الثلاثاء، 17 أبريل 2012

حبيبتي هي

حبيبتي هي

                       

                   بعد الظهر - زيتية - غيوم سينياك (1870 - 1924)

تخترقني حبيبتي، إلى رئتيَّ،
مع أريج زهرِ الوزّالِ، الصباحي.
تخترقني،
إلى تلافيفِ النشوةِ،
تصيرُ في عصبي، حسًّا ملائكيَّ الشعور.   

تحضنني حبيبتي،
بدفْءِ أشعّةِ الصيفِ الصباحية،
تلفُّني  شفافيتُها بقميص العشقِ،
وتنقلني إلى حدائقِ العيون،
حيثُ أنعكسُ في ذاتي لأكتشفَ حبيبتي،
لأتلمّسِ حبيبتي،
لأنتشي بحبيتي مثل الإشراقِ الإلهي.

من يعرفُ كيفَ تخطُرُ حبيبتي، في خيالي؟
من يعرفُ كيفَ تضيءُ عينايَ حضورهَا فيَّ؟
من يعرفُ كيفَ يعبقُ عطرُ عرقِ جسدها مثلَ أريجِ الياسمين،
وتُغرقني بفوحِ أنوثتها،
بجاذبيةِ المرأةِ العاشقةِ؟

كلُّ جسدِ حبيبتي، ثمارٌ من خزائنِ الشهوّة،
تتدفقُ فخذاها شلالي عاجٍ حريريَيْ الانسكابِ،
تتنقلُ على رؤؤس أصابع رجليها،
مثلَ فراشاتِ الحقلِ،
ومثلَ الأيائلِ تُسرِعُ إلى حدائقِ الغنج والدلال.

سُرّةُ حبيبتي،
دافئةٌ مثلَ حِممِ زهرِ الليمون،
وخصرها،
شواطئ لأناشيدِ العشقِ،
وكلُّ لذائذها تعبقُ منها رائحةُ الثمارِ الاستوائية،
تُثيرُ الشهوةَ،
تُثيرُ الإغراء،
تُثيرُ الانجذاب،
إلى أنوثةِ الجمالِ الناعم.

نهدا حبيبتي،
نبعا إثارة،
ومثلَ أنغامِ الناي،
ورنين المزاميرِ،
يختبئانِ في شرودِ الظنِّ كالحملين الصغيرين،
أو حمامتينِ بيضاوين.

عندما تخطرُ حبيبتي،
يميلُ الزمنُ رعشةً في جفونِ المتلهفّين،
يتحوّلُ الهواءُ إلى رداءٍ يقيها لفحةَ العينِ،
جسدُ حبيبتي،
أغنيةُ العينِ،
ووترُ القلبِ،
وسمفونيةٌ تسيرُ على أرصفةِ الأفئدة.

عندما يغنجُ خصرُ حبيبتي،
تسقطُ فواصلُ الكلمات،
تصيرُ أغنيةً،
تصيرُ مهرجانًا،
فها خصرُ حبيبتي،
يرسمُ قصائد الحبِ،
كلّما غنجَ في أنوثته الرقيقة،
وراح يرسمُ خطوط الشهوةِ في لوحةِ الحواس.

لا أحدَ يعرفُ طيبَ ثغرِ حبيبتي،
لا أحدَ يعرفُ،
كيفَ يستثيرُ نُكهةَ العسلِ البرّي من ريقها،
كيفَ يصيرُ ريقُ حبيبتي،
نبيذًا شهيًّا،
وعسلاً لم يذقه أحدٌ...

تعيشُ حبيبتي،
في وطنِ القصائدِ والأشعار،
في بلادِ الحورياتِ صائداتِ العشّاق،
تعيشُ حبيبتي بهويّةِ عيني،
وتخترقني،
بلا إجازةِ مرورٍ.

تعيشُ حبيبتي في ملامسِ عرييِ كالنسيم،
أشمّ غددَ أنوثتها،
أستعذبُ نكهةَ مائها،
أرتوي من شفتيها عشقًا،
وأغفى على صحوةِ عينيها.

كلّما تلوتُ عند سرّةِ حبيبتي، عشقي،
تردّدتْ ارتعشاتُ جسدها،
وسَرَتْ تمّوجاتُ الشهوةِ،
رقيقةً في المسام،
تتلقفها مساحاتُ الجسدِ،
بأهازيجِ الحسِ المغمورِ،
وتَغَلْغُلِ النشوةِ في المسام.  

كلّما ضاعت حبيبتي عني،
لقيتها في مساحةِ كياني،
أنثى تضجُّ،
بإغراء لذيذ،
وأنوثةٍ مدهشة...

ميشال مرقص

هناك 3 تعليقات:

  1. تتجمع في قلب صاحبي الشجون وأوجاع الغرام وتتراكم سحباً من التخاطر الماطرة ثم تهطل، لها صوت مزامير ناهدة وريح جسد بضّ عابق وطعم العسل البري ، ومن على حواف سرّتها تسري البهجة سرّاً يدركه صديقي ميشال كل الإدراك. قويّه يا الله.

    ردحذف