الجمعة، 29 يناير 2016

أهربُ من وطنٍ... شاخَ الهمُّ على جبينهِ...


أهربُ من وطنٍ...
شاخَ الهمُّ على جبينهِ...

                               المعاصرة فرانسيت برجيه-كاردي (الفكرة الهاربة)



أحملُ أوهامي وأُهاجرُ
إلى غُربةٍ الذاتِ...
بلا جوازِ سفرٍ ولا هويّة...
بلا لونٍ يُميّزُ وجهي...
بلا بصماتِ أصابع وسماتِ عينينِ...

أنا المجهولُ
الآتي من لاكائنٍ...
أنا الكائنُ الآتي من مجهولٍ...

لم يحملْني رحمُ قصيدةٍ...

ولا نزِلتُ من نُطفةِ إشعاعٍ نبويٍّ...

أُهاجرُ من وطنٍ/
نسيَ حدودَ أحلامه...
واسْتَنْبَتَ الشوكَ والطحالبَ/
وارتكبَ معصياتِ الذاتِ في ذاته...

هو الفاسقُ بينَ أفخاذ الزواني...

أختبئُ في ذاتي
كيْ لا أشهدَ
على نزواتِ السعادين الفاجرةِ
وشهواتها الجنسيّة...

أهربُ من وطنٍ...
شاخَ الهمُّ على جبينهِ...
وتركَ أطفاله في أحضان النادلات...

هاتي حقائبَ سفري/
لألعنَ الموانئَ المُبحرةَ إلى صيدِ الحيتانِ...

لأقطفَ غُرَّةَ الشمسِ
وأحتفظَ بها...

انا الهابطُ منْ أعالي شموخي...

أمدُّ يديَّ إلى زرقةِ المياه...
أمدُّ أحلامي إلى زُرقةِ السماءِ...
أرفعُ ذراعيَّ
لأقتلَ التنّينَ
أُنَجّي إبنةَ الملكِ...
وأغنمُ جَزّةّ الصوفِ الذهبيّةَ/

لأعودَ إليكِ
وأتربّعَ على عرشِ كرامتي...


ميشال مرقص

هناك تعليق واحد: