الثلاثاء، 4 يناير 2022

ألقي سحرَكِ عليّ فأنضحُ عشقًا ...

 

  ألقي سحرَكِ عليّ فأنضحُ عشقًا ...

 


جيوفنّي بورديني 1875 – 1966

 

 ***

  

أمشي إليكِ

مشتهيًا عواطفي...

 

أمشي إليكِ

مترنّحًا من شوقٍ/

يهفو إليكِ/

 موازيًا

جراح الصمتِ...

 

أمشي إليكِ

وأنا أُصفّقُ بعواطفي/

 أوضّبها

نسيجًا لبدنِكِ...

 

أمشي إليكِ

وقد أورقَ نشيدُ هُيامي

تعاويذَ/

كما في ليالي الأوهامِ الجميلة ...

 

أرى وجَهَكِ/

كما لو يُجلّلُهُ

طيفُ انهزامٍ...

 

أرى وجهكِ/

سماتٍ من لهفاتٍ إلى عشقٍ

محموم...

 

أرى وجهَكِ/

وهو منارةٌ لي/

أعشقه/

فهو أنتِ/

وأستمتعُ بحضارتِه

الموسومة افتراضيًّا/

على شاشات

هذا الزمن المكسور...

 

طيبي يا سيّدتي

 

فأنتِ فراشةُ أحلامِ الحظوظ الجيّدة...

 

طيبي يا سيّدتي

 

فأنتِ

فرحٌ يتناوبُ على القلوب/

يحملُ قوارير اللهفة

المضرّجةِ/

بدماء شهوةٍ عذراء ...

 

طيبي يا سيّدتي

 

فأنتِ تحملين بيديكِ/

قمرين/

وفي وجهكِ شمسًا/

تستديرُ أشعّتها

متجانسةً

مع

لفتاتِ عينيكِ الجميلتين ...

 

طيبي يا سيّدتي

 

فأنتِ

تستشعرين ثرواتِ الذاتِ/

في ملكوتِ الكلمة/

في الفضاءات/

حيثُ تهبطُ شهبُ المتعةِ/

وخيالاتُ الابتهاج

المخفورِ/

بشهوات العشقِ ...

 

معكِ

يصيرُ للكلمة/

جسدٌ وروح...

 

معكِ تمشي الكلمة/

على أطراف أصابعها/

في رقصِ باليه محترف...

 

معكِ

تسرقُني كتاباتُكِ

من ذاتي/

إلى فرحِ الأبجديّة/

الموشومة

بمهارة الصائغِ

الصقيل/

لمعدنِهِ الثمين ....

 

كم أشتهي يا سيّدتي

 

أنْ يُسافرَ

وجهي في وجهِكِ...

 

يتناثر في أحلامه/

من حول عينيكِ/

ويرحل

بلا إجازة مرور/

في أعماق البحار الدفينة/

أستطلعُ

دُرر الشوق والإشتياق/

والغروبِ حتى متاهاتِ

الذاتِ عن ذاتها ....

 

أمشي إليكِ

يا سيّدتي

 

وكلّما تتكاثرُ المتاهاتُ/

ألتقي بكِ...

 

ألتقى بوهجِ الحبِّ

التائقِ

إلى صهارةِ لونِكِ/

بلون الشهوةِ الصارخ/

مثلَ حممٍ طازجة/

في فوهة بركانٍ أخوت ...

 

أمشي إليكِ

 

وأنا أحملُ سكونَ

شوارد أفكاري/

فأنتِ

هادئةٌ ومشاكسةٌ/

وبارعةٌ

في فيضِ مياه أنوثتِكِ

الممغنطةِ/

بجاذب السطوةِ المتمكّنة ...

 

أنتِ تُمطرينَ

ياقوتًا

ولهيب جنسٍ...

 

أنتِ تُمطرينَ

غواياتٍ تتواكبُ/

بدلالٍ/

من نوافذ عُريكِ المتشهي

لعواصف الشهوة ...

 

أنتِ كرمةٌ/

لا تجفُّ ضروعُ عناقيدها/

من خمور الآلهات العاشقاتِ ...

 

تنسكبُ خمور جنسِكِ/

من خلاياكِ كلّها...

 

ويشتعلُ ماءُ أنوثتِكِ/

على وقع الجنون السافر

في شهواتنا ...

 

أمشي إليكِ

 

وأنتِ تعشقين البحر...

 

تعالي معي/

لنمشي مطرًا هاذيًا إلى البحرِ...

 

لنصير ماءً مالحًا...

 

ماءً

يعشقُ أنْ يُهاجرَ

مع القواقع وثمار البحر

الساهية بغنج في أعماقه ...

 

تعالي

إلى شواطئ

تنسى ذاتها عند قدميكِ ...

 

فأنت امرأةٌ

تحملُ شرايينها

 حُلمًا/

للإغترابِ في أمواجِ

الذاتِ ...

 

هنا حيثُ

تُسفرُ الحروفُ

عن أنوثةٍ تُجايلُ

روائع الزمن في الأدب والفنّ ...

 

آتي إليك يا سيّدتي...

 

فامسحي بعضَ المسافاتِ

القصيرة/

لنصيرَ فرعينِ

في شجرةِ الفردوسِ...

تلكَ

حيثُ خلقهما

نجمةً ونجمًا ...

كتابًا وفكرةً

 

ألقي سحرَكِ عليّ

فأصرخ صرخة الحنين

وأنضحُ عشقًا ...

 

أسيّجُكِ بعينيّ

وبأرقِّ عواطفي ....


  ميشال مرقص


الأول من ت1 2021

هناك تعليقان (2):

  1. Wawwww très très beauuuu, je viens de terminer ma 3ème lecture pour choisir quelques vers... Mais l'embarras du choix fut plus grand mais quand même je choisirai....

    ردحذف
  2. أرى وجهكِ/

    سماتٍ من لهفاتٍ إلى عشقٍ

    محموم...


    معكِ

    يصيرُ للكلمة/

    جسدٌ وروح...



    معكِ تمشي الكلمة/

    على أطراف أصابعها/

    في رقصِ باليه محترف...



    معكِ

    تسرقُني كتاباتُكِ

    من ذاتي/

    إلى فرحِ الأبجديّة/

    الموشومة

    بمهارة الصائغِ

    الصقيل/

    لمعدنِهِ الثمين

    ردحذف