الجمعة، 26 أغسطس 2011

شجرة النسيان





                                                         على جذعِ شجرة حفرَ عاشقان قلباً

                                   كبرت الشجرة،

                                                 كبرَ القلبُ،

                                                ... واختفى العاشقان







كتبتُ اسمكِ على شجرِة النسيان،

فوق مرايا الذاكرةِ الخرساء،

شطبتُ مهرجانَ سعادتي من دفاترِ العشقِ،

وحملتُ عكازَ الغربةِ من ذاتي،

أبحثُ كيفَ ذرّتِ رياحُ اللامبالاةِ رمالَ خَيبتي..



لمْ تقوَ موانئُ الرحيلِ على استقبالي،

في كلِّ ميناء،

في كلِّ مرفأ،

وفوق شواطئ ظنوني البعيدة،

وحكاياتِ أمنياتي الضائعة،

بحثتُ كيف يُمكن للسعادةِ أن تبحرَ في سرابِ البهجة،

وترسوَ في مونئ الصقيع،

ولا تمسكُ غيرَ فقاعاتٍ من الصابون الملوّن،

تحرقها أشعّةُ الخيبة.



هو - " ينحني فوق رمالِ شفاهه،

يخطُ بعكازه مفرداتٍ،

يتمتمُ شعراً،

يستجمعُ قواه لينهضَ،

تمحو مياهُ شفاهِهِ أحلامَه،

وتعودُ الرمالُ تستقبلُ هذياناً جديداً،

تمحوه المياه"..



في غربةِ الصقيع، يا سيّدتي،

حملتُ وجهكِ،

لم أكنْ قادراً أن أختبئ من حضوركِ في مسافاتِ ذاتي،

فأنا مهووسٌ بحضوركِ فيَّ،

مأخوذٌ بسحركِ،

منسحقٌ في طقوسِ عبادتكِ حتى التنسّك.



تخذلني مفرداتي، يا سيّدتي،

وانا أتلمّسُ مسارَكِ بين عينيّ وأعماقي،

وأجدُكِ محفورةً عميقاً في أبعادي واتجاهاتي،

وأجدكِ ملتصقةً في رئتي،

ومتجذّرةً في شراييني وصفاء شفافيتي..



-     "قالت له:

أَلْبِسْني كلماتِ الحبِّ مُخملاً فوق جلديَ العاري،

ولْتَنْزلِق الأسرارُ فوق حريرها،

وتلجِ الارتعاشاتُ عميقاً في مساماتي.



كلماتِ حبٍّ من أجل الليالي الشاحبة،

من أجلِ تنهداتي،

أحبُّ أن أسمعها منكَ.

كلماتِ حبٍ توشّي حياتي، تجعلها سعادةً غامرة،

ترتعشُ في داخلي مثل دفق الحنان.



     أَلْبسني كلماتِ حبّكَ،

أسمعني كلمات الحبّ في هدوئي،

فصوتُكَ يجعلني أكثرَ جمالاً،

كلماتُكَ في الحبّ تعقدُ لي ضفائرَ شعري.



متى يكمنُ الندى للزهرةِ يا حبيبي؟

في عميقِ الأحلامِ،

ينسجُ الندى عشاً طرياً،

في سرير القلب".



تعلمينَ يا سيّدتي؟

عندما وقفتُ أمام شجرةِ النسيان،

تذكرتُ اسمكِ،

رأيتُ وجهكِ،

ونسيتُ ذاتي!





ميشال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق