الثلاثاء، 20 مارس 2012

ليتني أستطيعُ

ليتني أستطيع
               ظلال باولو وفرانشيسكا = آري شيفّر (نسخة 1854)
ليتني أستطيعُ، يا سيّدتي،
أن أحملَ عطركِ فوقَ قميصي،
أن يستفيقَ عطرُ أنوثتكِ في جسدي.
ليتني أستطيعُ انْ أتلمّسَكِ في عُرْيي،
وأفتحَ طاقات رجولتي وأخرجَكِ منها،
تطلّينَ على دُنْيا تَنِاثُري فيكِ،
مثل رمال شواطئ قدميكِ في ملامسِ يدي.

لو كنتُ أستطيعُ، يا سيّدتي،
أن أقرأَ فصولَ أنوثتكِ في تاريخ عواطفي،
وأحرّرَ جذوري من ترابكِ،
وأصيرَ فراشة  ضائعةً في سماءِ عينيكِ.

لو كنتُ قادرًا أن أشتعلَ فيكِ،
أن تخترقي شراييني وترقصي فوق أعماق جرحي.
لو كنتُ قادرًا أن اتركَ أصابع يديكِ وأصابع قدميكِ تخربشُ فوق صفحةِ جسدي نشوةَ حضوركِ فيَّ.
لو كنتُ قادرًا أن تنطفئ شفتاكِ في ماء شهوتي،
ويرسمَ أنفُكَ فوق صفحةِ صدري دفءَ أنفاس انطفائك في أعماقي.

يشتاقُ الرجلُ، يا سيّدتي،
أن يحملَ حبيبته في ذاته،
أن يتلمّسها جسدًا وعطرًا وشهوةً واشتياقًأ،
أن يقرأ بأصابعِ يديه لوحاتِ تذكاراتها،
ويتحسّسَ أنفاسها، ويلمس مرور أحلامها.

يشتاقُ الرجلُ، يا سيّدتي،
أن يصيرَ طفلاً ضائعًا في حبّه،
غافيًا في أحضانِ حبيبته،
ناسيًا وجوده في عينيها،
تاركًا حوار الجسدِ فوق ضفاف جسدها.

يشتاقُ الرجلُ،
أن يحملَ حبيبته في عينيه،
أن يحملَها في جسده،
أن يطيرَ فرحًا بحضورها فيه،
ويخبّرَ الناس عن لونِ عطرها،
وعن عطرِ ألوانها،
وعن شفافية عريها،
ومساكبِ أنوثتها،
ويقول للفراشات: "أنتِ حبيبتي".

يا سيّدتي،
لكِ أنتِ نكهة الأنوثةِ الخاصّة،
أستخرجُ منها عطرِ حضوركِ فيَّ،
أشمّه في ذاتي،
أحملهُ فوق قميصي،
أحفظه ليطولَ عمره اكثر،
لتكوني أنتِ في بيادر قمحي مدّةً أطول،
لأقفَ عند جدارِ قدميكِ العاريتين،
وأدعوكِ لتجتازي بحاري ماشيةً فوق ماءِ وجودي،
لتصيري أنتِ غيومَ مطري،
وثمار صيفي،
وربيع ينابيعي،
وخريفَ سكوتي أمام حزنِ عينيكِ.

يشتاقُ الرجلُ، يا سيّدتي،
أن ينعجنَ بنهدي حبيبته،
يدفقُ دمُ شرايينه إلى ملامس جلده،
يصيرُ جلده في دفء نهدي حبيبته،
فاكهةً استوائيةً،
ومحارةً تنتظرُ أن تتكوّنَ في أحشائها لؤلؤةُ الرغبة المتأججة.

كلّما حملَ الرجلُ ذاته في جسدِ حبيبته،
تنبتُ زهورُ الفرحِ،
ويَنسكبُ خمرُ حضورها في نشوة الشوق.


ميشال مرقص                       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق