السبت، 10 مارس 2012

جدار الأشواق

جدار الأشواق


يأتيني هواؤكِ،
مثل ألحان الحنين،
يدخلُ قاعةَ انتظاري،
يُلقي تحيّة العناق،
ويحرّرني من أسري داخل جحيم اشتياقي إليكِ.

يأتيني،
هواؤكِ،
وأنا محبوسٌ في الاختناق،
لأن ظلّكِ حسر فيأه عني،
وتلاشى تاركًا أثر الرغبة في اختراق جدار أشواقي.

هوذا أنتِ،
هوذا عريكِ الجميلُ أمامي،
هوذا نهداكِ يُطلان ويختبئان،
ويبقى انسيابي إليكِ،
وشفاهي تعشقان هذا العري،
وهذه الأنوثة،
وهذه الشفافية المرتحلة،
في مرآة عري الظهرِ،
وغمزة العين،
ورشفة الشفاه بين حلم الخمر
 وحلم النشوة الهادرة في ظنون حبي لك.

يا سيّدتي،
تصيرُ الأيامُ ثقيلةً،
وأنا بعيدٌ عن كرومِ عريكِ،
وأنا بعيدٌ،
أن أحضنَ تعبكِ،
وألقي رأسكِ على صدري،
وألفك بذراعي،
فترتاحين بين نبض القلب ونبض العين،
وأكون لك أرجوحة الحب بين ضلوعي.

كلّما نسّمتْ رياح جنسكِ،
تتواكبُ النجومُ زنارًا لخصركِ،
وتصيرين أسيرة قلبي،
لا أريدُ أن تتفلتي من خفقانه،
أن تبقي نبضه المستمرُّ،
أن تبقي أ اشتياقي الوحيد،
أن تبقي، يا سيّدتي،
زورق الاطمئنان إلى ذراعيكِ.
فأنا أيضًا،
اريدُ أن اختفي في ضلوعكِ،
أريدُ أن أنام بين نهديكِ،
أعشقُ أن أصيرَ خيمة دفئكِ،
أعشقُ أن أصير فردوس أنوثتكِ،
أعشقُ أن أصير لكِ،
أبحرُ في أمواجِ أنوثتكِ،
أستخرجُ لؤلؤكِ،
أن أصير شباك العريِ،
وشالاً بلورّي التموجاتِ فوق بطنكِ.

أنا أيضًا، يا سيّدتي،
يُغويني أن ألتصق بملامس عريكِـ،
وأن انتقل بسفني في متاهات هذا العري
 وهو يخترقُ مسام الشوق الملحِّ،
وأن اكون سفير أبعاد جسدكِ إلى الجمال،
وأن أفتحَ سفرَ جنسكِ،
وأقرأ حروف رجولتي فيه،
وعبارات الذكورة أمام أُنوثتكِ الطاغية.

كلما زرتني يا سيّدتي،
أشعرُ أنني امام أنثى تختصرُ النساء،
تعرفُ أن تكون امرأةً،
تستحي أن تكونَ عاشقة،
تخشى أن تكونَ شهرزاد،
وأن تختال مثل آلهة الحب ديانا،
وان تكابر مثل عشتروت...
تخاف أن تكونَ في مساكبِ الشعرِ،
ترتعد كلما صارت المجالاتُ حاجزًا أمام الرغبات...

لكنكِ، يا سيّدتي،
تبقين أنثى
أريدها تخترق كياني،
وتكون امرأة حياتي،
امرأةً مميّزةً في حياتي!


ميشال مرقص



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق