الأربعاء، 1 فبراير 2012

حاضرةٌ أنتِ في غيابِكِ

حاضرةٌ أنتِ في غيابك

                               حضور الغياب

طاغيةٌ أنتِ في حضوركِ، يا سيّدتي،
وطاغيةٌ، في غيابكِ،
فحضوركِ باقٍ رُغمِ الغياب،
وحضوركِ يفرشُ ظلاله على دورانِ الزمن،
فتصيرُ ثمارُ الجنّةِ ألذَّ،
وتتحوّلُ أنهارُها إلى جداول أنوثتكِ.

في الغياب والحضورِ، يا سيّدتي،
تُغذّينَ عواطفي،
بين قلقٍ وانتظارٍ ولهفةٍ وحبٍّ واشتياقٍ،
وترقّبٍ لحرفٍ ينبضُ منكِ،
يفيضُ شعورًا،
يحكي حكايةً،
يلوّنُ أمسيةً،
يُخفي كلمةً عذبة،
تحملُ إلى الأحلامَ نُكهةَ النوم والاستسلامِ اللذيذ.

أنْ تغيبي،
فأنتِ تحضرين،
في السؤالِ تحضرين،
في القلبِ تحضرين،
في القلقِ تحضرين،
في ...في.... في...
كلِّ مواسمِ الانتظارِ تُقيمينَ،
ولا يعني غيابكِ أنّ مكانَ الإقامةِ في قلبي تغيّر،
وأنَّ عناوين لهفتكِ تبدّلت.

أشعرُ، يا سيّدتي،
أنني أتنسّمُكِ،
 أنّى توجهتِ، وكيفما يكونُ غيابكِ.
تترسخينَ في أعماقي،
تجولينَ في دوائرِ عينيِّ،
تسبحينَ في مجاري لهفتي،
تخضّينِ كياني،
لأنني في لهفةٍ دائمةٍ إليكِ،
وفي هوسٍ مستمرٍّ لحضوركِ فيَّ.

لا أعرفُ، يا سيّدتي،
هل ضاعتْ عناويني من محفظةِ عواطفكِ،
وهل شَرَدَ  زمنُ الرغبةِ،
وعصيَ عليَّ؟
هل عطشتْ ورودُ رغبتكِ،
وجفّت ينابيعي؟
هل نبتَ عوسجُ الانخطافِ عند أبوابِ جنوني بكِ؟
دائمًا،
يحملُ الغيابُ،
هذا القلقَ المستمرَّ،
ينغرزُ في الذاكرة،
يؤلمُ،
يجعلُ دوّامّةَ الخوفِ تميلُ إلى الشكّ.

لكنْ، تعوّدتُ ألا أخشى غيابكِ،
تعلّمتُ ألا أخافَ على ضياعكِ،
تعلّمتُ ألا أشكَّ،
فأنتِ يقيني،
وأنتِ حبيبتي،
فأنتِ غيرُ قادرةٍ على أن تهربي مني،
وغيرُ قادرةٍ على أن تخرجي من كياني،
ومن محيطاتِ عواطفي،
مهما كانَ بُعدكِ طويل المسافات.

ميشال  مرقص


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق