الخميس، 31 ديسمبر 2015

أشتعلُ بكِ...


أشتعلُ بكِ...


                                         القبلة (1770) – جان أونوريه فراغونارد (فرنسي 1732-1806)

كان جسدي ملتهبًا
وأنا أحملُ قصائدي...
أتوخّى
ألاّ تنضجَ حكاياتُ
شغفي بكِ...

كنتُ
أحملُ عبقَ خصرِكِ
تحتَ شالٍ
منسوجٍ
من خلايا الهمسِ...

أضفرُ
شعرَ ملائكة الهواءِ...

وأرتحلُ مع خيطٍ
جرحهُ نسيمُ العطرِ
الهائمِ
عند مساماتِ العنُقِ
ورغباتِ القُبلِ
التائقةِ لتطويقهِ...

خُذي بيدي...
خذي بي...
قالَ البحرُ لللأصدافِ
النائمةِ
عند نهديكِ...

كيفَ تتركينَ
هوسَ التضرعِ إلى شفاه؟...

هوذا أمسياتكِ
رقيقة
حتى
وشاحِ الدمِ
العابرِ لمسامِ الوردِ الأحمر...

كانَ جسدي ملتهبًا
وغيومُ العشقِ
تُمطرُ فرحي ...

كنتُ أحتمي
في أفياءِ شرودِكِ العابثِ
في جسدي
لأشتعلَ بكِ ...

ميشال  مرقص


السبت، 26 ديسمبر 2015

جَرَفَتْني صهارةُ النشوة...

جَرَفَتْني صهارةُ النشوة...


                                                        فاسيلي كاندنسكي (1866-1944)


لنقرأَ في الوجه الآخر/
حيثُ
الدورةُ تقيسُ ذاتها...
حيثُ يصيرُ رُغاءُ الكلامِ
عثرةً
للسانٍ يشهدُ أنّكِ أنتِ ...

لنقرأَ على سطحِ زبدِ اللهفةِ/
أنَّكِ كنتِ سفينةَ
الطوفانِ ...
ولا قرارَ يهداُ بإبحارِ اللذّةِ
المشدودةِ إلى نوارسِ العناقِ...

إهدأي
لأستوعبَ هيجانِ فوّهاتِ براكينِكِ...
فلقد جرفتني صهارةُ النشوة
وأنتِ تتمتعين بفورانِ الرغباتِ...

هاتِي
لنُطفئ حريقَ الاحتمالاتِ المخذولة...

هاتي لنُفكّكَ ألغازَ الشيفراتِ المكنونةِ
في بدنكِ...
فلقدْ أَنْبَتُّ زهورَ اللوتس
في صحراءِ جنسكِ...
وترامى على مدينتِكِ المهجورةِ
رفوفُ الفراشاتِ/
تُعيدُ إلى البرهةِ – اللحظةِ
أنفاسَ التين والعنبِ في الكرومِ اليابسةِ...
وشرارة الخمرةِ المحطّمة
على شفاه الزمنِ...


ميشال مرقص

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

إستحمّي في قصائد الشغف

إستحمّي في قصائد الشغف


                                     تامي بينكيران – مصوّر مغربي (1954-؟)


إستحمّي في قصائد الشغف،
يُثيرني
حرفُ الرغبةِ
فوقَ نُقطةِ الياء...
القصيدةُ
تتمرّغُ
فوقَ نهديكِ
كما تشتهينَ
في عبورِ النورِ
إلى وُكناتِ الخصرِ...

إستثيري
أبجديّة الشغف...
رموزُكِ
تمتلئُ إيحاءاتٍ أنثويّة
نمناتُ الحروفِ
تخدشُ لسعةَ اللذّةِ...

هنا فوقَ رغباتِ شهواتِكِ
أُلملمُ حروفَ موائدكِ
أحفرُ زُخرفَ العناقِ الموروبِ خلفَ نافذةٍ
تفتحُ على توريةٍ
وتشدُّ على خصرِ زهرةٍ
تنبتُ
في أريجِ أنوثتِكِ...

أشتهي
كيفَ تُكوّنينَ
حروفَ قصائدكِ...
أهراءاتِ نزواتِكِ المكنونةِ في شهوةِ الفكرة..

مثلَ عناقِ
الشلاّل لحرفِ الجبلِ تنسكبين،
ويلتفُّ
حولَ عُريكِ
قوسُ قزحٍ يعبرُ ماءَكِ
إلى طنافسِ سواحِلِ ردفيكِ...

أنتِ في الكلمة
أنتِ
في رحمِ الأبجديّةِ
المنتشرةِ فوقَ مساماتِ بدنِكِ
في توالفِ الحروفِ مزاميرَ عشقٍ،
تتردّدُ في معابدِ عُريكِ...

تُلملمين
نشوةَ الفواصل والحركاتِ
كأنّما – كلُّ شيءٍ مهووسٌ
أن يتناثرَ
ليغمرَ هدوءَ انفاسَكِ...

تتلألأين
في ستائرِ الإيحاء المتلهّف
إلى الرعشة
أسمعُ بُحّةَ صوتِكِ
أسمعُ أنينَ عُربِ الكلمات
الشهيّةِ
في عناقيد الشِعرِ...

إرتدِي قميصَ اللونِ العابرِ
لضوءِ القصيدة
إنهضي من بينِ نهشاتِ الحروفِ...

ليسَ للأبجديّةِ
أنْ تكونَ جسدًا...

ليسَ
للكلماتِ ان تتكوّنَ نهدينِ لِ لَذّة...

ليسَ للحروفِ
أن تنسج جوربينِ لِإثارة ...

دعي الحروفَ
ضمنَ إطارِ الحُلمِ الغائبِ في غمضِ عينٍ...

تكوّني
ثمرةً ناضجةً شهيّةً...

إستحمّي في ماء الرغبة...

فهوامُ الرغباتِ
طاقةٌ مسدودةُ المسامِ
مبتورةُ الآه...

***

أخرجي من تُرسِ القصيدة...

فلا  أروعَ
من أن تصيرَ القصيدةُ
امراةً
تُشبهُكِ...

أنتِ...


ميشال مرقص

الخميس، 17 ديسمبر 2015

همسات حب - 70


همسات حب - 70


                         تيتيان – رسّام إيطالي (1488-1576) اللوحة 1538


1

متى تُسرّحينَ شَعْركِ/
دعي قميصَكِ ينزلِقُ...

لَيلُكِ
يحتاجُ لقمرينِ...

2


مدّدِي مسامَ شهوتِكِ
فوقَ طقوسِ الرحيلِ...
واطفئي نعسَ الذاتِ
في مصابيح الآلهة ...

لمْ يكنْ للزهرةِ بدنٌ

قبلَ أنْ تدخُلَ
في عُروةِ الشمسِ...

3

غُنْجُكِ الصباحيُّ
ينتشي في عروقي...
أتنسَّمُ دفئكِ،
في خاطرةِ قصيدة...

أنوثتُكِ خميرةُ عشقٍ...

4

الشاطئُ
يتلو سُبحتَهُ
ويتركُ شيخوخته تعبرُ
فوقَ زبدِ السنين...

5

كادَ عِطرُكِ
يُمسكُ بي...
فارتمَيتُ بينَ ذراعيكِ...

دعيكِ
تقطرينَ في أنفاسي
حليبَ شهوتِكِ...

6

كأنّني تَذَكَّرْتُكِ..
كأنّني رأيتُكِ...

خاطرتي
تُسافِرُ في سفينةٍ...
7

لا تتركي زبدَكِ يصيرُ شهيًّا ...

المسافةُ
تغرقُ في القهرِ...

أجملُكِ
أنتِ ...

8

كلّما كتبتُ قصيدتي
أتركُها تتخمّرُ...

هاتي كأسَكِ
لأسكرَ
بِ شعرِكِ...


ميشال مرقص

السبت، 12 ديسمبر 2015

إبتسامتُكِ... هالةُ ملاك...


إبتسامتُكِ... هالةُ ملاك...

                                             إميل فرنون (1872-1920)


إنتشليني من عُمقِ ابتسامتِكِ
كيْ لا أغرقَ في سحركِ ...

إحزمي أشعّةَ شوقي إليكِ،
فالأحلامُ
تعبرُ أوهامَ العرّافاتِ
لتليقَ بأساور المتعةِ...

خبّئيني في حنايا الدهشة،
فأنا أنسابُ إليكِ
مثلَ خدرٍ
يتوهُ في أقبيةِ المسامِ...

ليست للشمسِ
قصائدُ على مقاعد الريح...

ليسَ للقمرِ
لغزٌ يشقُّ محارةَ الفضاء...

لا أعرفُ
كيفَ يلمعُ رنينُ الذهبِ
في كأس الخمرِ ...

ساحرةٌ إبتسامتُكِ
عالقة كهالةِ ملاكِ
متمادية
مثلَ هديلِ الموجِ الشاردِ فوق شواطئ مدنِكِ...

دعي للمساءِ
متعةَ الضوءِ...

دعي
للأحلامِ شيفرةَ أنوثتِكِ...

آه!
إنّها أنوثتُكِ...

وأغرقُ في سحر الابتسامة!


ميشال مرقص

الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

ضلّي حلَمي...

ضلّي حلَمي...
      (بالمحكيّة ...)


                                                   بابلو بيكاسو – الحلم 23/1/1932

ضلّي حلَمي
لونْ الحلِمْ – مشوارْ...
تّ نلتقى
حِلمِكْ – متلْ غابي...

طيرْ عَ غصونْ الشجرْ محتارْ
بقلبْ العطرْ فتشْ عَ أحبابي...

لكنْ...
 إذا تلوّن بعِطْر الغارْ
حِلمِكْ
بيبقى صيفْ – وغيابي

متلْ لْ كأنو الكرمْ
حصرمْ صارْ
وبعدو الخمرْ ما عوَّمْ الخابي...

ومتل لْ كأنو الرسمْ
فكرا – وطارْ
لون الرسمْ
عمْ ينشرْ ضبابي...

وكلْ الحلمْ متل ولادْ زغارْ
حبّو يعيشو
فرحة الموّالْ...

وتفرفطو ...
وتخربطْ حسابي ...


ميشال مرقص

الأحد، 6 ديسمبر 2015

أدخلي جسدي...

أدخلي جسدي...


                                     ماري تروسيكو – فرنسية – (اللوحة ألبوم 2013/2014)


تتعطّرُ أنفاسي بكِ،
تتلوّنُ شُرفاتُ عينيّي،
تتدافعُ خلايا تكويني
رقصًا
تتداعى لعناقٍ،
وإبحارٍ في شهواتِ الشهواتِ،
ورغباتٍ
تُسطِّرُ شفافيّةَ تقاطُرها،
لنيرانِ تخمدُ بالسعير...

تتوالفُ نظراتي
تتجمّلُ لأراكِ في مرآةِ ذاتي،
يجلوكِ بهاءُ الأنوثة،
ويُطيّبُ دلالَكِ
عبقُ العشقِ المتدلّي ثمارًا إستوائية،
من شفتينِ
تقطرانِ جمالَ الدعوةِ
لمواسمِ جَنْيِ العسل...


تفتّحي،
وردتين فوق شفاهي،
واغمري هُتافَ الوجدِ،
هوذا كرومي تُثمرُ عناقيدَ ولهٍ،
ومعاصرُ عنبي
تسيلُ نبيذًا يروي ظمأ إغواءكِ ...

تجمّلي لي،
تُخبرُكِ فساطينُكِ
وغلالاتُكِ
كيف تشتهي أنْ تتنافسَ
لاستقبالي...
فلا تختاري...

أشياؤكِ الجميلة تصيرُ أجملَ
لأنّكِ ترتدينها،
ولأنّكِ انتقيتِها
لموعد لقاءٍ ...
تغافلي عنها،
ذنوبُكِ تغشى شغفَ المعصيّة...
تزدادينَ جمالاً
كلّما ازددْتِ شهوةً...
تزدادينَ شغفًا
كلّما ازددْتِ نشوةً بي...

يتفتّحُ نَسْغُكِ في النشوة
تمتلئينَ براعمَ غِبطةٍ
كلّما سَرقَتْكِ لحظةُ عبورٍ
في شبكةِ أعصابي
وخلايا حواسي...

أدخلي جسدي
هوذا مُحرِقَةُ لذّتِكِ
أنا ...

قدّميني لكِ.

ميشال مرقص