الجمعة، 30 مارس 2012

توالَدتُ ... معكِ


توالدتُ ... معكِ
  زيتية الحورية للنمساوي هانز زتزكا (1859 -1945                               
توالَدْتُ في أماكنَ كثيرة
تكاثَرْتُ في أزمنةٍ
تنازعتني أفلاكٌ ومداراتٌ
حكمَتني أبراجٌ وطوالعُ،
... وفي محطّات العمر التَقيتُكِ
ونفترقُ...
أحكمي على توالدي في عينيكِ
فأنا مدارُ ذاتي
فَلَكي محورُ عشقي
وأنتِ مجرّتُه
أنتِ بداياتي ونهاياتي...
هل فكَكْتِ عُروةً...
هنا مسحَ السحرُ أنوثتَه
هنا محارةُ التوقِ
أنصتي إلى نقاءِ عُريكِ
ينفلتُ..
موشحًا أندلسيّا....
وسمفونيةً إغريقيةً...
ونعومةً سقطتْ تبرًا
من نجمةٍ
غسلتْ جِلْدَكِ...

ميشال مرقص

الأربعاء، 28 مارس 2012

شيخوخة

شيخوخة

À travers toutes ces lignes, je ne lis que ton visage,
à travers tous ces mots, je ne comprends que ton sourire...
Tes yeux murmurent bonté, sagesse et amour,
et tes traits sont l'alphabet de l'espoir.
Toi papa, tu es mon poème qui m'inspirera pour toujours...
Joyeux anniversaire, je t'aime :)
JOUMNA MORCOS FARES - ma fille

بلوغُ الشيخوخة،
أفضلُ وسيلةٍ،
لنعيشَ طويلاً.

العُمرُ الناضجُ:
أنْ نبقى شبّانًا دائمًا،
مع كثيرِ من الجهدِ...

ما يُضيرني أكثر
منْ أخطائي وأنا شابٌ،
ليسَ انّني اقترفتُها،
بل بالأحرى،
أنّني لا أستطيع أنْ أكرّرها...

أنْ نهرمَ، يعني
أنْ ننتقل
من العشقِ إلى الحنان.

كثيرون لا يبلغونَ الثمانين،
لأنّه على مدى طويل،
كافحْنا لنبقى في سنّ الأربعين...

عمرُ العشرين، عمرُ الإرادة،
عمرُ الثلاثين، عمرُ الروح،
عمرُ الأربعين، عمرُ المِتعة...
منْ لمْ يكن جميلاً في العشرين،
وقويًّا في الثلاثين،
وغنيًّا في الأربعين،
ولا خِبرةَ لديه في الخمسين...
لنْ يكونَ كلَّ هذا أبدًا...

أشياء قليلة تبدو عبثيّة،
لدى تجاوز سنَّ الستين...

الشباب يعتبرون الشيوخَ مجانين،
العجزة يعرفونَ أنَّ الشبّانَ مجانين...

نُضجُ الرجلِ في أنْ يجدَ الجَدِّيَ،
الذي كانَ يلعب بهِ صغيرًا...

لا أحدَ أسرعَ
من السنين...

شابًّا كنتُ أقولُ:
سترى عندما أبلغ الخمسين...
عندما صرتُ في الخمسين،
لمْ أرَ شيئًا...

في عينيّ الشاب تلمعُ شُعلة،
وفي عيني الختيار يلمعُ الضوء.
حيويّةُ الشباب
توازي خبرة الشيوخ.

وراء كل رجلٍ،
طفلٌ...

لكلِّ عمرٍ
تصرّفُه...

الشباب يذهبون جماعات،
الطاعنون في السن يذهبون وحيدين...

سعيدٌ منْ يكون شابًا في شبابه،
وعاقلاً في عمرٍ متقدّم...

نشتهي كلّنا أن نتقدّم في العمر،
ونرفض أن نهرمَ...

لذيذٌ أن نبلغَ عمرًا متقدّمًا،
لكن ليسَ أنْ نملكهُ...

(ترجمة)

أحبّائي وأصدقائي

أحبّائي وأصدقائي


إلى أحبّائي وأصدقائي...من أعرفهم شخصيًّا أو إفتراضيًا... في لبنان والعالم العربي وبلاد الهجرة ... من زيّنتم يومي بحضوركم العَطر، وأمنياتكم الطيّبة – وأشعرُ أنّها تحملُ صِدقَ عيونكمْ ونقاء بوحكمْ ... أشكرُكم فردًا فردًا ... وأضاعف لكم من الأمنيات ما توخيتموه لي ... وأعتبرُكم سنابلَ قمحي فوق بيدر عمري ... خصبًا بالودِّ وتبادل العطاء وغذاءً روحيًّا وأخويًّا ... ولكم دعائي إلى الله بأن يمدّكم وعيالكم ومحبيكم بالصحة والفرح ووفر الرزق ... والعمر المديد من كرمه ... وهذه باللُغا اللبنانيي إلى الله...



بعدو العمرْ
عمْ يُغزُلْ خيوط الهَنا...
ويا الله كتيرْ،
بشكرْ نِعَمْ عَطْفكْ...
كَنْزكْ
كبِرْ فييِّ
ودفا لُطْفكْ...
بيضلْ
كلّْ العمر
عَمْ يُقطف جنا...

وإذا يا الله
عِدَّيْتْ ع البستان،
تغزّلت بالحلوي
اللي هي عَمْ تِغوي
ما ترفع الميزان...
إنت الخلقتا دِنْيِةْ حلا بعمري،
وشو عمري؟
لولا حلاها؟؟
ما كانْ عطر وبيلسانْ؟
ومُشْ عن قليلْ هجَرْتْ  هـ الفردوسْ
حتى بشذاها
لملم العسلات...
ولو غزا شوكْ الورد صدري...

 يا الله كتيرْ
خلقت بعمري ربيع...
وعم ضيعْ...
صرت بخريفي
وبشكركْ
عَ كُلّْ صنيعْ
وبطلب يا الله
بهالزمنْ تحمي القطيعْ...
وتُزهرْ جنا عطفكْ ع أصحابي
يَلْ كُلْ منهم عَايِدْ ب شِمْعَهْ
مِتْلنْ صِرِتْ دَمْعَهْ
عَ خد الوفا
وعيون أحبابي...
رحَمني يا الله
وزيد من عمرنْ
متل ما طلبو تزيد من عمري...

ميشال مرقص

الثلاثاء، 27 مارس 2012

شهوتُكِ مميّزةٌ فوق سُرّتي

شهوتُكِ مميّزةٌ فوقَ سُرّتي

                                                       Antoine Calbet=1860 - 1944 
يغلبُني شوقي إليكِ.
يقرصُ غربتي.
يُقلقُ شبقَ ذاكرتي،
ويغلي في ضلوعي
مثل اختمار العنبِ
للنبيذ...

أشتاقُكِ.
أعرفُ أنّكِ قربي،
غيرَ أنّ اعتناقي حبَّكِ
يحتاجُكِ
في هيكلِ ذاتي،
تلبسين مسافاتي كلَّها
ولا أُعتقُكِ
من عبوديّتي لكِ...

عندما تعبرينَ إلى دمي،
أشتاقُكِ.
عندما تنفذينَ إلى مسامي
أشتاقُكِ.
عندما تجترحين معجزتِكِ
في هيكلي
أشتاقُكِ...
ليس لأنّ الشوقِ التهابٌ في مفاصل العشقِ
بلْ
لأنّي أشتاقُ
أنْ أكونَكِ
فلا تتخلّصين من جسدي،
ولا تَنتشلينَ وجودَكِ
منّي...
إشراقٌ فيَّ أنْ تكوني الذاتَ العاشقة
في براثنِ جلدي،
و... أحبّكِ...

أشتاقُكِ
في مسارتِ رغبتِكِ
العابرة
فوق متاهات جنوني بكِ،
خدرًا يفيقُ فوق شفاهي
ويضرعُ...
كيفَ أَتيهُ في عريكِ
ولا تغتالني عدساتُ جنسكِ اللاصقة!

تمتّعي بي،
لذّتُكِ أن يفتتنَ جسدُكِ
ببهاراتِ خطّيَ الإستوائي...
فقوافلُ القبلِ
تخيطُ مسامَ كنزي
ارتعاشًا
إلى نفاذ اللذّة...

تُحيطينَ بي
وأشتاقُ ألا ترحلي...
تتغلغلين بي
وأشتاقُ
أنْ تحاصري مجامرَ لهفتي!
فتوالَيْ فيَّ
ثوراتٍ لا تنطفئ
وثورانَ براكينَ
تستثيرُ دفائنَ كنوزي،
كلّما انتشت حلمتا نهديكِ
عطرًا في دوران نبيذي!

استفيقي
في براري همجيّتي...
فانا استكنتُ
كالحملِ الضائع...
وطِيبي معي
شهوتُكِ
مميّزة فوق سُرّتي...
وأنا ... أنقشُ لغزَ عبوري فوق لوحةِ أنوثتِكِ...
هنا
مرجُ تُفّاحّةِ آدم
يا حوّاء جنوني...

ميشال مرقص

وطنُ التلاقي المهجور

وطن التلاقي المهجور


يضيمُني، يا سيّدتي،
أن يصيرَ وطنُ التلاقي مهجورًا،
بعيدًا عن حدود الهمسِ اليومي،
... مهاجرًا،
بلا معرفةٍ،
ولا أشرعةٍ،
ولا أسوارَ عالية تقي جبينكِ من أشعّةِ الضياع.

كانَ كلٌّ شيءٍ يعكسُ مرآةَ الإشراق.
في جمالاتكِ،
تنامُ أحلامي،
وفي صباحاتِ اندفاعكِ الأنثوي تُشرقُ.

كانَ كلُّ شيءٍ،
فرِحًا،
رغمَ مسافاتِ الوجودِ الفاصلِ بين الوعدِ وبين الوجود.

أقفُ فوق رمالِ شواطئكِ،
تنسابُ رمالُكِ من بين قدمي،
كلّما نفذتْ أمواجُكِ،
بملامسَ رقيقة،
لتعلنَ أنّكِ بعيدة.

عندما تقذفنا الأمواجُ، يا سيّدتي،
نظنُّ أننا نتقدّم نحو الشاطئ،
فيما هي تسحبنا إلى الوراء،
إلى الغرقِ في المجهولِ،
بلا أوراق ثبوتية نغرق،
بلا هوية نغرق،
بلا سمة مرورٍ نعبرُ إلى شاطئٍ آخر،
ونتركُ الواقفين ينتظرون،
ارتداد الأمواج.

لا تغلقي، يا سيّدتي، نوافذَ صيفي على ثماركِ الشهية،
فعسلُها لا يطيبُ إلا من رحيقِ جنوني!

ميشال مرقص

صفحةُ يدكِ

صفحةُ يدكِ

في صفحةِ يدكِ يا سيّدتي،
بِحارٌ منْ عواصفِ العشقِ.
في صفحةِ يدكِ،
اصطدامُ نيازِكَ،
ومُسلسلاتٍ من فواجع الحبّ،
ومُطارحاتِ الغرامِ...

هنا يا سيّدتي،
تتقاطَعُ جَزيراتٌ ومفازاتٌ،
لا تستقرُّ...
محكومةٌ بطالعِ المرّيخِ،
لهبُ الشبّقِ،
وانسياباتُ الشهواتِ المتناغمة مع مساراتِ الحياةِ...

وهنا يا سيّدتي،
زُحلٌ
يحملُ برودةً...
وتَشَلُّعَ ضحايا واختراقات...
يحملُ زُحلُ
دموعَ العواطف
وانتهاكاتٍ...

في خطوطِ يديكِ يا سيّدتي
يحكمُ كوكبُ الحبُّ
ويَفتتنُ القمرُ
فوق رابيتهِ
عابقًا بأُنوثةٍ صارخةٍ،
بأنوثةٍ
تتناسل
اشتهاءً
لمواسمِ عناقٍ وشغفٍ،
وعناقيدَ شفاهٍ
وأناشيدَ دعاءٍ
بمهرجانات التلاقي
في فيضِ
براعم أنوثتِكِ.
في خطوط يديكِ يا سيّدتي،
ثمارٌ
فوق خط الحياة،
وتجاربُ
وانتهاكاتٌ...
حيثُ يسقطُ عاشقون...
وهنا!
تسقطينَ أنتِ
تلاويحَ انقباضٍ
في عتمةِ ذكرياتٍ
تفتحُ على انسكابِ
عُريكِ،
وتُجفّف ضروعَها
قبل أن يتفتّح نهداكِ
لاقتحام الشهوات.

هنا
 يا سيّدتي...
تعبرينَ إلى مواكب هدوء،
إلى محطّاتٍ أكثرَ نُضْجًا وتعقُّلاً،
إلى رواياتٍ
تُخبّئ لكِ
فضاءاتِ انبهارٍ...
إلى ليونةٍ في عريكةِ العشقِ،
إلى فضاءاتٍ من إشباعِ الرغباتِ.
إلى ما لا تستوعبين
تردّداتهِ
في سمفونية الجسدِ
العَطِشِ
إلى استرداد أنفاسه
من نشوةِ الغفلةِ
عن ذاته...

تُضيءُ يداكِ
يا سيّدتي
فهما كوكبتا أنوثة
وكتابٌ
"كيف تعيشينَ"،
وهديلٌ لعتاب قلبٍ،
وسقسقةٌ لانجذابٍ،
للمسةٍ
تنبتُ قمح انتعاشٍ
ورفّةَ أنوثة
وشُعلة ...

ميشال مرقص