الخميس، 28 سبتمبر 2017

إبتعدي عنْ ملامسةِ جسدي ففي كلِّ لمسةٍ ولادةٌ جديدةٌ


إبتعدي عنْ ملامسةِ جسدي
ففي كلِّ لمسةٍ ولادةٌ جديدةٌ



Wladyslaw Bakalowicz (1833-1903)                        

إستردّي ذاتَكِ منّي...
إنسحبي منْ شرايين...
أخرجي منْ مجاهلِ أحزاني...
ولا تتركي ذرّةً من أنوثتِكِ/
 تتكاثرُ في جيناتِ اشتياقي لكِ...
فلمْ أعدْ قادرًا
على أنْ أتحمّلَ دوارَنَ شهوتِكِ/
في جاذبيّةِ أفلاكي...
ولمْ أعدْ أستطيعُ
أنْ أتوسعَ لاستعيابِ حلولِكِ/
 في مجرّاتِ عواطفي
فلقدْ تقلّصتْ أبعادُ اشتياقي
عنْ فائضِ أنوثتِكِ...
وتجاوزَ حضورُكِ فيَّ/
مساراتِ الانجذابِ
التائقِ إلى الانصهارِ بكِ...

أتركي لي صفاءَ الرغبةِ،
فأنا مشوّشُ الأعصابِ بشأنِكِ...
وابعدي عنْ ملامسةِ جسدي،
ففي كلِّ لمسةٍ
ولادةٌ جديدةٌ
تتفجّرُ بألمِ الولادةِ فيكِ...

وتسلّلي من شفتيَّ،
فأكادُ لا أشعرُ إلاّ بمذاقِ شفتيكِ...

وتلاشي من تفكيري،
فلمْ تعدْ أحلامي
تهنأُ لي
وأنتِ بعيدةٌ عنْ ذراعيَّ...


إبتهلي لي
منْ أجلِ أنْ أنسى كيانيَ لديكِ...

فكيفَ تشرقُ ألوانٌ بلا ابتسامتِكِ؟
وينسجُ نورٌ غُلالةً
ليستْ لنهديكِ؟...
وتتلألأُ كلماتُ الشعرِ
ما لمْ تتوافدُ إليكِ؟...

لا تقربي منّي/
ولا تتجاذبينني ...
بل اتحدي بي...
وانصهري في ملاذاتي كلّها...
فأنا لمْ أعدْ قادرًا على أنْ أحلمَ بكِ...
ولا أنْ أبحثَ عنكِ...
خارجَ ذاتي...
خارجَ مدار أشواقي...

ميشال مرقص

21 أيلول 2017



الأربعاء، 20 سبتمبر 2017

تُبحرين في حُلُميَ الغامرِ همساتِ شفتيكِ


تُبحرين  في حُلُميَ
 الغامرِ همساتِ شفتيكِ


                                         Lena Sotskova(1963 - ?) 

              


لنعبرَ معًا غُصصَ الصمتِ...
لنبني معًا
أسوارًا من شتاتِ العبثِ المفطورِ/
على غُربةِ الإحساسِ...
فلكِ
أنْ تُبحري في يقظةِ الحُلمِ المكسورِ
عندَ شواطئ الرغبةِ...
ولي أنْ آتي إليكِ بأمواجِ اشتاقي/
فلا تستفيقي
من حَدَقَتَيْ عينيَّ
كأنّني أشتهي أنْ تغرقي فيَّ
وتنسيْ كيف تُبحرين
في حُلُميَ الغامرِ همساتِ شفتيكِ/
كخمرةٍ معتّقةٍ
تتحدّثُ عن أعمارِ الشهوةِ/
فوقَ شفتيَّ....

إنتظريني/
لا تقنطي من تجاذبِ العاطفةِ...
فأشرعةُ الإبحارِ لا تستقرُّ
بين شواهق الأمواجِ...
بل تُبحرُ
إلى ملاذِ ضلوعي الدافئةِ
لتستقبلَ حُلولكِ في أعماقي...

تنسابُ نسائمُ أنوثتِكِ
في حنايا كياني/
تتنسّمُ
هواتفَ ذاتي/
تسبقني إلى إيقاظي من سُباتِ العُمرِ المتراكمِ
في خوابي السنين...
أنتعشُ
مثلَ مراهقٍ
يَتفتَّحُ في مسامهِ ليتسابقَ إليكِ...

أُبحرُ في ذاتي/
إلى شهوةٍ متخفيّةٍ
لَطيفةِ الهمساتِ
في بشرةِ وجنتيكِ...
كأنّما شهقةُ عينيكِ/
تكادُ تُلامسُ عُربَ العشقِ
المتماهيةِ
معَ عطشِ الكرومِ إلى دوالي عنبها...

تجادلي معي باللمسِ/
بالحكايةِ الضائعةِ في دفترِ أحلامِكِ...

إلتقيني/
حيثُ يُمكنُ أن تلتقي لَقالقُ البوحِ التائقِةِ
إلى بُحيراتِ الحنانِ...

فأنا أتشوّقُ أنْ أتلامسَ في مساماتِ أحلامِكِ/
وأبحُرَ معكِ/
في خلايا الشوقِ المحمومِ/
في أنوثتِكِ...

فلا تُظلّلي على نفحِ طيبِ خلاياكِ/
هاتي خمرتكِ المعتّقةِ بالامتناعِ/
يا امرأةً
تقفُ عندَ شفيرِ البوحِ...

تنتشيلينني
من قعرِ ذاتي/
و...أُحبّكِ...

ميشال مرقص


15 آب 2017

الأربعاء، 13 سبتمبر 2017

لأنّكِ حكايةَ الشغفِ…


لأنّكِ حكايةَ الشغفِ




Emilian Lăzărescu                            (1878 – 1934)




لأنّكِ كلَّ هذه الأسماء
أجمعُكِ في امرأةٍ ...

لأنّكِ كلّ هذه الأنوثة/
أنسجُ لكِ أنغامَ انعتاقي إليكِ
في سمفونية الجسد!

لأنّكِ
حكايةَ الشغفِ/
تصيرينَ فلكَ انجذابي إليكِ
مثلَ كلمةٍ تلتصقُ بالحروف/
ومثلَ خدرِ خمرٍ
يتمادى في أعصابي...

لأنّكِ كلَّ هذه الثواني
أصوغُ منكِ أجيالي...

لأنّكِ كلّ ذرّاتِ الجمالِ
صارتْ عيناي فردوسًا لكِ...

لأنّكِ
الهوسُ المتغلغلُ في عُربِ ذاتي/
أصيرُ أوسعَ من محيطِ
لأتلقاكِ في كياني...

ميشال مرقص


17 تموز 2017

الجمعة، 8 سبتمبر 2017

يُلمّعونَ الأحذية... لا الرؤوس!


يُلمّعونَ الأحذية... لا الرؤوس!

                                       الحزينة (إيغون شيل 1890 – 1918)



يجلسُ الرأسُ على رجليه،
تقرفصُ الكرسيُّ...
يمرُّ الزمنُ حافيًا
فوقَ عقاربِ الهشاشة...
الكرةُ تدورُ زحفًا...
وتتشدّقُ تماثيلُ المعابدِ
خاملةً
تحتَ أعمدةِ الخوفِ
تنقلُ الرعبَ
من خزائنِ القرون السحيقةِ
...

الأمورُ تُعكّزُ
في أقبيةِ الجماجمِ
المُقفلةِ
على صقيعِ البلاهةِ...
لماذا يقفزُ قبّوطُ الإرهابِ
في شرايين العُقمِ
ومجازر الدينِ...
كما في عصورٍ زحفتْ من جاهلية الصحراء،
كما في عصورٍ زحفتْ من غباء الصقيع القطبيِّ،
كما في عصورِ جنازير الصدأ المتحلّل في خلايا الدماغ،
كما في عصورِ التفاهة والسفاهةِ
خلطوا "الله" في مزيجٍ من معايير الصنميّة القاتلة...

إزحفي أيتها الجاهليّة
فأرحامُ الزمنِ اليابس
لا تُفقسُ طيورَ الحمام،
الأرحامُ ...
كما نُطفُ الشهواتِ
عالقةٌ
في عنكبوت الذبحِ...

الرأسُ يقعدُ على رجليه
والكرسيُّ
يقرفصُ
فوقَ فوّهةِ اللعنة ...

أشتمي يا شعوبُ ليالي الرعب،
أيها القابعون في أزقّةِ الرذيلة
لماذا
تُلمعونَ نعلَ أحذيتكم
وتتركون رؤسكم في رماد الخبث...

لماذا تتخذون من عروشكم
وكراسي حكمكم  
وسائلَ لتلميع حدّ السواطير ...

وترقصون على جماجم الأبرياء؟؟؟

ميشال مرقص


الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

المتعةُ المتصنّعةُ كعواء المومساتِ...

المتعةُ المتصنّعةُ
كعواء المومساتِ...
                       أوغست ماكي (1887 – 1914)



لماذا تبدو الأمورُ مشوشة؟
لماذا تتواردُ
طيورُ الجنونِ مقلوبةَ الأنوف؟
الهلوساتُ تُعلنُ استقلالها
منْ مسافاتِ الهدنةِ
الملفوفةِ بعلمِ الوداع...

كلُّ ما في الأمرِ
أنّنا ندوسُ
على مفاهيمَ الأتقياء
ونلعنُ
قوانينَ الرغباتِ المتدليّةِ من عُنُقِ النقاء...

كلُّ شيءٍ
ولا شيءَ غيرُ الكلِّ/
يتشظّى
مثلَ تعابيرَ الاشمئزازِ
من الوجوهِ المكبوتةِ...

كلّ شيءِ
باتَ يتوقفُ على جمرةِ نارجيلةِ
تتسكّعُ
بين شفتي الـ"بوتكس"...

الوجوهُ المنفوخةُ ذاتها...

الطلاء المتوهّجِ
مثلَ قناديل خمّارةٍ
تُمارسُ العهرَ في يافطةِ الإغراء...

المتعةُ المتصنّعةً
كعواء المومساتِ...

كلُّ شيء يخرجُ من جُعبةِ الليلِ/
 المتمدّدِ فوق أرصفةِ الصباح...

لا شيءَ باتَ مألوفًا/
الأدمغةُ العاقلةُ
ينخرها
رصاصٌ مهووسٌ
بجربِ المتعةِ المخلخلةِ
كوجهِ عفريتٍ
أصابهُ هلعُ السحرِ...

هكذا كلُّ شيءٍ
باتَ مشوّشًا/
لا تنجلي صورةُ العقلِ
عبرَ صحونِ الفكرِ الممعوسِ
بتفاهةِ الجهلاء...

كأنما لا نُصدّقُ أننا صرنا من أتفهِ التفهاء...
و...هاء


ميشال مرقص

5 تموز 2017



الجمعة، 1 سبتمبر 2017

أحبُّ أنْ أنسى ذاتي في غمرةِ شوقي لكِ...

أحبُّ أنْ أنسى ذاتي
 في غمرةِ شوقي لكِ...



Henry Asencio 1972 - Ameican Abstract Expressionists painter - Tutt'Art

لأنَّ لنا متاهاتِ الشوقِ الجارف/
نختفي في أفكارنا/
مثلَ عطشٍ
يرتوي من رذاذِ الحبرِ...

نلوّنُ دفاترَ أحلامنا
وننهزمُ
مثلَ ظلالٍ أمام الضوءِ...

نُفتشُ عنْ ورقةٍ بيضاءَ
نبثّها عواطفنا
لنعودَ إليها...

ثمَّ نُجعلكها ونرميها في سلةِ الهروبِ من الذاتِ...

نلوّنُ
رياحَ الشراعِ المسافرِ في شوق أعيننا/
ونُغمضُ جفنَ الرغبةِ
كما لو أنّنا نُطردُ من الجنّةِ
ونحنُ نُغلقُ أبوابها
دوننا...

تُعارضنا مسافاتُ الأوهامِ/
وتصرَعنا ذواتنا
لئلاّ نتثاءبَ منْ نعسِ اللهفةِ الحارقةِ...

كلّ ما بيننا جسرٌ من رياحِ/
معبرٌ من هواءٍ...

ندوسُ من فوقهيما
كأنّنا ملائكةٌ
تخشى أن تهوى بلا أجنحة!!!

تنتشلنا برهةُ الحنانِ من جفافنا/
تقتلعنا من يباسنا/
تنهشنا منْ عفونةِ الاسترخاء في المجهول...
وعندما نتطلّعُ إلى ذواتنا/
ننفضُ غُبارًا
علقَ على أهوائنا
مثلَ عمشِ الصباح...

لا تحبسي عواطفكِ
أيتها السابحةُ في بحرِ عينيَّ...

أنا أيضًا
لا أعرفُ كيفَ أنتشلُ ذاتي
من قرارِ عُمقِ لهفتي إليكِ...

أحملُ أغمارَ الأيّامِ/
وقد تبرعمَتْ أغصانُها بندى ملامسِ أنوثتِكِ...

لعلّنا نُدركُ/
أنتِ وأنا/
أنَّ للمرآةِ وجهًا/
يُخفي تجاعيدَ الصمتِ الحافرِ خنادقَ في أعماقنا...

أنفضي غُبارَ المسافاتِ/
وابتهلي...
فأنا أحبُّ أنْ أنسى ذاتي
في غمرةِ شوقي لكِ...

ميشال مرقص


17 آب 2017