الأحد، 28 أكتوبر 2012

كوني فيَّ ولعًا


كوني فيَّ ولعًا

                         إينياس هنري فونتين لاتور (1836-1904)

أستفيقُ على نبضِ
هُيامي بكِ،
تُسابقني الثواني،
إلى عطرٍ يغرقُ في مسافةِ الأحلام.
يشتاقُ
كيفَ يصيرُ فيءُ العمرِ
ملونًا على أطراف أصابعكِ،
يفتحُ نافذةَ الضوء،
ليسحبَ منْ أذيالِ
عبورِكِ،
زادًا
لدفترِ البوح الرقيق،
وشرودِ اللحظاتِ الحميمة،
في مسافةِ وجنتيكِ...

تغتالني
هنيهاتُ الإبحارِ
في أعماقِ أنوثتِكِ المتردّدة...
شوقٌ
كما خاطِرةٌ
تُعانِدُ أن تصير في جسدِ الكلمة،
ومعابدِ الشعر...

يُقلِقُ حضورُكِ
أبعادًا تناديكِ إلى عبور الذاتِ
في مهرجانات الدهشة...
كلُّ شيءٍ
ينتظرُ في جُرح الهُتاف الضارعِ
إلى امتشاق أنوثتِكِ...
لتفيضَ عشقًا في صباحي..
×××
كوني فيَّ
ولعًا يُشعلُ عُربَ الثواني المملوءَة بكِ..
كوني
ما أبدعَ الله وما سَكبَ،
دفئًا يتغلغلُ في سُكرِ المساماتِ
إلى التحسُّسِ بعريكِ،
والتلهُّفِ إلى عَجْنِ أنوثتِك،
فتولدينَ فيَّ،-
إلى الانتشاء نسيانًا-
في سهولِ الشهوة
وشواطئ الملذّات...

هوذا وشاحُكِ
يسكبُ لون الشمسِ
ويحتضنُ بوحَ ليلٍ مقمرٍ
في عينيكِ...

هوذا أشواقٌ تورِقُ وتَيْنعُ
في مدى ما يشتاقُ زنداكِ
إلى كسرِ قيودِ الذاتِ
والقيامة إلى شفقٍ ناعمٍ جميل...

من يخشع أمام وجهكِ
الماطرِ عشقًا؟
ويُقدّم بخورَ الولعِ
وطقوسَ الشهوة
لعينيكِ؟
لشفتيك؟
ويغيبَ في عقدٍ من القُبَلِ
على جيدِك،
ويعقدُ منديلَ صبابتهِ
فوق شعركِ
ليصيرَ ناسكًا
أمام تعابير عشقكِ لي...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ميشال مرقص

أنوثتُكِ تقطرُ شهوةً


أنوثتُكِ تقطرُ شهوةً

                                            إينياس هنري فونتين لاتور (1836-1904)

تشتعلينَ فيّ
بإحساسٍ جارفٍ...
تتكوّنين
أنثى
تنفضُ عن عُريها
هَدأةً العاطفة
وغبارَ الإهمالِ...

فالورودُ
لا تُهملُ
براعِمُها
ولو طواها النسيانُ
فوق سياجٍ مهجورٍ...
أنتِ
نَسغُ النبضِ
الكامنِ
في مناجمِ الذاتِ
لا يعثرُ عليه
غيرُ نَهمٍ لمعرفةِ أسرار جوهركِ....

×××

لا يَعرفُ كُنهَ الجواهرِ
غيرُ ماهرٍ
في تكوين عروقها
غير
عاشقٍ
يتوقفُ
لدى كلِّ أغنيةٍ
من أنغامِ وجهكِ...

×××

عندما تطيبين في أقبيةِ الأنوثةِ
تقطرُ أنوثتُكِ
شهوةَ الشهوةِ..
يصير نهداكِ كبرياءً
لحلمِ شفتينِ
تركعان بلمسة حنانِ
واهتياجِ
رغبة...

لونُ عُريُكِ
كما سُمرةُ قمحٍ
في خُصبِ
الظمأ إليكِ...
وعلى براعم شفتيكِ
أتلفُ مسامي
في جنيِ شهدِ إشتعالِكِ فيَّ...

×××

كوني فيَّ
لونَ العاصفةِ الهائمةِ في أعماق شعوركِ
كوني اللونَ
وقد عشقتُ
قوسَ قزحٍ فوق جبينِكِ...
كوني القرارَ العميقَ
في مدى ما تتسعُ عيناكِ
لاحتوائي...
أنا ذلكَ الناسكُ الساهرُ عند شغفِ وجهكِ
أنا
العابدُ
لنسيم أنوثتِك
ولو عبر شوقٍ بعيدِ ...
أحملُ
قطافَ كرومي
وخوابي العسلِ
ودنان الخمرِ
و...
أفتحُ ضلوعي
فضاءً،  لخبائكِ
فتنتعشينَ أميرةً
على أحلامي...


ميشال مرقص

لنكونَ وطنًا مجنونًا بالحبِّ بالعشقِ...

لنكونَ وطنًا مجنونًا بالحبِّ بالعشقِ...

              زاتزكا (1859 -1945)   

إمنحيني حنانكِ،
لأصيرَ وسعَ أحلامِ حُبّكِ لي.
خبّئيني في حُضنِكِ،
لأسيّجَ حدودَ وطني.
أنبضي في شراييني،
واسبحي في رئتيَّ
وأغرقيني في عمقِ عينيكِ
لأستحقَّ نعمةَ الإنتماءِ
إلى أنوثتِكِ...
×××

أنا أثيرٌ
في الهواءِ الذي يُحيطُ بكِ..
أغمرُ لونَكِ،
أمدُّ ذراعيَّ إلى ظلّكِ،
أحتضنُ أنفاسَكِ...
وأحملُ
ذاتي قربانَ عشقٍ لكِ...
أخرجُ منْ فَيْءِ الهروبِ
إلى شمسِ وجهكِ
لأسترجعَ كينونتي
من انهزامات الذات...
×××

عشِقتُكِ
وأنا في الرحمِ...
بحثتُ عن مساكبِ أنوثتِكِ
قبل أن يتكوّنَ العشقُ...
قبلَ أن يتقاتلَ الأشقاءُ
قبلَ أن تُفنى الحروبُ أبناءَ الأرض
قبلَ
أنْ
نغتالَ
ذاتَنا
فوقَ أرضِ الوطن...

أحبَبْتُكِ
لتكوني وطني...
لأكونَ هويّتَكِ...
لنكونَ وطنًا مجنونًا بالحبِّ بالعشقِ...
لنكونَ
وطنًا صدّرَ أبجدية إنسانية
وليس اغتيالاتٍ ترصدُ دروب حبّنا
وتتلصّصُ على قُبَلِنا...
لأنه صارَ وطنًا متخاذلاً
أمام العشقِ ومساحاتِ العناق...
×××
إغمريني،
حنانُ أنوثتِكِ
يخلق مني آدمًا جديدًا
مرصودًا على العشق فقط...
مكنونًا
في قلبِكِ ...
لاهثًا وراء خيالِكِ
ليُخبئكِ في دفئه، في عينيه...
أُغمريني،
واغرقي بينَ ذراعيَّ،
إلى هُتافِ صدري لكِ...
لأجعلَ منكِ
حوّاء لأجيالَ جديدة
لأجيالَ
لا تعرفُ الحقدَ ولا الحروبَ،
لأجيال تبني السماءَ
على الأرض
لأجيال ترفع الأرضَ إلى السماءِ
تمشي كأنها أطيافُ هناءٍ...
لأجعلَ منكِ
حوّاء
تَعشقُني
تُحبني
تتلهّفُ إلى حضوري
تتدفقُ في مجاري دمي
نعمةً لارتعاشي فيها...
×××
إمنحيني يا سيّدتي
قلقَ اللهفةِ
إلى عُشقِكِ...
إمنحيني
تدفقًا يتخذُ شكلَكِ،
يتخذُ لونَ عينيكِ،
يتخذُ ملامسَ عُريكِ...
فأنا أتحدّرُ
من سُلالةِ الكرومِ الطيّبةِ
لأصيرَ نبيذَ شهوتَكِ...
وأختمرَ في حقولِ عُريكِ
ودفء عواطفكِ...

ميشال مرقص
 

الاثنين، 22 أكتوبر 2012

لا تغيبي عن مواعيد شرودِ ذهني


لا تغيبي عن مواعيد شرودِ ذهني

                                         وليم بوغيرو (1825-1905)

أتنكّرُ لذاتي،
إختراقُكِ مناعةَ عواطفي
أغنيةٌ
أثيريةٌ،
تجعلُ غُبطتي بكِ
عناقًا
أبعدُ من تفتّحِ مساماتي لدفق ماءَكِ...

تكونينَ إشتهاءً
يفيضُ
في أقنيةِ صبابتي،
ويتفجّرُ حنانًا
في حُضنِكِ...

مُقلقٌ أن أحملَ ذاتي إليكِ
ولا أجدُكِ
عندَ محطّاتِ الرغبة،
عند مفترقات
الضياعِ
حيثُ
لكلِّ نبضٍ منكِ مملكةُ انتشاء،
يتسارعُ في تعثّرِ تدفقِ دمي
في عروقي
وشعابِ
رئتي...

إلتقيني...
فيقيني أن أنعجنَ في عُريكِ
صُرّةَ عشقٍ
لا يهدأُ وترُ حنينها...
أصيرُكِ
أميرًا في عرشِ أنوثتِكِ...
ملكةٌ أنتِ
فاخطري في ظنوني في شهيّةِ
الملكات إلى عشقٍ...

إلتقيني
فعندما يهدأ إضطرابي بكِ،
يغمرنا ارتعاشُ اللهفة،
نصيرُ
عطرَ البخور والمسكِ والناردين،
متى اختلطتْ
مع نارِ الكبدِ الملتاعة اشتياقًا...

إلتقيني
فمتى بطلتْ الأيامُ
أن تغتالَ
سكرةَ الحياة؟
أعشقُ ذاتي بين يديكِ،
أعشقُ يديكِ
بين ضلوعي
أعشقُكِ
تتسمّرين بين زنديَّ
وتتنفسّين برئتيّ
فلا تغيبي
عن مواعيد شرود ذهني
فيكِ...
  
ميشال مرقص

عندما تعشقين


عندما تعشقين

                                   جون وليم إدورد (1861-1922)


عندما تعشقين يا سيّدتي،
تصيرينَ أجملَ.
يتفتَّحُ وجهُكِ
عن عناقيد عشقٍ
تُلوّن الرغبةَ في وجنتيكِ.
تتسعُ عيناكِ،
تملآن صفحةَ الشهوةِ
نضارةً دامعة،
لؤلؤتانِ تشعّانِ ببخور الإعتناق.
تصيرانِ
كلٌّ منهما
نجمةَ صُبحٍ
ورونقَ هدايةٍ ...

عندما تمتلئينَ بنعمةِ
العشقِ يا سيّدتي،
تتنافسُ غُدَدُ الرغبةِ إلى شفتيكِ...
تقطرانِ
بوحًا قَلِقًا من رحيقِ اللهفةِ
إلى مواسمِ قُبلٍ
وعناقيدَ ارتشافٍ
لخدرٍ يضيعُ في الحواس...

العشقُ يا سّيدتي،
ينتشلنا من يباسِ دورانِ الأوقاتِ،
تصيرُ لنا محطاتٌ
للنشوةِ
لنكونَ ... في ذاتنا أروعَ ما أُعطيَ لنا...
نصيرُ
تُويجاتٍ تفرخُ باخضرارٍ
نشعرُ كمْ لنا في المقلبِ الآخر من العشقِ،
قارّاتٌ تُبحرُ فيها
أشواقُ منْ نُحبُّ...
تنهبُ مسافاتِها،
لهفاتُ شوقٍ وانتظارٍ
ونمنماتُ تنهداتٍ...
نصيرُ أبجديةَ الأناشيد
في مزامير الشهوات...

عندما يُزنّرُكِ العشقُ يا سيّدتي،
تصيرُ ساقاكِ
أكثر رشاقةً..
مثلَ نسيمٍ خجولٍ...
نطيرُ مع همسِ العصافيرِ...
نُلملمُ فاصلةً سقطت من حرفٍ للحبُّ،
نقلبُ الكلمة المفردة...
نغمرُها بنظرنا،
نتلهّفُ لمعنىً خفيٍّ ننتظرُه أحلى وأعمق...
تصيرُ الحروف
منمناتٍ ترقصُ فوق عُرينا
تمتُصها مساماتُ الجسد،
يصيرُ الجسدُ غنوجًا...
تصيرين يا سيّدتي لهفةً
لشهقةِ قلبٍ يخفقُ وراء رئتي العشق...
أشعُرُكِ
فضاءً شفّافًا
يفيضُ في كياني...
×××
كلّما غزوتِ فلكي بعبير أنوثتِكِ،
أتركُ لنهديكِ،
يُخبران كم تعشقين...
إنّهما عند حافّةِ الدهشة،
قَلقانِ من إنتظارِ
يتأهبان لرعشة ...
فأنتِ تعشقين
وتعشقينَ كثيرًا...
ظلُّكِ
يميدُ ميّاسًا
مع خصرٍ سكرَ من عناقٍ،
وارتاحَ فوق مساكب أناملي...

ميشال مرقص