الأحد، 28 أكتوبر 2012

لنكونَ وطنًا مجنونًا بالحبِّ بالعشقِ...

لنكونَ وطنًا مجنونًا بالحبِّ بالعشقِ...

              زاتزكا (1859 -1945)   

إمنحيني حنانكِ،
لأصيرَ وسعَ أحلامِ حُبّكِ لي.
خبّئيني في حُضنِكِ،
لأسيّجَ حدودَ وطني.
أنبضي في شراييني،
واسبحي في رئتيَّ
وأغرقيني في عمقِ عينيكِ
لأستحقَّ نعمةَ الإنتماءِ
إلى أنوثتِكِ...
×××

أنا أثيرٌ
في الهواءِ الذي يُحيطُ بكِ..
أغمرُ لونَكِ،
أمدُّ ذراعيَّ إلى ظلّكِ،
أحتضنُ أنفاسَكِ...
وأحملُ
ذاتي قربانَ عشقٍ لكِ...
أخرجُ منْ فَيْءِ الهروبِ
إلى شمسِ وجهكِ
لأسترجعَ كينونتي
من انهزامات الذات...
×××

عشِقتُكِ
وأنا في الرحمِ...
بحثتُ عن مساكبِ أنوثتِكِ
قبل أن يتكوّنَ العشقُ...
قبلَ أن يتقاتلَ الأشقاءُ
قبلَ أن تُفنى الحروبُ أبناءَ الأرض
قبلَ
أنْ
نغتالَ
ذاتَنا
فوقَ أرضِ الوطن...

أحبَبْتُكِ
لتكوني وطني...
لأكونَ هويّتَكِ...
لنكونَ وطنًا مجنونًا بالحبِّ بالعشقِ...
لنكونَ
وطنًا صدّرَ أبجدية إنسانية
وليس اغتيالاتٍ ترصدُ دروب حبّنا
وتتلصّصُ على قُبَلِنا...
لأنه صارَ وطنًا متخاذلاً
أمام العشقِ ومساحاتِ العناق...
×××
إغمريني،
حنانُ أنوثتِكِ
يخلق مني آدمًا جديدًا
مرصودًا على العشق فقط...
مكنونًا
في قلبِكِ ...
لاهثًا وراء خيالِكِ
ليُخبئكِ في دفئه، في عينيه...
أُغمريني،
واغرقي بينَ ذراعيَّ،
إلى هُتافِ صدري لكِ...
لأجعلَ منكِ
حوّاء لأجيالَ جديدة
لأجيالَ
لا تعرفُ الحقدَ ولا الحروبَ،
لأجيال تبني السماءَ
على الأرض
لأجيال ترفع الأرضَ إلى السماءِ
تمشي كأنها أطيافُ هناءٍ...
لأجعلَ منكِ
حوّاء
تَعشقُني
تُحبني
تتلهّفُ إلى حضوري
تتدفقُ في مجاري دمي
نعمةً لارتعاشي فيها...
×××
إمنحيني يا سيّدتي
قلقَ اللهفةِ
إلى عُشقِكِ...
إمنحيني
تدفقًا يتخذُ شكلَكِ،
يتخذُ لونَ عينيكِ،
يتخذُ ملامسَ عُريكِ...
فأنا أتحدّرُ
من سُلالةِ الكرومِ الطيّبةِ
لأصيرَ نبيذَ شهوتَكِ...
وأختمرَ في حقولِ عُريكِ
ودفء عواطفكِ...

ميشال مرقص
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق