الخميس، 20 أكتوبر 2011

الخيبة

خيبة - الفنّانة البروفية دينيز موكيدونسكي

تحملُ الخيبةُ عكازَها،
تخترقُ حواجزَ ذاتِنا،
هي موجودةٌ دائماً،
لكننا نرفضُ أن نشعر بوجودها.

تشلُّ الخيبةُ انفعالنا،
تمسحُ عن وجهنا ابتسامةً ظننا أنها سمةَ مرورنا إلى قلوب الآخرين،
تُلوِّنُ صفاءَنا بالغصّة،
وتحني رأسنا نحو واحاتِ التأمل..

تُشَذِّبُنا الخيبةُ من وَرَمِنا السرابي،
تعيدنا إلى حجمنا الطبيعي،
تقلّصُ منه شيئاً،
تعودُ بنا إلى واقعيتنا،
تقطفُ أحلامنا،
تُيبِسُ غرورنا،
تُطفئ قناديل خيالنا،
تسدِلُ ستارَ العتمةِ على عواطفنا.

الخيبةُ،يا سيّدتي،
"مَثَلَ الثعلبِ، رأى ظلّه صباحاً فراحَ يبحثُ عن فيلٍ طعاماً،
ولمّا انتصفَ النهار،
وانكمش ظلُّه،
اكتفى بوجبةٍ صغيرة..."

الخيبةُ هي ظلُّنا في الظهيرة.

تفتحُ الخيبةُ، يا سيّدتي،
بلاطها،
ندخلهُ مرغمين،
نكتشفُ كم أن جدرانها مكسوّة بفشلنا،
كم كتبتْ الخيبةُ على جدرانِ حياتنا، عن طفولةِ خيالنا،
عن خُيَلائِنا،
وعن "بهورتنا"،
وكيف نسعى إلى ما لا طاقةَ لنا عليه.

تكتبُ عن أحلامٍ لا نستحقها،
وعن تطلعاتٍ أكبر منا،
وانجرافٍ إلى محيطاتٍ لا نقوى على مغالبةِ أمواجها،
وإلى عواطف تخترقنا مثل الثقبِ الأسود،
وترمينا في فضاء معدوم الجاذبية.

تُقرّصُ الخيبةُ عجيننا،  (*)
تقولبنا في حجمنا الطبيعي،
تشحذنا،
فلا  نعودُ نتطلّع في مرايا تزيدُ حجمنا،
بل إلى تلك التي تصفعنا كم نحنُ ضعفاء،
رغم استقوائنا،
رغم سعينا،
رغم ثقتنا،
رغم إيماننا واندفاعنا ومهارتنا ....

الخيبةُ، تُقفلُ على ذاتها،
تُعيدنا إلى اندفاعٍ آخر،
إلى أملٍ جديد،
إلى تطلعاتٍ ما كنا نعيرها انتباهاً.

إنها لقاحُ الإرادة،
ودفقُ السعادة الآتي ليغمرنا.

كلّما أصابتني خيبةٌ، يا سيّدتي،
أيقّنتُ أنني سأبلغ سعادتي!

 
ميشال

·      قبل الآلة، كانت جداتنا وامهاتنا تعجنُ، وعندما يختمر العجين، يصنعن منه كرياتٍ متناسقة وأوزانها متقاربة.
 وتوازن المرأةُ كتلة العجين بين يديها، تقتطع منها أو تزيد عليها، لتصيرَ موازيات لسائر الكريات. هذا الاقتطاع أو الزيادة، يُسمّى "تقريص" العجين. أي جعلها قرصاً بحجمه الطبيع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق