الجمعة، 10 مايو 2013

سأَلتُ عنّي


سأَلتُ عنّي
 

                              درازينكا كيمبل (كعاصرة من كرواتيا – مدينة زغرب)

سألتُ عنّي،
لدَيكِ...
كنتُ أودعتُكِ عشقي كلّه،
وتنازلتُ لكِ عن همومِ عواطفي،
واتحدتُ بكِ،
وتغلغلتُ بين أشواقِ سطورِكِ،
وتحتَ عباءاتِ حروفكِ،
وتحوّلتُ
إلى مساماتٍ أثيريةٍ
تخترقُ جِلدَكِ...
وخطرَ لي،
أنْ أنسى ذاتي في فصولِكِ كلّها،
وأعيشَ في ظلِّ إطلالتِكِ،
وأفيئَ إلى حرارةِ أنفاسِكِ،
وأشتهيَ كيفَ أشتهي أنوثتِكِ
في كلٍّ من لحظاتِ العُمرِ،
فلا أتوقفُ
عن أنْ أتنفّسَكِ،
وأرتاحَ إلى أوكسيجين عشقي لكِ...
جئتُ أبحثُ
عن أحوالِ العُشقِ،
عن قصائدَ حزمتُها باقاتٍ لشَعرِكِ،
وإيحاءاتٍ
غزلتُها غُلالاتٍ لنهديكِ،
ورقصتُ على قمصانِ ألمي وبوحي
لتلتصقَ بعُريكِ
وتنقلَ عبير رغباتِكِ
وطلحَ اشتياقِكِ...

ألقيتُ على ضفافِ بحرِكِ
مراسي سُفني،
وجِئتُ إليكِ
بغلالِ المُتعبّدِ
إلى الحلولِ في آهاتِ ارتعاشاتِكِ،
ضائعًا
بينَ متاهاتِ جسدِكِ
في متعةٍ تغتالُ
إدراكاتي
وتحتلُّ حواسي المتناهية إلى الانسحاقِ ذرّاتٍ
في أحلامِ مساماتِكِ...

حمَلتُ
إليكِ بكوراتِ مواسمِ أحلامي،
تناهيتُ إليكِ
مثقلاً بأفاويه نبضاتِ شغفي
ومرجانِ صبوتي،
وكرومِ غُلالاتِ الفراشاتِ
المترامية عندَ ضفافِ بَدنَكِ...

كلُّ أحلامي،
تنبضُ ارتعاشاتِ اختلاجاتٍ متسارعة،
وأنتِ
تُقيمين في أهازيجِ عينيَّ
خفقًا
إلى انعطافات الولعِ السكرانِ بكِ،
أو المسلوبِ
بالاتحادِ فيكِ ومعكِ
حتى الذوبانِ العشقي ...

فأودعتُكِ ذاتي،
وأقمتُ في لُهاثِ رئتيكِ،
وارتعاشِ جلدكِ،
وأحلامِ ملامسِ عُريكِ
واشتعلتُ
في ذاتي وأنا بين ذراعيكِ...
تتوالدُ فيَّ أنوثةُ نهديكِ...
ونترُكُ التفاحةَ تتهاوى
من على شجرةِ المعصية...

أسألُ عنّي لديكِ،
وأنسى أنني أتناسخُ في حروفكِ
في قصائدِكِ، في إيحاءاتِكِ،
أتمتّعُ بذلكَ السراب الخادعِ
مثلَ حلمِ تخديرٍ
في شفاهٍ
وقعتْ من قُبلة...

ويطيبُ لي
أنْ أنظرَ
في الوجهِ الآخر من المرآة...

فتأتي ذاتي إليَّ....

ميشال مرقص


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق