الاثنين، 29 فبراير 2016

ينسجُ الشعرُ قميصَ نومِكِ...

ينسجُ الشعرُ قميصَ نومِكِ...


                             جان أونوريه فراغونار (1732 – 1806)

إعتقي يديكِ
من حِنطةِ أهرائي/
فالسنابلُ تغزو ضلوعي،
لتُطعِمَكِ
خُبْزَ الشفتينْ...

توارَي
وراء شقائقِ صدري/
الدماءُ تنزفُ من أشواكِ عشتروت،
كلّما
سقطَ سهمٌ من يدِ كيوبيد،
ذي العُصبةِ العمياء...

لا تُفرّخي في حقولي/
الأشواكُ البرّيةُ
تشتاقُ للتدجينِ،
فتلينُ حكاياتُ وخزها...

كلّما فتَّحتْ الخُزامى في حقولِ ملذّاتي/
يشتاقُ نحلُ شهوتِكِ
لامتصاصِ رحيقِ الرحيقِ...

هكذا
تختارُ الملكاتُ عسلَ العشقِ...
قبلَ أنْ ترتوي وصيفاتُ نهديكِ
من كوثرِ الريق....

....

إعتقي يديكِ/
فمنابتُ اللهفةِ تغيبُ
تحتَ أضراسَ الوجعِ...

هناكَ،
كلّما تسقطُ فراشةُ الهمسةِ
فوقَ سطحِ الوردةِ المنسيّةِ
في حقولِ
الاشتياق...

نُدرِكُ
في عتمةِ البوحِ،
وهنَ جسمِ الحبِّ،
يتلاشى
كومضةِ حُلمٍ
توقظهُ لسعاتُ عشقٍ...

لا نعرفُ كيفَ نحملُ زادنا
للمواقيتِ المجهولةِ المصير...

الحقائبُ
تختبئ تحتَ أصابعِ الدهشة/
يمحوها مطرُ الهروبِ
لتصيرَ سرابًا للشراع الباكي....

إعتقي يديكِ
ولا تلتفتي إلى مجونِ صبابتي،
ونوباتٍ كنتُ أزنّرُ خصركِ بها...

كانَ وقعُ الشِعرِ
ينسجُ قميصَ نومِكِ...

وتحتَ
حلمتي نهديكِ تغفو فواصلُ العشقِ
وتنبتُ
أحلامُ عناقيدِ الجنسِ...

كلُّ مخابئ جسدِكِ
تنتشي من عبورِ قصائدي/
مسنّنَةً مثلَ رؤوسِ سيوفٍ/
آهاتُ المِتعةِ المشبوبة...
مجلوّةً مثلَ فخذي عذراء
متشهّيةً
بمثلِ نزوةِ أيّلٍ ...

أحفري فوقَ أصابع يديكِ،
شتاتَ اللهفاتِ الباردة...

لم يعدْ فصلُ الدفءٍ قابلاً للحرارة...

هكذا
تجفُّ أوراقُ العشقِ
في خريفِ البرودة...

وتبقى ضلوعي تُنبتُ الحنطةَ
فهي
تعشقُ أن تعشقَ...

أكتبي الفصلَ الأخير من الرواية...
أسدلي ستارة المسرح لدى الختام...
فالمواسمُ تكتفي بنهاياتِها....


ميشال مرقص

السبت، 27 فبراير 2016

خذي شفتيّ بهُدْيٍ إلى مواقعِ لذّتِكِ...


 خذي شفتيّ بهُدْيٍ إلى مواقعِ لذّتِكِ...
                                 "قبلة" (1892) لـ هنري دو تولوز لوكليرك (1864 – 1901)


للمسافةِ عُذرها...

لمْ يكنْ للقُبلةِ أنْ تغرقَ في الإبحار...

لا ينتهي مشوارُ الشفتينِ
في المدى الغارقِ
مُدنًا وأشواقًا فوقَ حرّيةِ عُريكِ...

للمسافةِ شيطنتُها/
فهي لا تشبعُ من عسلِ براري جسدكِ/
في البدنِ/
حيثُ يقطرُ مذاقُ الشهوةِ
في أقراصِ المسامِ
تدفقُ نبيذها ...

للمسافةِ
أنْ تجترَّ الزمنَ بكسلِ العشقِ/
فيطولَ مدى اللهفة
تُعانقُ هالةَ اختراقِ الجسدِ/
وتفيضي همسًا رقيقَ اللمساتِ...

قودي مسافةَ القُبلةِ
بمدى ما يتسعُ زمنُ بدنَكِ من أشواق...

خذي شفتيّ
بهُدْيٍ إلى مواقعِ لذّتِكِ...

تأنّيَ
كيفَ تتشابكُ أنّاتُ الامتلاءِ/
وتتصاعدُ مسرّاتُ الرغباتِ/
فلا تُخبري
خلايا الضوءِ
عن هوسِ عُريكِ بي/
لتدفِقَِ - حالاتِ العشقِ -
تراتيلُ فراشاتِ...

خُذي بالمسافاتِ
إلى شفتيّ ...

فأنا أنصهرُ
بمثلِ طيفِ شعاعٍ
تغمره عيناكِ...

لا تضيعي في كياني
أجهلُ كيفَ أعودُ إليكِ ...

إبتسمي
وقودي خُطاكِ في قصيدة ...
لألتهمَ حروفكِ ...


ميشال مرقص

الخميس، 25 فبراير 2016

كلّما صارت الكلماتُ خائفةً...نهربُ منها!

                            
كلّما صارت الكلماتُ خائفةً...نهربُ منها!
 
             بيار ريفوال (ليون – فرنسا 1776 – 1842)

لا يعترفُ القلبُ،
بعشقه.
يهربُ من ذاتِه.
يُغمضُ مسامَ الإحساسِ.
يُشيحُ بوجهه عن ارتعاش الولعِ المجنون في لهيب الصراعِ وحُرقةِ البوح.
يتوقف عن الاعتراف.
يُخالجه خوفٌ ورُعبٌ من أساور الفرح،
ومن تدفقِ أنهار العاطفة المشبوبة.

يصيرُ القلبُ،
روزنامةً
للأحاديثِ الجارفة إلى أحضانِ الشوقِ والرغبة،
إلى كروم المنفى،
 عن وطنٍ الفرحِ النازفِ من خلايا أعماقنا،
يصيرُ،-
كلّما تفتّح حرفٌ للبوحِ المخنوقِ، -
أبجديّةً خرساء،
واستشعارًا لا تلتقطه مجسّات التحسّسِ الخائفِ من الإشعاعات الدفينة.

يخشى القلبُ،
أن يصيرَ كتابًا مفتوحًا،
كتابًا،
لا يخضعُ للتعديلِ،
ولا يُخفي
هديلَ صوتكِ
يرخمُ تنهدات العشقِ الخائرِ من عبء القيود.

يصيرُ القلبُ،
يوميّاتٍ،
تحترقُ تفاصيلها كلّما انتقلت فراشاتُ النورِ إلى وسادات الإغراء المفقود،
إلى تكايا العناق،
حيثُ تتلاشى صورُ الاندفاعِ
في ماء السرابِ
يسيّجُ
نهرَ العواطف التائهةِ وراء ظلّنا المختبئ خلف وهمِ الحكاية التي هي نحنُ.

في الحكاية، يا سيّدتي،
نرحلُ من شواطئ بعضنا،
إلى مسافاتِ الرمالِ،
البعيدة
عن أمواج إحساسنا العميق.

نرفعُ أشرعةَ زوارقنا،
ونوجّهها إلى حيثُ لا تُريدُ رياحُ العشقِ أن تلقي بنا.

تصيرُ الأشرعةُ،
طيورَ نورسٍ جديدة،
تخترقُ الأمواج،
وتقتاتُ من قلوبنا المختبئة،
تحتَ قناطر لهيبها الذهبي.

عندما نفقدُ الجنّةَ، يا سيّدتي،
تصيرُ كتاباتُ القلبِ
نقرَ دفٍّ خفيفٍ،
لانتقال قدميك إلى مهرجانِ رقصٍ،
ترسمينَ حكاية جسد يتغاوى،
يتفجّرُ دلالاً،
غنجًا
أو أنوثةً تشتاقُ لتُعبّرُ عن مزاميرِ جنسها.

كلّما صارت الكلماتُ خائفةً،
نهربُ منها،
إلى حقولِ التفلت من جوهرها،
تصيرُ بركانًا فينا،
نصيرُ نحنُ،
محنطين برماد البركان.



ميشال مرقص

الثلاثاء، 23 فبراير 2016

هاتي أنفاسكِ لأجدلَ أرجوحتي...


هاتي أنفاسكِ لأجدلَ أرجوحتي...

                        غوستاف كليمت (1861 – 1917) القبلة  (1907 – 1908)


أدخلي إلى متاهاتِ اللهفةِ...
رفيفُكِ
يجتاحُ نسيمَ العطرِ الجارحِ
لونَ الشهقةِ...

تدافعي
عبرَ أناشيدِ حواسي/
اللغزُ
يبتكرُ حفيفَ الأنفاسِ
الملتهبةِ
بينِ الشفاه...

لا تغيبي وراء إبحارِ القُبلِ/
لهفةُ عينيكِ
تنغلقُ على متعةِ الانعتاق من الذاتِ...

هاتي
أنفاسكِ
لأجدلَ أرجوحتي
في تدافعِ الآهاتِ...

أمسحُ عن وجهِكِ
نصفَ قرنٍ
من غربةِ الصقيع،
أمسحُ صقيعًا
يختبئُ في حزنِ ابتسامة...

أتركُ لبراعمكِ
أنْ تستفيقَ
فوقَ أغصانِ الشوقِ المورقِ لهفةً...

لا تعودُ
مواعيدُ اليباسِ
إلى حقولِ جنسِكِ/
تَدَافَعي بين كرياتِ دمي،
عشقًا مشبوبًا
بأظافر الرغباتِ...

إغرسي ذاتكِ في بدني/
ولتُخصبْ جداولُ الانصهارِ
لمعانًا في عينيكِ..

آتيكِ
بعاطفةٍ تحفرُ في شراييني، إسمكِ...

آتيكِ
بهودجِ الأحلامِ
المتهادي فوقَ قوسِ قزحٍ...

آتيكِ
بحبرِ اللهفة
ومِدادِ الرغبة ...

أكتبُ لكِ عناوينَ القصائد
الغامرةِ لنهديكِ...

كوني
أبعدَ من سنواتٍ، هجرتْ عتبةً
نسيتْ كيفَ تُغادر أنوثتِكِ،
إلى جمرِ ضلوعي...

تعالي
وانسي ذاتكِ
بين ذراعيْ
فوق ضلوعي/
وانسي شفتيكِ
ترسمُ ذاتها فوق شفتيّ...

أتضوّع عطرا لكِ...


ميشال مرقص

الاثنين، 22 فبراير 2016

أنا الوجهُ الآخرُ ...لكِ

أنا الوجهُ الآخرُ ...لكِ

                                   جان باتيست سانتير (1651 – 1717)


خذيى من الناحية الثانية،
الوجه الآخر،
يعبرُ فتحةَ اللون...

لمْ أكنْ
لألتصقَ بكِ
لولا مجسّاتِ أنوثتِكِ...

كلُّ شيءٍ يتغاوى
في مفازاتِكِ وغاباتِكِ
وجبالِكِ وأوديتِكِ،
وهضابِكِ وجداول مائكِ،
وسَقسقةِ رجليكِ
ورضابِ فخذيكِ...

الهديلُ السريعُ
بينَ شهقةِ خصرِكِ...

هلْ عَدَدْتِ فقراتِ ظهرِكِ كم تولّهَتْ بين شفتيَّ؟

لا تتكاثري بينَ أناملي...
فأنا آخُذُكِ امرأةً امرأةً...
دعيني أستغرقُ وقتي كاملاً...

عُمري كاملاً...

قبلَ أن تصيري أكثر من امرأة ...

دعيني أرعى شؤونَ أنوثتِكِ بكاملها...

فلا أضيعُ
عن بُقعةٍ للضوءِ
 تاهتْ ما بين نهديكِ...

***

خذي الوجهَ الآخر...
وجهًا لمْ نلبسهُ لِنُزيلَ الأقنعةَ...

كانَ المدُّ عارمًا
يُظلِّلُ بدنَكِ...

وكنتُ قدْ زرعتُ محاراتِ الهمسِ
لأخترقَ قيعانَكِ...

إبتسمي،
فالوجهُ الآخرُ يتفتّحُ
في ابتهاجِ براعمِ أنوثتِكِ...

أبسطي لفخذيكِ
هواءَ النغمة...
وتحاوري مع شواطئ اللمسِ
 بالشهقةِ...

عندما تنظرينَ في وجهي/
إحمليني إلى أغصانِ جسدكِ الهائم بين ضلوعي...

أنا الوجهُ الآخرُ...

الناحيةُ الثانية
لبلاغةِ نهديكِ...

لبلاغة شهوتِكِ...


ميشال مرقص