الاثنين، 19 سبتمبر 2016

المرأةُ في الإنجيل

 المرأةُ في الإنجيل
 

هذا الكتاب

لأنّها الكائنُ الجوهر.
لولاها لا كائنَ في الوجودِ. لا وجود.
الكائنُ الأنثى، منها يولدُ كلُّ كائنٍ حيّ...

الذكوريّةُ تجعلُ منها سبّبًا للشرّ في العالم.
أغواها الشيطانُ، فأغوتْ آدمَ أبو الجنس البشري. وصارتْ الخطيئةُ بحوّاء الأولى.
لكنْ لماذا لم يتحصّنْ آدمُ أمام إغواء حوّاء؟ فتتحمّلَ لوحدها سبب الخطيئة والشرّ؟
أوْ لَوْ لَمْ يسقطْ آدمُ معها، لما تكاثرتْ البشريّةُ؟ إذّذاكَ كانتْ ستُطرَدُ حوّاءُ خارجَ الفردوسِ، ويبقى آدم. فيبقى وحيدًا ويعودُ إلى الحالة الأولى. عندما قالَ الرّبُّ الإلهُ:"لا يَحسُنُ أنْ يكونَ آدمُ وحدَهُ، فأَصنعُ لَه مَثيلاً يُعينُه"... (تكوين 2/18)
منذُ آدم. المرأةُ في ميزانِ الذكورةِ، هي الـ"دونُ". يحكمُ عليها الرجلُ بقوّةِ عضلاته وشراسته وظلمه. وتحكمُ عليها الشرائعُ. الرجلُ يصوغُ الشرائعَ. الرجلُ يحكمُ بموجب موادّها. الرجلُ يجتهدُ ويُنفّذُ...

المرأةُ هي الـ"دون". هي سببُ كلِّ خطيئة... لكن عندما تكاثرَ الشرُّ في الخليقة أرسل الله الطوفان على البشرية، فلم ينجُ منها إلا آدم الثاني/ نوح (الإصحاحات من السادس إلى التاسع من سفر التكوين)...
وعندما تكاثرَ الشرُّ في مدينة لوط، سدوم وجارتها عمورة، وأمطر الله عليها كبريتًا ونارًا. لمْ تكنْ المرأة سببًا للشرَّ، بل الرجل.  بل "كانت خطية سدوم وعمورة هي الشذوذ الجنسي وتسمي في العربية اللواط نسبة إلى لوط، وهي تسمية خطأ فلوط برئ من هذه الجريمة فلماذا تنسب إليه. ولكن في الإنجليزية  تسمي السدومية Sodomy نسبة لسدوم وعمورة وهذه تسمية صحيحة. (موقع St.Takla.org. )...
وعندما تصيرُ المرأةُ مباحة للرجل، تُبهجُه، وتُمتعّه بلذّةِ الجنس، تصيرُ محظيّةً.
فلم يكنْ فعلُ إبنتي لوط خطيئةً. ولا حريمُ الملك داوود محرّمًا، ولا اشتهاؤه بتشابع امرأة قائد جيشه أوريا الحثي! فتآمرَ على قتله، ليتزوّجها ويضمّها إلى حريمه...
ولا قول الله له بحسب صموئيل:" 11وهذا أيضًا ما قالَ الرّبُّ: ها أنا أُثيرُ علَيكَ الشَّرَ مِنْ أهلِ بَيتِكَ، وآخذُ زوجاتِكَ وأدفَعُهُنَّ إلى قَريبكَ فيُضاجعُهُنَّ في وضَحِ النَّهارِ. 12 أنتَ فعلتَ ذلكَ سِرُا، وأنا أفعلُ هذا الأمرَ على عُيونِ جميعِ بني إِسرائيلَ وفي وضَحِ النَّهارِ". (صمؤيل 2/ الفصل 12)..
حتّى "الرب" التوراتي، يدفع بالمرأة إلى أحضانِ الزنى، انتقامًا من رجلٍ أخطأ هو زوجها. فأيُّ ذنبٍ للمرأةِ هنا...
ثمّ نرى سليمان الحكيم الملك، يُنشئُ حريمًا من جنسيّاتٍ مختلفةٍ، وقيل إنّ حريمه ضمّ ألفًا من النساء، مئات الزوجاتِ ومئات الجواري.

الرجلُ الضعيفُ بالعاطفةِ والشهوةِ أمام المرأة. يستقوي عليها ليُبقيها تحتَ سيطرته. لذلك اعتبرت المرأة الزوجة أو الخطيبة، من متاع الرجل وأملاكه. وفي الحروب تُسبى كونها مع ذلك المتاع، فتقع في قبضةِ الغزاة!

والمرأةُ في الوصايا العشر تقع في حكمِ وصيتين. لا تزنِ، ولا تشتهي امرأةَ غيرك...
وكانَ الحكم على الزاني والزانية بالرجم... لكن في معظم الحالات، كان الحكمُ يقعُ على المرأة، كما حمل الفريسيّون امرأةً أخذتْ في زنى، ليحكمَ يسوعُ عليها...

ورغمَ أنّ يسوعَ حرّرَ المرأةَ من حكمِ الرجل... خلّصها من التسلّط الذكوري، ورفعها إلى مرتبة الرسولة، إلاّ أنَّ السلطة الذكوريّة بقيت متحكّمةً لمدى أجيالٍ متلاحقة، ولا تزال تتبدّى في أوجهٍ متعدّدة...

هذا الكتابُ، يتناولُ وجهةَ نظري، أنا المدني كما أفهمُ تبشيرَ يسوع. أخالفُ مفاهيمَ كثيرة، منطلقًا من رمزيةِ تعاليم يسوع ومفهومه للإيمان. إيمان ينطلق من الحبّ، ومن فعل الرحمة!
الرحمة لا تُخضعُ أيَّ إنسانٍ إلى ظلمٍ. إلى "دونيّة". إلى احتقار. إلى سحق واستغلال ومتعة وتسليع...
يسوعُ
قال لها:"ولا أنا أدينكِ"!
وطلبَ إليها بألاّ تعودَ إلى الخطيئة، مثلها مثل الرجل...

لكنْ تلكَ الحريّة، أعادتها مفاهيمُ ذكوريّة، وللأسف كنسيّة، إلى سجونِ الظلم!

المرأةُ الكائنُ الجوهر!

لولا وجودها – وإنْ أخطأتْ – لما تجسّدَ الله!
فيسوعُ وُلدَ من إمرأة!

إنّها جديرةٌ بالاحترام والتكريم والحبّ.

ميشال مرقص

15آب 2016



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق