّ.
صار تفجّركِ فيّ أجيالاً من اللحظات،
وأنا أمسكُ باللحظة الأولى،
لأجد الآتية أجملَ وأقرب إلى أوردتي وشراييني،
فأضيعُ بين لحظاتِ اختراقك رئتي،
وعبوركِ في مسامي،
مثل عرس الارتعاش.

أيتها الآتية إليَّ من ضياء الزمن المجهول،
كنتُ أوصدتُ أبوابَ عواطفي،
وختمتُ على خمري،
وجعلتُ مكنونات صدري دوالي للزمن الصدئ.
فاقتحمتِ هدوئي ببريق عينيكِ،
وأقمتِ هيكلَ عبادتكِ في ضلوعي،
أمسكُ بكِ،
فأجدُكِ زهرةً بلوريّة الأوراق،
نورانية العطرِ،
كأنما جُمعت لذائذُ الشهوةِ كلّها في شفتيكِ،
أو في مسافات عريكِ وأنوثتكِ.

كلُّ ثانيةٍ،
حَمَلَتْ آهة العشق المكتوم،
ونبيذَ الانسياب إلى كرومِ جنسك.
كانت أجيالٌ من الحبّ تخفق في قلبي،
ومثل سكرِ النبيذ العتيقِ،
دخلتِ إليّ،
عميقةً عميقةً،
إلى حيثُ أشعرُ بكِ،
وتعصين على اللمسِ.

كنتِ فيّ نبْضًا من الوله والعشقِ،
وشعورًا،
نسي الوصفُ كيف يتلوه صلاةً.
كنتِ ، فيَّ، مزامير الإحساس الرهيف،
والتدفق المخملي،
أشعركِ في كلّ مساحاتِ رغبتي،
آتيةً إليَّ،
بالأرجوان الشفّاف،
والزنابق البيضاء،
تغمرُ عريكِ،
تنامُ،
مثلَ رغبتي،
عند شفتيكِ،
ومثل خمري،
فوق سرّتكِ،
وأنتِ تمشين فوقَ عينيّ،
مثل ومْضِ النورِ،
في خواطرِ قلبكِ،
وأشعة ظنوني.


    

                ميشال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق