السبت، 23 يناير 2016

أنوثتُكِ أجيالُ لقاءاتٍ...

أنوثتُكِ أجيالُ لقاءاتٍ...


                            إدوار روبرت هوغ (بريطاني 1851 – 1914)


لمْ أمرَّ ببابِ قصرِكِ،
لمْ أنحنِ،
لتعبري...

كانَتْ مواقيتُ اللقاءِ
جُرمًا يدورُ في فلكِ الهَذيان/
تأتينَ من كوكبٍ لمْ يعبرْ في جاذبيّةِ عينيَّ،
آتي من كوكبٍ،
كادَ مذنَبُهُ أنْ يُلوّنَ شهقةَ خصرِكِ...

هكذا تتلاشى هنيهاتُ الأحلامِ...
وتخفُقُ نبضًا فوقَ نهديكِ
للسلامِ الآتي إلى مزاميرِ الأقحوان...

لمْ ألتجئْ إلى ممالِكِ العشقِ لآراكِ/
كنتِ أنتِ
مملكةَ الذاتِ،
حيثُ تنبتُ عرائشُ الكلماتِ،
وتتغاوى عناقيدُ الخواطِرِ المسكوبةِ في شفاهِ الخمرِ...

كلُّنا يعبثُ بقناطِرِ المياه...
يتشكّلُ
بحسبِ إيماءاتِ الفجرِ/
قبلَ أنْ يُزيلَ رواسبَ العتمةِ
عنْ غَبَشِ اللونِ المتدلّي منْ شفاه السِحرِ...

كلّنا
يعبدُ شكلَهُ:
يصيرُ الطينَ والطيّان،
يصيرُ القمحَ والطاحون،
يصيرُ العجينَ والنارَ...

كنتِ تهربينَ إلى شهقةِ الفرحِ،
تختبئينَ دوّامةَ ارتعاش...
وكنتُ أرتعشُ
لأعصرَ نهديكِ في خمرةِ ولعي،
فيستفيقُ الحُلمُ،
على غاباتٍ من مدائنِ النُعاسِ
المبتورِ باللحظاتِ الخائبة...

لمْ أعبرْ إليكِ،
كانَ جِدارُ ممالك الشعرِ أعلى من جناحيّ...
فحفرتُ
في أنفاقِ قلبي ممرّاتٍ
للعبيرِ الرائجِ في عُريِ قصائدِكِ،
وانتشيتُ بالخطيئةِ
العالقةِ على مشجبِ الظنِّ...

تلوّنتُ لكِ بثيابِ الشفقِ القطبي،
وتلألأتِ
مثلَ الزُهْرةِ ملكة العشقِ...

حَيِّدي مسارَكِ،
أحني مساري درجاتٍ إلى قدميكِ/
لا أستطيعُ أن أحلّقَ عاليًا،
فإذا هويتُ من مداري...
لا أعودُ أستحقُّ إنصهاري بكِ...
تماسُ المدارينِ،
قُطبةٌ
عميقةُ البوحِ
عندما نُعلنُ عنْ مشاعرنا...

فلا تتحدّدي في العدد/
أنتِ الكلُّ...
بل توالدي في همساتِ الشِعرِ...
لأنّكِ الرمزُ...
إقرأيني...
أتفتّحُ أبجديّةَ النقاءِ لكِ...

كلّما سألتِ المرآة!
تُخبرُكِ عيناكِ
عنْ ولهي بكِ...

...

تزدادين جمالاً...
أنوثتُكِ أجيالُ لقاءاتٍ...
                        

ميشال مرقص 

هناك تعليقان (2):

  1. si les mots avaient un dictionnaire en dessins ou peinture tu aurais réussi a peindre un tableau sans pareil

    ردحذف
    الردود
    1. رهافةُ إحساسكِ أفضلُ شغفٍ لترجمةِ ما أكتبُ إلى لوحات... شكرا لمرورك الدائم

      حذف