الثلاثاء، 27 مارس 2018

خطوطَ الشهوةِ تُزنّرُ شهقاتِ العينين...

خطوطَ الشهوةِ تُزنّرُ شهقاتِ العينين...


                                       Géza Kukan (1890-1934)


هاتي زَغَبَكِ
الزنابقُ تتركُ وشمها
موسومًا فوقَ بطنِكِ...
تترافقُ همساتُ الأجنحةِ
مع تورياتِ الإنبعاثِ من حرارةِ الرمادِ...
تنبعثُ
هتافاتُ الإمتلاء بالمتعةِ...

الكأسُ
لا تلتفتُ إلى شاربها...
الممتلئُ خمرًا
يلوذُ إلى نبيذِ السَاقَيْنِ تتشرَّبانِ إكسيرَ خطواتِ المجونِ...

هاتي خصركِ/
هاتي خطوطَ الشهوةِ تُزنّرُ شهقاتِ العينين...

لا شغفَ أطيبُ من خطيئةٍ/
يصيرُ لونها بلونِ نهديكِ...

المعصيةُ
تقترفُ وشايةَ السُرّةِ
العالقةِ عند شفتينِ
أضاعتا اتجاهاتِ الزفير والشهيق...

صارَ بطنُكَ نفسًا حدّ الاختناق...

صارَ لونُ عشقِكِ
مغموسًا بدبسِ الأهدابِ...

إمتطي هوسَ السحاب...

لا تأتي مركباتُ العشقِ
مزيّنةً بأقواس النجوم...

وحدها قبلاتي تلمعُ فوقَ أساور المعصيةِ...
وحدها
تليقُ بكِ
أهدابُ النجومِ
تُدغدغُ عُربَ نهديكِ الناعسينِ...

دعي وَشْمَكِ يوقظُ
عسلَ العيون...


ميشال مرقص

الثلاثاء، 20 مارس 2018

أمّي ...

أمّي ...
غوستاف كليمت : الطفل والأمّ (1905)

إلى كل أمٍّ لبنانية
إلى كلِّ امراة أو فتاة لبنانية...
إلى كل امرأة مهما كانت حالتُها في لبنان أو العالم العربي...
Gustav Klimt: Mère à l'enfant (1905)

Gustav Klimt: Mère à l'enfant (1905)



هزِّي لِثانيةٍ، فالطِفلُ ما برحا
يشتاقُ "نومَ الهنا"، إنْ صوتُكِ صَدَحا،

"كاغي"، أذوبُ هوىً، أرتاحُ منبسطًا،
يُغلغِلُ الحبُّ في الأكبادِ مُنْشرِحا،

ولا تغيبي... متى ما الشمسُ غابتْ ضحى،
تكوّنَ الظلُّ، ماتَ النورُ، ثمَّ امّحى،

دعي سنيني تعيشُ العُمرَ مُختمرًا،
في حُضنِ عُشقٍ دفيءٍ، ينهلُ الفرحا،

وناوليني يدًا تَقي عُثارَ خُطىً،
فلا تزالينَ هُدْيَ العُمرِ. ما كَسَحا.

إليكِ مجدي يعودُ، ما حَييتُ وما
نظمتُ شعرًا، فأنتِ الشعرُ ما بَرَحا،

مُدّي يديكِ فأُشفى من حرارتها،
فللأمومةِ حقُ الدينِ ما اجترحا...

تباركينَ خُطىً – أشتاقُ طِلبَتَها –
لا تبرحُ الشفتانِ تهتفُ السُبُحا،

وناوليني حنينَ الأمّ يا وطنًا،
خضبتُ وجهي بما حبّي: هَدى، سَمحا،

في كلِّ يومٍ أنا طفلٌ، وأنتِ له،
في رفّةِ العينِ مصباحٌ، متى سَرحا...


×××


يا أمُّ هذي بلادٌ أُثخنتْ، وطَغَتْ
عوارضُ السُقمِ، أضناها الذي جَرَحا،

وشتَّتَتْنا رياحُ القهرِ، واصطبغتْ
أجنّةُ الأرضِ إذلالاً بما سُفِحا...

وها النساءُ حملنَ الحُزنَ، أوْ لبِسَتْ
هاماتُهنَّ همومًا... صِرْنَ ما اتشَحا،

فقدنَ إبنًا، توارى خلفَ عمرٍ مضى،
خسرنَ حبًّا طواهُ الهجرُ، أوْ طرحا،

هذي الأمومةُ، كمْ تشتاقُ دفء  ضنى،
عزّتْ عليها همومُ العمرِ، ما كَبَحا،

صلّي أُمَيمَ لِأَنْ يُشفينَ منْ ألمٍ
وأنْ تُداوي مآقي العينِ، ما رَشَحا...

يا أمُّ أنتِ حياتي، لا أضنُّ بها،
لو شئتِ، أعرفُ أنّ الأمرَ قدْ وضحا:

تُفدينَ إبنًا، كما يُفديكِ كلُّ ضنى،
لكِ الحياةُ، لكِ العمرُ، وما سَنَحا...

 ميشال مرقص


·      عندما كنتُ في صف البكالوريا – عيّدتُ أمي بقصيدة باللغة المحكيّة مطلعها:
"أمي أنا شو بهديا بعيدا،
وشو ببوسا إيدا،
تَ يضل قلبا حانِنْ عليي،
وموجاتْ حنيي،
وهنا"....

·      وفي اول سنة جامعية ، قدّمتُ لها قصيدة – نالت الجائزة الأولى من بين 34 طالبًا جامعيًّا تقدموا بقصائد – نُشرَ قسمٌ منها في جريدة لسان الحال البيروتية ومطلعها:
نيسانُ عيدُكِ، أمْ نوّارُ ينتظمُ  سألتُ قلبي، لأيٍّ راحَ يبتسمُ،
أللربيعِ، وقدْ هامَ الجمالُ بهِ،  أمْ للحياةِ، على كفّيكِ ترتسمُ؟

ولا زلتُ أعايدُها ... رغمَ أنّها ودّعتنا قبل ثلاث سنوات...








الثلاثاء، 13 مارس 2018

أشمُّ في قميصِكِ رائحةَ شهوتِكِ...


أشمُّ في قميصِكِ رائحةَ شهوتِكِ...
Léon-Jean-Bazille Perrault (Poitiers 16 June 1832 – 1908 Royan)


دعيني أفتّقُ أزرار قميصكِ
لأخبّئَ لهفتي في عُرى الشهوة...
دعيني
أتحسّسُ جمالَ الارتحالِ إليكِ
مثل اختباء نشوةٍ
في أقبيةِ السحرِ...
دعيني
أتهجَّأُ حروفَ عُريكِ
لتتساقطي فوق جسدي
ندىً لعشقٍ ...
أمسكي بيدي،
واخترقي جسدكِ
بلهفةِ أصابعي،
تصيرُ يدايَ قناديلَ صبوةٍ
وبخورَ صلاةٍ
تتهيّبُ
خشوعي
أمام ناهديكِ...
إستمرّي في تدفقِ شهوتِكِ صوبي
فانا أحبُّ الغرقَ
في جنائن لذائذ أنوثتِكِ
والإختناقَ بكِ...

تواكبي إليَّ
مثل عشقِ الموسيقى للحنِ الجارحِ،
دعيني
أتنسمُّ رائحةَ عطرِ عُريكِ
وينابيع مسامِكِ،
فالأريجُ يتفتحُ نَزِقًا
وينضحُ عشقَ نشوةٍ...
أمامكِ
أستطيبُ أنْ أوشّحكِ بنظراتِ انسحاري بكِ،
وأبني لكِ
إنبهاري
قناطرَ رغباتٍ شهيّةٍ
لحلولِكِ في ذاتي...

تكاثري...
استنبتي بهجتَكِ في مسامي،
في إغواءاتِ شغفي بكِ،
ولا تتركيِ
عُريَكِ يختبئُ
من أمام براكين عشقي لكِ...
××××
دعيني
آخذُكِ بشعوري العميقِ،
وأنسجُ حول عُريكِ
حريرَ اشتياقي،
تتفتحينَ فيَّ
مثلَ وميضِ البرقِ الصارخِ
في متهاتِ جسدي...

إمسحي شفافيتِكِ
بعسلِ شفتي،
فنُضجُ المذاقِ يسيلُ أنهارًا في مدارِ شهقتِكِ،
تناسلي فيَّ
أنثى الشهواتِ،
أكتُبُكِ فوقَ جداري،
لوحي وصايا القهرِ العشقي،
وأنحتُ في عروقي
مرايا عبورِكِ
في أدغالِ شهواتي...
كوني فيَّ امرأة السنواتِ كلّها،
الفصولِ كلّها،
الثواني الدائخةِ حولَ ذاتها،
-كلّها- ...
فمعاييرُ الزمنِ
لحظاتُ نشوةٍ بكِ...
×××
لا تتركي قميصكِ
يتسلّلُ من يديَّ،
أشمُّ رائحةَ شهوتِكِ
في نسيجه ...
كلّما فتقتُ عُروةٌ ...
"يكونُ ليلٌ،
ويكونُ نهارٌ"...
معكِ
يكونُ "البدءُ"...

إحترارُكِ من لهيبي...

 ميشال مرقص

الأربعاء، 7 مارس 2018

أمطرتُ عشقي عليكِ...

أمطرتُ عشقي عليكِ...


                   Pascaly باريس 1962 ...

تعالي نستريحُ
في ظلالنا...

الظلُّ
لا يحملُ التجاعيد...

هنا نُخفّفُ أعباءَ السنين.
نُدركُ كمْ أنَّ مسافات العمرِ
تلتصقُ بنا...

تعبرُ جلدنا
ولا نُدرُكِ خرقها المتمادي في الذات...

الظلُّ
يضعُ مساحيقَ التجميل على وجوهنا...
لا يرانا
منْ نخشى أنّهم يُدنسونَ حقيقةَ نقائنا...
الحياةُ بلا ظلّ
عتمةٌ ...
أتُدركينَ معي
أنّهُ حيثُ الظلُّ
يُحيطُ بنا النور؟؟؟

تعالي
اختبئي في ذاتي،
أحميكِ من ظلّي،
لا أقدّمُ لكِ سوى هالة النور...
لا أعرفُ كمْ أستحقُ
انصهارَكِ فيَّ
لم تعُد أمواجي تُدركُ
تهادي الأشرعة فوقَ زبدها...
النسيمُ
الحالمُ بقصائد أنوثتِكِ
يتهادى ثملاً
عُريُكِ زئبقُ اللمسِ
الجوهرُ ينقطُ ذهبًا مصهورًا
في نارِ شغفي بكِ...

لمْ أعُدْ أحترفُ أبجدياتِ الشوق.
أذوبُ كالصهّارة في رغبتي بِكِ...
الفَيضُ
يقذفُ بي كالنبضِ البريّ
إلى غاباتِ اشتياقك...

دعيني مأخوذًا بسحرِ أنوثتِكِ...
دعيني مذهولاً
عيناكِ ترسمانِ
متاهاتِ البُعدِ العشقي...
الإنتماءُ الأثيري لحلول البهجة...

أهمسي لي
قصيدَتَكِ ...

أمطرتُ عشقي عليكِ...

ميشال مرقص