الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

فردوس الأحلام

فردوس الأحلام
جنّة عدن - للفنّانة البيروفية - دينيز موكيدونسكي



أدخليني إلى فردوسِ أحلامكِ،
إلى مكنونِ صمتكِ العميق،
حيثُ تنامُ فراشاتُ البوحِ،
ولا يدخلُ خزائنَ أنوثتكِ غيرُ العاشقين.

أدخليني إلى كرومِ عواطفكِ،
إلى المسافات التائهة في ألوانِ شهوةِ العيون،
إلى خزائنِ العريِ الشفّاف،
حيثُ عرائسُ الشعرِ تحملُ مسامَ الجسدِ،
وحيثُ جنائنُ اللوز تنسجُ وشاحًا تمشين فوقه.

حائرٌ أنا أمام لغزِ صمتكِ الكبير،
أمام استدارة الكون في مدارِ سكونكِ،
فلا إشارةَ تنبئ عن ولادة الضوء،
أو ضوءً يفتحُ براعم الألوان.

أنتِ، أنتِ،

هاربةٌ من كواكب الرغبةِ والاشتياق،
من عصافير الجنّة تمنحكِ ألوانها وموسيقى صداحها،
تلتحفين غمامة المساء،
وتمشين فوق هدبي المشتاق إلى الانكسار أمام أنوثتكِ.

أنتِ،أنتِ،

حكايةُ الألوان الضائعة في ألف ليلة وليلة،
في الحلمِ الذي يقفز إلى وسادتي،
إلى عشيّاتٍ قلقةِ تبحثُ عن ملتقى العشقِ،
عن خبرٍ، عن وحشةٍ تحلمُ أن تصيرَ أرجوحةً لشعركِ،
عن عنوانٍ لا يختبئ أمام عينيكِ،
ولا يعرفُ كيف تنبتُ عناقيدُ الكروم فوق شفتيكِ؟  

هوذا الخمرُ شهيٌّ يا جميلتي،
هوّذا العنبُ الخجولُ يكتبُ فرحَ العصيرِ المخمّرِ في خوابي أنوثتكِ،
في شفافيةِ البوح والاشتياق إليكِ.
أدخليني إلى فرحِ الاشتياق،
إلى زمنٍ يقفُ عند أصابع يديكِ،
يبحثُ عن أساورَ الشمس في معصميكِ،
عن كؤوس شراب الآلهاتِ في نشوة الأنوثة.

تصيرين يا جميلتي عناوين دفاتر وجودي،
تصيرين مسافات الفرح والكآبةِ والاشتياق،
تصيرين كل ذاكرة الأمس واليوم والغد،
تصيرين خمري على موائد اللهفة والصلاة.

ثائرةٌ أنتِ في كياني،
تتفتّحُ مسامُ رجولتي أمام حضوركِ،
أصيرُ لونًا في عينيكِ،
أصيرُ شقائق النعمانَ في حضور شفافيتكِ.

كلّما اشتاق على الغصنِ عصفورٌ،
ولوّنَ ريش صدره وأجنحتهِ،
شعرتُ بأنني انقل إليك ألوان قوس قزح،
فأنتِ حكايةُ البوح غير المقروءة،
وقصيدةٌ لم تكتب جمالاتها.

إجعليني زورق أحلامكِ،
فأنا بحّارُ حكايات الجمال،
أحملُ لكِ مرايا الرصدِ المسحور على اسمك،
وبخور الحورياتِ العائدات من مواسم الحب.

أنتِ
لوحة مشرقةِ في مسرح الأنوثة،
وينبوع الأنوثة في مواسم الخصب،
وموسم الخصب في تدفقِ شلالاتِ العري الأنثوي.

أنتِ  ستبقين اللغز،
أعجزُ عن فك شيفرته،
لأنكِ أنتِ،
تبقينَ في هياكل الجسد،
نفح العواطف غير المكتشفة.
ولأن المعجزات،
هي التي لا نستطيعُ أن نحلّ ألغازها.

جمالكِ،
 أن تبقي ذلك اللغز الجميل.

      
                                                ميشال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق