الاثنين، 12 مارس 2012

تعالي ... من الحكاية



تعاليْ ...مِنْ الحكاية
             
     غوستاف كوربيه - الإيرلندية الجميلة - 1865
ألملمُ من شراييني اختلاجاتِ حسك،
فلقد اخترَقَتْني أنوثتكِ كالبرقِ،
ومثلُ دويِّ الصاعقةِ حضوركِ فيَّ.
أنْ تعانيقني،
 تُحْدثينَ  زلزالَ عشقٍ،
فأتحوّلُ إشعاعاً متشابكِ الذرَات،
أصيرُ نشوةً عارمةً،
وفضاءً لأتَسِعَ لكِ..

في لفتةِ عينيكِ،
صباحٌ يتلمّسُ أبجديةً
من حكايةٍ تولدُ خلفَ فصول الحكايات،
وفي وقفتكِ شموخُ الأميرات،
وبينَ وقفتكِ وحنو عينيكِ
عرفتُ كم أعمقُ من الإحساسِ الجميلِ،
 أن أكونَ بين ذراعيكِ.

أمطريني أيتها الأميرةُ حكايةَ عشقكِ،
حافيةً تعالي،
إمشي فوق مسافات ضلوعي،
فيُزهرُ صدري لكِ، لهيبَ المسافات في ملامس قدميكِ.
إجعليني أحملُ أنوثتكِ في شراييني،
وأتنسّمُ حضوركِ فيَّ،
فكلّما انتشيتُ بعطرٍ جميل،
وتنشقتهُ إلى أعماقِ رئتي،
عرفتُ أنّكِ أنتِ،
تتغلغلين في انتعاشِ مسامي.

حطباً آتي إليكِ،
فأورقُ من جديد،
 تائهاً تقذفني أمواجي إلى شواطئكِ،
فأجدُ ذاتي عندما أتلمَسُكِ في داخلي،
يائساً أقفُ ببابكِ فيشعُ وجهُكِ أملاً،
وكلّما تردّدتُ وخَذَلَتْني ثقتي،
تمدينَ يدكِ لتشعلين الحياةَ في مواسمِ عشقي.

عندما آخذكِ بين ذراعي،
أصيرُ كوكباً يعانقُ أميرةً،
او ملكًا يُعانقُ المجرّة،
تخذلني عواطفي عندما تبتعدين،
وأرى وجهكِ يزدادُ إشراقًا،
وكلامُكِ يقطرُ من عينيكِ اكتفاءً ظامئًا.

تعالي يا أميرتي من وراء الحكاية،
أخرجي من الرواية،
من الحروف التي سجنتكِ في كتاب،
من الرواية التي تحكي قصص الحب والعاشقين،
فأنتِ أينما تسيرين تنبتُ رياحينُ الكلمات،
وتصير أرصفةُ المدينة وجدرانُها مرايا تعكس وجه العشق وحكايات الحب،
ووجهُكِ روايةً لا تنضبُ حكاياتُه،
من إشراقٍ إلى إشراقٍِ،
يتساقطُ الكلامُ من شفاهكِ كالعنب،
عناقيدَ...
لكن أجملَ فصول الرواية،
عندما ينامُ وجهكِ فوق يدي،
وتصيرُ عيناكِ بوحًا يخفقُ قلبي له،
وتصيرينَ شعرًا رقيقا يُقرأُ بالإحساس ويفهم بالشعور.

لا أستطيعُ يا سيّدتي أن أقولَ لكِ،
غير "أحبّكِ"،
تتدفقينَ فيَّ،
أشعركِ في كلِّ ذرّات كياني،
أريدكِ في كلّ ذرّات كياني،
أحبُّ أن أغلقَ عليكِ في كلٍّ ذرّات كياني،
وأحبسكِ في داخلي،
وأقفلُ على ذاتي في ذاتي،
فتصيرين مليكيتي،
وأصيرُ حارسكِ...
عرشُكِ أهدابي،
وصولجانُكِ عيناي،
وكرسي فرحكِ جنوني بكِ،
لأنكِ بي تتحرَّرين،
لأني بكِ أصيرُ حرّيةً،
لأنّ جدران العالم مزيّفة،
نصيرُ حقيقةً،
لأنّ ما ندرِكُه في لحظات،
يُزهرُ في حياتنا،
يجعلها في ذروة إحساسنا بما نحنُ.

تعالي،
إلى مملكةِ إحساسي بكِ،
وتربعي فوق عرش عواطفي،
فالسماءُ لا تضحك من دون الشمس،
وأنتِ شمسي.


ميشال مرقص


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق