الثلاثاء، 20 مارس 2018

أمّي ...

أمّي ...
غوستاف كليمت : الطفل والأمّ (1905)

إلى كل أمٍّ لبنانية
إلى كلِّ امراة أو فتاة لبنانية...
إلى كل امرأة مهما كانت حالتُها في لبنان أو العالم العربي...
Gustav Klimt: Mère à l'enfant (1905)

Gustav Klimt: Mère à l'enfant (1905)



هزِّي لِثانيةٍ، فالطِفلُ ما برحا
يشتاقُ "نومَ الهنا"، إنْ صوتُكِ صَدَحا،

"كاغي"، أذوبُ هوىً، أرتاحُ منبسطًا،
يُغلغِلُ الحبُّ في الأكبادِ مُنْشرِحا،

ولا تغيبي... متى ما الشمسُ غابتْ ضحى،
تكوّنَ الظلُّ، ماتَ النورُ، ثمَّ امّحى،

دعي سنيني تعيشُ العُمرَ مُختمرًا،
في حُضنِ عُشقٍ دفيءٍ، ينهلُ الفرحا،

وناوليني يدًا تَقي عُثارَ خُطىً،
فلا تزالينَ هُدْيَ العُمرِ. ما كَسَحا.

إليكِ مجدي يعودُ، ما حَييتُ وما
نظمتُ شعرًا، فأنتِ الشعرُ ما بَرَحا،

مُدّي يديكِ فأُشفى من حرارتها،
فللأمومةِ حقُ الدينِ ما اجترحا...

تباركينَ خُطىً – أشتاقُ طِلبَتَها –
لا تبرحُ الشفتانِ تهتفُ السُبُحا،

وناوليني حنينَ الأمّ يا وطنًا،
خضبتُ وجهي بما حبّي: هَدى، سَمحا،

في كلِّ يومٍ أنا طفلٌ، وأنتِ له،
في رفّةِ العينِ مصباحٌ، متى سَرحا...


×××


يا أمُّ هذي بلادٌ أُثخنتْ، وطَغَتْ
عوارضُ السُقمِ، أضناها الذي جَرَحا،

وشتَّتَتْنا رياحُ القهرِ، واصطبغتْ
أجنّةُ الأرضِ إذلالاً بما سُفِحا...

وها النساءُ حملنَ الحُزنَ، أوْ لبِسَتْ
هاماتُهنَّ همومًا... صِرْنَ ما اتشَحا،

فقدنَ إبنًا، توارى خلفَ عمرٍ مضى،
خسرنَ حبًّا طواهُ الهجرُ، أوْ طرحا،

هذي الأمومةُ، كمْ تشتاقُ دفء  ضنى،
عزّتْ عليها همومُ العمرِ، ما كَبَحا،

صلّي أُمَيمَ لِأَنْ يُشفينَ منْ ألمٍ
وأنْ تُداوي مآقي العينِ، ما رَشَحا...

يا أمُّ أنتِ حياتي، لا أضنُّ بها،
لو شئتِ، أعرفُ أنّ الأمرَ قدْ وضحا:

تُفدينَ إبنًا، كما يُفديكِ كلُّ ضنى،
لكِ الحياةُ، لكِ العمرُ، وما سَنَحا...

 ميشال مرقص


·      عندما كنتُ في صف البكالوريا – عيّدتُ أمي بقصيدة باللغة المحكيّة مطلعها:
"أمي أنا شو بهديا بعيدا،
وشو ببوسا إيدا،
تَ يضل قلبا حانِنْ عليي،
وموجاتْ حنيي،
وهنا"....

·      وفي اول سنة جامعية ، قدّمتُ لها قصيدة – نالت الجائزة الأولى من بين 34 طالبًا جامعيًّا تقدموا بقصائد – نُشرَ قسمٌ منها في جريدة لسان الحال البيروتية ومطلعها:
نيسانُ عيدُكِ، أمْ نوّارُ ينتظمُ  سألتُ قلبي، لأيٍّ راحَ يبتسمُ،
أللربيعِ، وقدْ هامَ الجمالُ بهِ،  أمْ للحياةِ، على كفّيكِ ترتسمُ؟

ولا زلتُ أعايدُها ... رغمَ أنّها ودّعتنا قبل ثلاث سنوات...








هناك تعليق واحد:

  1. Son âme repose en paix...c est le seul être, quand on le perd... On se vide

    ردحذف