السبت، 8 أكتوبر 2011

أبجديةُ العريِ

أبجديةُ العريِ

تفتحينَ، يا سيّدتي،
كتابَ أنوثتكِ أمامَ عيني،
تُعلِّمينني أبجديةَ عُرْيكِ،
بهدوءٍ، تفتحينَ حرفًا، وتُخَبِّئينَ آخر، وتجعلينَ من أبجديتكِ لغةً تخترقُ جدارَ عينيَّ إلى بواطنِ لهفتي واشتياقي.

بهدوءٍ يا سيّدتي،
تنقلين حروف المتعةِ عندكِ،
إلى صفحاتِ رغبتي، وتتدفقين شلاّل عشقٍ صاخبٍ في متاهاتِ جسدي،
العَطِشِ إلى ينابيع شهوتكِ.

جعلتني،
أتلهّفُ لحفظِ حروفكِ الجائعةِ إلى رغيفِ رجولتي،
جعلتِ مرايا عريكِ تنعكسُ في ذاتي،
في داخلي البعيدِ القرار،
في الجوعِ الذي يتألّمُ ليشبع من عريكِ،
والعطش الذي لا يرتوي من حضورِ أنوثتكِ.

تمنيتُ لو تنكسر مرآةُ هذا العري الشهيِّ، يا سيّدتي،
وتصيبني شظاياها،
وتُدمي شراييني،
وتخترقَ وجودي،
وجوهري،
وتنعكسُ كل شظيّةٍ من مرآةِ جنسكِ،
في زوايا انتظاري لكِ.

يهدرُ نهركِ، يا سيدتي،
ويجتاحُ أوديتي ومجاري جنوني إلى أخذكِ لي،
تتدفّقُ مياهُكِ بين ضفّتي ارتحالي إليكِ،
وتغمرني أمواجكِ،
وتقفُ عندَ شاطئٍ يتيحُ لي أن ألجأ إليكِ،
فلا أغرقَ فيكِ.

بتُّ أشعرُ، يا سيدتي،
أن قفص ضلوعي صار أصغرَ من ان يحتوي تغلغلكِ فيَّ،
صارتْ ضلوعي تتمدّدُ أكثرَ لتحتوي حضوركِ،
صارَ جسدي أكبر،
عندما فتحتِ خزائنَ جنسكِ،
واقتحمتِ بشفافيّةِ عريكِ "الممنوع" ، قدسيتي لكِ...

لقد رفعتِ، يا سيّدتي،
ستائرَ شفافيتكِ من أمام دهشتي،
أغرقتِ سهول هدوئي بطوفان جمالاتك،
صعقني عُريُ كتفيكِ،
اخترقني نهداكِ  مثل تيّار البرق،
وصرتُ ملتصقًا بذاكرتي،
أزيلُ الصورةَ وتبقى وتبقى ملتصقةً في قرارة لهفتي إليكِ.

لقد دخلتِ عمقي،
ووقفتِ عندَ أبوابِ غلوّي فيكِ،
رغبتُ بشدّةٍ أن ألفّكِ بذراعي.

لا أريدكِ أن تخرجي من مفاصلي،
لا أريدُ، يا سيّدتي، أن تغادري أعماقي،
لا أريدُ أن تتركي تلك الصورة تفقدُ أثرها من عينيَّ،
ومن قصورِ العشقِ في برّيةِ عواطفي.

أريدكُ أن تبقي، يا سيّدتي،
خلفَ أبواب جسدي،
وراء نوافذ وجعي فيكِ،
وأن تهربي فقط من أبعادي إلى صلوات رجولتي،
إلى العتبات المقدّسة في رجولتي وأنوثتكِ،
لأدخلَ نشوةَ إحساسكِ المتدفقِ وأصيرَ ماردًا بين ذراعيكِ.


يا سيّدتي،
تنبتُ حروفُ عريكِ مثل عشبِ القمح فوق بيادرِ عشقي،
أقرأها،
أتلمِّسُ نمنمتها، لأنفي عني تخيّل توهّمي أو أحلامَ ظنّي.

فأنتِ الآنَ،
خلف مسافاتِ البصرِ،
ووراء أكماتِ البعدِ،
أنْضرُ من رفيف إحساسي حولك.


ميشال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق