الأحد، 16 أكتوبر 2011

قمحُ البعد


قمحُ البعد


 سلفادور دالي


تخطفني عيناكِ
إلى طفولةِ الحُلمِ البعيد،
إلى مسافاتِ ضوءٍ تجذبُ الفراشات بألوانها إلى عرسِ وجهكِ،
هنا موسمُ العُشقِ يسجدُ مسترحمًا،
فكلُّ زهور الشغفَ تنسجُ أنوثتكِ،
وسنابلُ الشوقِ تنمو في ظلِّ ابتسامتكِ.

كانَ قمحُ البُعدِ،
يلفُّ براعمَ العمرِ،
لولا أن حضرتِ مثلَ الطيفِ الهائمِ مع عبير الأزهار،
ففتحتُ بطاقةَ الدعوة وحلمتُ أن أدخلَ هيكل عينيكِ،
حاملاً في صناديقِ رحلتي مرجانَ الفرحِ وأغاني الحنوِّ ،
مطيّبًا بالعسلِ أراجيحَ الزمنِ الغافي في حضرةِ أنوثتكِ.

أحيانًا يا صديقتي،
يدورُ الزمنُ في فلكٍ غير فلك الأحلام والرغبات،
يصيرُ الزمنُ ظلاً لنا،
يسبقنا،
نسبقه،
يدورُ حولنا،
فلا نلتقطهُ،
ولا نعرفُ كيفَ نسبحُ في تيّاره.

هوّذا أنتِ ...
أشعرُ بمواسمِ أنوثتكِ،
وأكادُ ألمس نسماتِ جسمكِ،
وأتحسّسُ هواء رئتيكِ،
وأعرفُ أنْ أخفضَ صولجانَ شعوري أمام وجهكِ.

مثلُكِ،
تؤخذُ بالعينِ كالحلمِ،
مثل ملامسِ النعاسِ في أرجوحة الموسيقى الهادئة،
مثلُكِ تقامُ لها طقوسُ العواطفِ الدافئة،
وتجري مهرجاناتُ الحواس،
وتُطلَقُ أهازيجُ الفرحِ،
لأنكِ تحملين الحياة.

في مواسمِ العشقِ يا صديقتي،
لا أعرفُ كيفَ لا ينضجُ الحبُّ والحنانُ والعشقُ عندَ شفتيكِ؟
فعناقيدُ البوحِ،
تخترقُ شفافيةَ الشعرِ والشُعاع،
ويبقى أنّ الدعوةَ تبقى معلّقة عند تلك الابتسامة،
في علبةِ الإغراء.

في مواسمِ العشقِ يا صديقتي،
يندرُ المتكرّسونَ لمثلِ عبادتكِ.
أنتِ تؤخذين بالعينِ مثل الفرح،
وتؤخذين باللمس كالحرير،
وتؤخذينَ كالعطرِ،
ومثل النبيذ العتيق وعسل البراري.

كلُّ غصنٍ فيك يُثمرُ امرأةً للعشقَ،
كلُّ شجر النساء تثمرُ فيكِ امرأةً للحبِّ،
يغفلُ الرجال كثيرًا كم أنتِ أميرةً تحتاجُ إلى الدفء والاحترام، لا إلى التاج.

في وجهكِ يا صديقتي بوحٌ مكبوتٌ يبحثُ عن حرّيةِ الدفء وعبثية الحنان،
في وجهكِ ابتسامةٌ تنتظرُ قطار الفرح،
فالمحطاتُ باردة،
وصوامعُ القدّيسين لا تدفئُ الرغبات.

يكفيني أن أنظرَ إلى وجهكِ
لأجد ذاتي مشدودًا إلى أعماقِ عينيكِ،
مرّةً بالبوح،
ومرّةً بالرغبة،
ومرّةً بالحزنِ،
لأن المسافاتِ هي نبعُ الأحزان.

مثلكِ
يُفرشُ لها الوردُ.
ينسجُ لها اللونُ والنورُ ،
يُنشدُ لها الشعرُ،
ويُنثرُ الفرحُ عند قدميها.

في وجهكِ ملامحُ ملوكيّة،
ووشاحُ امرأة تَهيمُ بحبٍّ يُطَمْئِنْ.

وتعبرينَ أشعاري
مثلَ شفافيةِ العريِ الجميل.


          

ميشال
 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق