الثلاثاء، 20 مارس 2012

عندما تيبسُ الجذور

عندما تيبسُ الجذور
                (جداريّةُ خيبة)

                 مرجع الصورة (2009) موقع THE DREAMSLAND


تمنّيتُ لو أنغرزُ فيكِ بقوّة،
وأنمو،
وأصيرُ عميقَ الجذور،
بعيدَ الغورِ في عواطفكِ.
حاولتُ،
أن أخترقَ،
إلى أحاسيس أنوثتكِ،
إلى ترابِ جنسكِ،
فأصير خِصبًا فيكِ،
وأتفيّأ ظلال حبّكِ،
وأغفو على نسائمِ عطركِ،
وأرتمي، منهكًا من حبّي لكِ،
بين يديكِ،
وفوق صدركِ،
وعلى بطنكِ...
وأنسى أن الزمنَ يستفيقُ على طنين الساعة،
ويرتبط بدوران الأرض،
وأنسى أنك تصيرين زمني،
ومحور حياتي،
ودورانَ أفلاكي في نظامِ شمسكِ.

أجهلُ
كيفَ لم تنبت جذوري في خصبكِ،
ولم تفرّخ،
كأنَّ سهول أنوثتكِ ترفض
أن تجعل لي مسامًا في عمقها،
ما يجعلني شمسكِ وفيْأكِ،
وتصيرينَ أنتِ دفترَ عشقي،
وقصائدَ غزلي،
ونسغَ إباحيتي.
وتصيرين كأسَ خموري،
وأرتمي فوق فخذيكِ،
وملامسَ رجليكِ،
وأكتبُ بأصابعها: كنتُ هنا.

أخشى، يا سيّدتي،
أن تعرّيني سهول رغبتكِ أمام رياح القسوة،
أن تذرّيني رياحُكِ إلى محطاتِ الهجرةِ والحزن،
أن أصيرَ مثلَ رمادِ سجائركِ،
ذاكرةً في صحن ٍ يسقط مع نهايةِ القصّة.

لقد بنيتُ، لكِ قصّةً كبيرة،
أويتُ إليها مثلَ العصافير الخائفة،
جعلتها بدايةَ معرفتي بلذّة الحياة،
كنتُ آتي إلى فصولها برغبة العاشق الجائع إلى حروف مفاجآتها،
وعندما أبدأ فصلاً،
أخشى أن آتي إلى النهاية....

لقد جعلتُ من شعوري إليكِ،
بحرًا،
محيطًا،
أحبُّ الغرقَ فيه،
أحبُّ أن أنقادَ إلى رغباتِ أمواجه،
أن أتركَ ذاتي بلا وزنٍ في زبده الأبيض،
وعندما،
تتراخى صفحاتُ المياه وأغرق،
تنتشلينني من محيطِ ليس لي.

أمرُّ ما في الحياة، يا سيّدتي،
أن أعشقكِ أنوثةً،
وأمرأةً يفيضُ شوقي إليها،
وأسقطُ حبّةَ قمحٍ،
فوق عريِ الصخرة،
لا تنبتُ جذورٌ لها في أعماق تلك الأنوثة،
وتحرقها شمسكِ،
إلى جفافٍ ويباس....

ميشال مرقص




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق