الأحد، 25 أكتوبر 2015

لنستفِقْ من ورمِ الفكرِ...


لنستفِقْ من ورمِ الفكرِ...


                                      ماكس إرنست (ألماني فرنسي 1891-1976) اللوحة 1937

1
نحنُ للقنوطِ المغرورِ...
نحنُ للقدرِ المعتوهِ...
نتواكبُ سُلالاتٍ...
نعبرُ رمادَ العُمرِ...
نسقطُ في متاهاتِ النسيانِ/
كما لو أهملَ التاريخُ
عباراتِ المهنةِ...

الفيلمُ الوثائقيُّ/
تُحفةٌ/
معَ مفعولِ رجعيٍّ...

2
محكومونَ بالوجوهِ السقيمةِ/
بالإبتساماتِ الموبوؤةِ بالزيفِ/
تُمطرنا وسائلُ الضخِّ المسمومةِ/
ألسنةً حمقاء...

نمشي إلى مصيرنا/
مثلَ قدرٍ محتومٍ بأشلاء الحكّام...
بحكّامٍ
ينتفخون من ثرواتٍ منهوبةٍ...

ومنّا من يُقطع رأسُهُ/
ومنا من يُنهبُ رزقهُ/
ويغتالون الزهورَ
والطموحَ...

3
لنستفِقْ من ورمِ الفكرِ...
لنحلَّ أحذيةَ الكبرياء الموشومِ باللعنةِ...
ليسَ للولاداتِ حقّ التعقيم/
عندما تجولُ أجسادُ الأولادِ
قرابينَ لمومس الفكرِ والدين...

4
إقتربي لننشقَّ عن طاعةِ الخليفةِ...
إقتربي لنتمرّدَ على أحكامِ الخليقةِ/
إقتربي لنشتهي أن نكونَ
كما نشتهي...
بلا أسماءَ
وبلا عناوين
وبلا وجوهٍ...
حرّريني من إثمِ الجنونِ بكِ...
وتحرّري...
فالذنوبُ شهوةُ العاجزين...

5
أنا هنا
أسيرُ على دربِ الضياعِ...
أتلمّسُ وجهَ أفكاري/
مثلَ نَمَشٍ ينبتُ من تحرّشاتِ الشمسِ...

أنا هنا أمشي/
هوائي
قُنفذٌ مخنوقٌ...
أتباركُ بالقلقِ
وأمتطي صهوةَ لامبالاتي/
لأنجوَ من طاغيةٍ يتسلّلُ
تحتَ عباءة الضلالِ...

أنا هنا أمشي/
وقد تعانقتُ مع حكاياتِ الريحٍ
وجدائل الشمسِ...

كانَ بيتي وأنا صغيرٌ/
حُرّيَةً...
لا حدودَ لها/
كانَ وطني يحدّه فضاءٌ لا نهاية له/
وسنديانٌ ولوزٌ وزيتونٌ وتينٌ وعنبٌ...
وكان عطرُ الوردِ الجوريِّ/
هواءَ حرّيتي
مع الحبقِ والزيزفونِ ...

كانتْ حرّيتي الحياة...

أمشي وأنا أبحثُ عن ذاتي...
أفتِّشُ لأولدَ ثانيةً
من جراح تلك الحرّية
المهوشلة فوق أحراجِ البريّة الرعناء...

من نحنُ
إذا كانت الحضارةُ تخنقنا
وتقطع رؤوسنا من خلف؟
لأن الذبحَ من الحنجرة حرام!!!!



ميشال مرقص

هناك تعليقان (2):