الاثنين، 24 أكتوبر 2011

إبحارٌ ...إليَّ...


فيدر - صراع بين العقل والعاطفة - ألكسندر كابانل -1880

مُضْنٍ، يا جميلتي، أن أقف عند شاطئ عينيكِ،
ولا أبحرُ في الأعماق.
مقلقٌ هذا اللازوردُ النقي،
يدعو إلى الارتحال خلف شفق المحيط،
ويُسدلُ أشرعةَ الرغبة،
وراء سواتر الاشتياق...

أمام هدوء أمواجكِ،
يطيبُ ارتحالُ أشرعة اللهفة،
تبحثُ عن كنوز الأنوثةِ الغافية في افترار الشفتين،
وضحكةٍ،
ترسمُ مداراً لامتشاقِ الفرح،
والغوص إلى لآلئ البهجة.

يتحداني وجهكِ،
إلى الرحيل صوبَ الآلهة النائمة في صفائه،
إلى المغامرةِ،
ضد طقوس الرغبة ،
إلى الرغبة، تُشلّعُ أبوابها مع رياح الأعماق...
صافيةً،
هادئةً،
بحارُكِ عند الإقلاع،
ومحاراتُ البعدِ العميق،
تغرق في مرجان أنوثتكِ...

يتحداني الشوقُ، يا جميلتي،
أن أبحرَ إليكِ،
فمتاهاتُ عينيكِ تزرعُ نخيل الانجذاب،
ويتعرّج الضحكُ بين شفتيك،
مثل شفق العواطف القلقة قبل العناق.

أعرفُ، أيتها الآتية من كتبِ الاطمئنان،
أنَّ بِحار أنوثتكِ لا تهوى سفني،
أن أسفاري تلتحفُ وهمَ الضياعِ بين عينيك وبين شفتيكِ،
ان كتبي العتيقة لا تُنبتُ رماد الشهوة،
أن اقتحامي شواطئكِ،
يقلقُ أمواج الأنوثةِ المتفتحةِ في مسامِ الجسد،
تخضُّ تلاطمَ أمواجكِ في أعماقي،
وتُتلفُ مجرّةَ الزمن الغافي عند انفكِ...

تأتينا بطاقاتُ السفرِ، يا جميلتي،
عندما نُرسي مراكبنا في موانئ العمر..
تُقحمنا الدعوةُ في مواكبِ الرغبات،
تُرخي على مناكبنا غاباتٍ من الشوق،
وتُعلنُ،
انّكِ أنتِ صاحبة الدعوة...

لا أعرفُ، يا جميلتي، متى تُعلنُ موانئُ بحاركِ إشارة الإبحار،
فأنا أرتعش في ضوءِ منائرك،
أنتظرُ أن ترفعي مرساةَ سفني،
وتبحري إلى شواطئي،
إلى دفء انتظاري،  ترسمين دهشةَ ولعي بكِ...

ميشال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق