الأحد، 17 يناير 2016

اللغةُ أن نكونَ بدنًا واحدًا ...

اللغةُ
أن نكونَ بدنًا واحدًا ...



                                         حفرٌ في جذع أرزة - رودي رحمه (لبنان)


دعي مسافاتِ الزمنِ
تقهرُ ذاتها...

العبورُ
لا يستفيقُ في جعابِ الأمسِ...

العبورُ
يلتقطُ مذنبًا ويهشُّ إلى ذرّاتهِ الذهبية ...

لو كان للحديقةِ
سورٌ
لغمرتُه بجناحيَّ...

لو كانَ للحديقةِ بابٌ عبرتُ دهشته ...


الحديقةُ ساحرة...
الحديقةُ سحريّةٌ/
تخدمها كلمة...
تُرصّعُ عتباتُها مواويل الحبِّ...
توشيّ زواياها نافذةً تُطلُّ على أميرة ...

ليسَت للعبورِ حكايات...

الزمنُ يُعكّزُ في ربيع الحديقة/
الزمنُ يحلمُ بشوقٍ سحيقٍ
يتفادى اللغات...

ينأى عن لغة ...

العبورُ اشتياقٌ
كما انسيابُ نورٍ
كما جرحُ لونٍ يشهقُ...

العبور اختلاجٌ في تشابكِ العروق
إنشغالٌ في ارتعاشِ شفتين
وانجذابٌ في عينين...

العبورُ
غفلةٌ عن وجودٍ... في حضنِ شوقٍ...

لغةٌ
لا تعرف مفرداتٍ وحروفًا ...

اللغةُ
أن نكونَ بدنًا واحدًا ...

اندماجًا
يليقُ بالنشوة ...

نشوةٌ
تتنادى في سحرها
نحوَ العبورِ الشفّافِ في الجسد...

إمنحيني
مساماتِ العبورِ
فأنشدَكِ مزامير البهجةِ الملتهبةِ في خلايا الأنتِ...

أجملُكِ/
أن يتوالدَ فرحُ النشوةِ في أنوثتِكِ...

فافسحي
لجناحيَّ
دهشة الإبحارِ في فضائكِ...

لا لغةَ واحدة ... بلا عبورِ...

وأنا تفصلني الضفّةُ الأخرى عنكِ...

الأبجديّةُ النائية...



ميشال مرقص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق