الثلاثاء، 27 مارس 2012

وطنُ التلاقي المهجور

وطن التلاقي المهجور


يضيمُني، يا سيّدتي،
أن يصيرَ وطنُ التلاقي مهجورًا،
بعيدًا عن حدود الهمسِ اليومي،
... مهاجرًا،
بلا معرفةٍ،
ولا أشرعةٍ،
ولا أسوارَ عالية تقي جبينكِ من أشعّةِ الضياع.

كانَ كلٌّ شيءٍ يعكسُ مرآةَ الإشراق.
في جمالاتكِ،
تنامُ أحلامي،
وفي صباحاتِ اندفاعكِ الأنثوي تُشرقُ.

كانَ كلُّ شيءٍ،
فرِحًا،
رغمَ مسافاتِ الوجودِ الفاصلِ بين الوعدِ وبين الوجود.

أقفُ فوق رمالِ شواطئكِ،
تنسابُ رمالُكِ من بين قدمي،
كلّما نفذتْ أمواجُكِ،
بملامسَ رقيقة،
لتعلنَ أنّكِ بعيدة.

عندما تقذفنا الأمواجُ، يا سيّدتي،
نظنُّ أننا نتقدّم نحو الشاطئ،
فيما هي تسحبنا إلى الوراء،
إلى الغرقِ في المجهولِ،
بلا أوراق ثبوتية نغرق،
بلا هوية نغرق،
بلا سمة مرورٍ نعبرُ إلى شاطئٍ آخر،
ونتركُ الواقفين ينتظرون،
ارتداد الأمواج.

لا تغلقي، يا سيّدتي، نوافذَ صيفي على ثماركِ الشهية،
فعسلُها لا يطيبُ إلا من رحيقِ جنوني!

ميشال مرقص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق