الأحد، 14 أكتوبر 2012

تحضرين فيَّ



تحضرين فيَّ

              بيرسي تارّان (1879-1930)

مقلقُ حضورُكِ فيَّ،
أرتاحُ إلى أنوثتكِ،
طاغيةٌ أنتِ في الانسيابِ إلى مسامي،
تفترسني جمالاتُ هروبكِ،
وتقتلعني من ذاتي إليكِ.

يداكِ عصفورتان،
أغرقُ في أعماق عينيكِ،
حائرتان!
هاربتان!
خائفتان!
كلُّ حالةٍ تخترقُ مسافات جنوني،
فأُبحرُ وراء الأصداف الملوّنة،
واللآلئ المستحيلة فيهما،
وأنغمس إلى احتباسي في شفتيكِ،
شغفًا ينسجُ براءة اللهفة،
 وبعدَ الشوقِ إلى جنّاتِ لذائذكِ.

هوذا بحرٌ كنوزكِ
يمتدُّ إلى شواطئي،
ناعمةٌ أمواجُ هتافكِ إلى مائكِ،
تتفتّح نوافذُ مسامي،
 تتلهف لتنسابي إليها،
تتفتحُ أبوابُ عروقي،
لتغرسي جذور أنوثتكِ فيها.

لا أعرفُ كيف أوصدُ الأبواب،
ولا أن أغلقَ النوافذ،
كلٌّ مساحتي تشتعلُ اشتياقًا لكِ،
وفي مساحةِ وجودكِ في خيالي وأعماق كياني.
وأبقى على الشرفةِ،
بعيدًا من الاحتراق،
في أتون مشاعري لكِ.

أيتها الآتيةُ من نبيذِ الأمسِ،
أسجدي على شفتيَّ،
أغمسي جنسكِ فيَّ،
فكلُّ جمالات الكونِ تبقى باهتة،
ما لم أحترق في كينونتكِ،
وأتلو ابتهال اشتياقي في شفافيّة إحساسك.

وأحبّكِ...

ميشال مرقص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق