الأربعاء، 21 مارس 2012

حوارُ العين والجسد

حوار العينِ والجسد

       
                    السيّدة في الرداء الأحمر - زيتية - جيوفاني بولديني 1886


تفتحين، كنوزَ أنوثتكِ.
يستفيقُ بركانُ الرغبات،
ويُلحُّ تنين الشهوةِ اشتعالاً.
أنتِ الشهيّةُ فوقَ موائدِ النظرِ،
المتفتحةُ في ضميرِ المتعةِ المرهونةِ بحضوركِ الطاغي كالسيفِ في عمقِ الاشتياق.

ماهِرةٌ انتِ، يا سيّدتي،
في جذبِ عطشِ الرجلِ إلى امرأةٍ استثنائية،
فأنتِ مثل الدررِ الثمينة،الغالية،
وأنتِ مثل الجواهر النادرةِ،
تشدُ العيونَ إلى تلوّنِ عريها،
تمسكُ بآهات الولعِ والانجذاب،
تُسمّرُ وجود الرجلِ في حضرتها...
تبقى بعيدةً عن ملمسِ الظنِّ،
في خزائنِ ذاكرةِ القلقِ الثمينِ.

تُتقنينَ يا سيّدتي،
 فنّ الإدهاش.
تقفينَ بين الأنوثةِ الحالمة،
المتفجّرة بالجذبِ،
المتلوّنة بشفافيّة الشهوة.
تمسكينَ الرجلَ عالقًا،
بينَ شوقه إليكِ،
وانتظارِ اشتياقكِ له.
تبقينَ رغبةً وشهوةً طال انتظارهما،
فلا تنطفئينَ،
ولا ينطفئ التهابُ الرجل بكِ،
ويبقى حوارُ الجسدِ والعينِ،
أبجديةً لا تعرفُ امرأةٌ غيرَكِ أن تكتبَ جسدَها بها.

يبقى، يا سيّدتي،
عشقُ الرجلِ قائمًا لك، في فردوسِ ذاته،
باحثًا عن بدايةٍ،
قلقًا من النهاية.



في حضور أنوثتكِ،
يصيرُ عريُكِ بوحَ المشاعرِ كلّها،
يترجمُ نداء الجسدِ الهائمِ إلى قرار ذاته،
يستقرُّ في مجامرِ القلب،
يُلهبَ ظمأ الذكورة،
ويتركُ بينها وبينه مسافاتٍ شفّافة،
يَظنُّ أن العبور إلى وليمة الجسدِ أتتْ،
لكنّه يستيقظ على حلمِ الإغراء الجميل،
في عريكِ.

اللذّةُ يا سيّدتي،
تعرفُ كيفَ تقودُ إليكِ.
اللذّةُ معكِ،
نضوجٌ يبلغُ الكمال،
متعةُ أن يبقى الشوٌُقُ مستيقظًا،
ملبيًا حال الحضورِ الدائم،
أمام دهشةِ معالم جسدِك المعجون بالإثارة والشهوة.

معكِ،
تصيرُ المتعةُ سفرًا إلى مدار الإحساس الكلّي،
إلى فلكِ الخوفِ من أن تغيبي،
من أن يُطفيء جسدُكِ نورَ القمرِ،
فلا يعودُ نهداكِ يُطلان في العتمة.

لو وقفتُ ، يا سيّدتي،
أما كنوز عريكِ،
يلزمني عمرٌ جديدٌ من الدهشةِ والاندهاش،
يلزمنى عمرٌ جديدٌ،
لأتمّّم طقوس الدخول إلى جسدكِ،
إنّه،
مرآةُ شهوتي،
ترتسمُ في تفاصيل العجزِ عن البوحِ بها.

أستعيدُكِ،
في ذاكرتي،
ألوانًا جنونيةَ النزعات،
لا أعرفُ كيف اتنازلُ عن هذا السحرِ الجميل،
من مسافات العنقِ والظهرِ،
والصدرِ،
والنهدينِ المثيرين تحت خباءٍ يعصى أن يتفتّق....
(...)

فنُّ إمتاعكِ، يا سيّدتي،
أن تبقيَ أنتِ عاشقةً بأسلوبها،
وأبقى  انا حاضرًا في هيكل انجذابي لكِ،
تعيشينَ أنتِ في أوردتي،
وفي ملامس عريي،
وفي أعماقِ قلبي.

ولا يستفيقُ الزمنُ أنّه انتهى!


ميشال مرقص  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق