الأحد، 19 فبراير 2017

وأشردُ حتّى كأنَّ جنوني / يُلازمُ عطرَ جنونِكِ منّي...

وأشردُ حتّى كأنَّ جنوني
يُلازمُ عطرَ جنونِكِ منّي...
                                          Franz Xaver Winterhalter (1805-1873)



خذيني إلى وشمِ عينيكِ، إنّي
رجوتُ جنوني – بألاّ تُجُنّي...

كأنّي أُواربُ عشقًا – وأبقى
شهيَّ الدلالِ بعطرٍ أغنِّ،

خذيني فإنّي أغيبُ انسيابًا
وأُدمي شفاهي بلونِ التَجَنّي،

وغُلّي بصدري فلا كانَ عمرٌ،
بلا ناهديكِ، ولا كانَ دَنّي،

أهيمُ نسيمًا،
وأُبحرُ في غانياتِ الحروفِ،
فيشردُ لحني

وأنتِ اختيالُ الزمانِ بعيني،
وأنتِ مدى الآهِ همسًا بأذني،

 وأنتِ مدى ما يهيمُ الخيالُ،
غمامةُ وحيٍ،
وإسراءُ جفني...

أميدُ أميدُ مع الحالماتِ
نسائمِ وجهِكِ،
جنّاتِ عدنِ...

فيا ما تطيبُ شفاهٌ،
ويجني شذى شفتيكِ،
جنونُ التمنّي ...

ويسري جموحٌ
كما شُدَّ عطرٌ
إلى ناهديكِ،
يُخبّرُ عنّي...

خذيني إلى حيثُ تأتي السنونو
وتنقرُ بوحَ الحنينِ
المُرنِّ،

وتترُكُ فوق ضلوعِكِ حبرا
يُخربِشُ وهجَ
عبوري،
يُغنّي...

إليكِ ارتحالي يضوعُ عطورًا،
وتأتينَ شوقًا يُخامرُ ظنّي...

وأشردُ حتّى كأنَّ جنوني
يُلازمُ عطرَ جنونِكِ منّي...


ميشال مرقص

هناك تعليق واحد: