الخميس، 12 أبريل 2012

عبور اللقالق

عبور اللقالق


تعبرُ اللقالقُ إلى حقولِ الصيفِ،
تعرفُ كيفَ تحنُّ إلى ربيعها الدائم،
وتكتبُ على صفحات الأزرق الفضائي،
حكايةَ حبّها للارتحال،
نحو دفء العاطفة.

تعلّمنا اللقالق في طريقها،
 حرّيةَ العبور إلى الأحلى،
إلى مجاهل النعمةِ المختبئة في رفيف الأجنحةٍ،
وفي حقول الخصب والعطاء...
تنبئنا ببدايات الفصول،
وبنهايات الفصول،
وتُخبرنا كيف نُعيدُ فرحَ البسمةِ إلى وجوهنا،
وبريق الحبِّ إلى عيوننا.

في حكاياتِ الحبِّ، يا جميلتي،
نصيرُ مثلَ أجنحةِ اللقالق،
نعبرُ عاليًا،
وننخفضُ إلى تحت،
ونرسمُ دوائر الخوفِ والحذرِ،
ونخترقُ أجسامنا،
نحلّقُ في ذاتنا،
ونطيرُ خارج ذاتنا،
ونلمسُ جِلْدنا كيف جعلَ الحبُّ منه رعشةً تلقائية الانعكاسِ لعاطفةٍ هزَّت عَصَبَنا.

في حكاياتِ الحبِّ، يا جميلتي،
لا نعودُ نعرفُ غيرَ الدوارِ في فضاء الارتحال والعبور إلى حقول الدفء،
تُزيّنُ أجنحتُنا كلماتٌ،
تلوّنُ نظراتِنا نفحاتُ الآه المتفتحة في أعماقنا،
تنبضُ في قلوبنا،
شجيراتُ العشق ويتغلغلُ في أعناقنا تدفقُ الشوقِ لنسماتِ القبلِ الآتية مع أجنحة اللقالق المرتحلة.

عندما تتشعبُ مساراتُ الريحِ، يا جميلتي،
يختبئ طائرُ اللقلاق،
ينسجُ سياجًا له من ريشه،
يحتضنُ عواطفه،
يحميها كأثمن ما لديه....
يصيرُ اللقلاقُ، يا جميلتي قبلةَ الفضاء،
وأغنية الريح الحاملة معها قيثارة الأجنحة المختبئة،
وتصيرُ أراجيحُ العشقِ،
ثلاثية الأبعاد،
فالمسافات المسطّحةُ تغتالُ جماليات العبور.

هل تعلمينَ، يا جميلتي،
لماذا يسرقُ اللقلاقُ خيوطَ العاطفة؟
لينثرها أراجيحَ فرحٍ للعبورِ إليكِ؟

هل تعرفين، يا جميلتي،
لماذا تُطلُّ أقمارُ الوردِ من أكمامها، في موسم رحلات اللقالق؟
هل تعرفين لماذا يُزهرُ الكرزُ والتفّاحُ،
وتُفرخُ عصافيرُ الدوري،
وتصيرُ حدائقُ الطبيعة مرجًا مزهوًّا بالأزهار؟

هل تعلمينَ، يا جميلتي،
لماذا تتدفّقُ الينابيعُ،
وتجري الأنهارُ، في مواسم ارتحال اللقالق؟
وترتوي حناجرُ العصافير العطشى،
وتتحوّل زقزقتها نغمًا لرقصةِ الخصبِ؟

هل يخطُرُ في بالكِ، يا جميلتي،
لماذا تمطرُ النجومُ ذرّات لآلئها في الأمسيات،
 ويعزفُ صرّارُ الليلِ أهزوجةَ النعاس،
وتُصرُّ الفراشاتُ المضيئةُ على إقامة مهرجانِ أنوارها؟

هل تعلمينَ، يا جميلتي،
لماذا تحتفلُ الطبيعة في تبديل ملابسها،
وتوشّيّ ثيابها،
وتغزلُ غلائلها،
وتعتمرُ الأخضرَ المتموّج،
وتسرقُ من لونِ عينيك زورقًا لدورانها على ذاتها؟

يحدثُ كلُّ ذلك، يا جميلتي،
لأنكِ
 أنتِ
...
ليتَ لي، يا جميلتي،
أجنحة اللقلاق لأعبر إليكِ،
وأجنحةَ الفراشات لأحوم حولكِ،
وأحترق.



           ميشال مرقص



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق