الجمعة، 14 يناير 2022

هل يلبسُ الحبُّ جسمًا جديدًا

 هل يلبسُ الحبُّ جسمًا جديدًا

 

جون وليام واترهاوس – 1840 – 1917

الصورة أسطورة نرسيس الضائع في حبّه

بحسب رواية أوفيد

 

***

 

 

تهربُ منّا نظراتنا/

لا تعودُ ملامحُ الوجهِ

تُوشوشُ

عن جمالاتها/

تصيرُ الجمالاتِ

مكامن محرّمة/

كيْ لا تقع

تحت أضراس الشهوة/

ويستيقظُ

حبرُ اللهفةِ

في شرايين العشقِ ...

 

تهربُ منّا نظراتنا/

تصيرُ

حييّةً

مستحية/

تختبئ خلفَ جدارِ

أحشائنا/

كأنّ يد الليلِ

نسيتْ

كيفَ تلّمستْ

جسدنا/

الواحد ... الإثنين في الواحد...

 

تثتثيرُنا

حروفُ اللفتاتِ الباردة/

لمْ تعد لفتاتُنا

تُشرقُطُ عشقًا/

هي باردة

مُثلجة

تكادُ تكونُ هي ...

ولو في غفلةٍ منّا ...

 

تهربُ منّا نظراتنا/

كأنّما

للقلبِ

أبوابَ للهروبِ/

من ملاذاتِ الحبّ والعشق

والوجدِ ...

 

كأنّما

كُتلُ الأعصابِ والشرايين

ومنابت المسام

وخلايا الدماغِ/

تفتقرُ إلى مُحرقاتٍ

لآلهة العشق والغيرةِ

والجسدِ

المبحوحِ في انسحاقِه/

وانصهارِهِ/

وراء جسدٍ يهربُ منّا/

يصيرُ الجسدُ

كُتلةً باردة الملمس/

محرورة الإشتياق ...

 

تهربُ منّا أنظارنا/

تتعبُ

من أن تلتقي بنظراتِ/

من أحببنا

واختلفت اتجاهاتُ الرياح...

 

هي لوحدها

عبثيّاتُ الخمرِ

المسفوكِ/

فوق بدنِ المرأة – الأنثى

المعشوقة/

كانت لوحدها

ميدانًا لاعتلال الجسمِ/

حُرقةً

لاشتهاءٍ/

كاد أنْ يكونَ

فُسحةَ ضياءٍ

تتوغّلُ في أبدِ شعورنا ...

 

ينسجُ العشقُ أحيانًا

خيوطَ حرير/

ينسجُ شرنقته/

يُبيدُ ذاته في الخباء ...

 

يعرفُ كيفَ يزمُّ شفتيه

وينتظرَ/

ليولدَ من جديد ...

 

هي ولادةُ الإحتراق

لفراشةٍ/

نسيتْ ألوانَ جناحيها

واعتصرتْ ذاكرتها/

في رمادِ

النشوة ...

 

هل نلتقي من جديد؟

 

هل يلبسُ الحبُّ جسمًا جديدًا

يصطبغُ بأنوثتِكِ ؟؟؟

 

هل ندفنُ أوهامًا

ما كانتْ لتليقَ بذاتها؟

 

كلُّ شيءٍ رهنٌ

بما يكونُ ...

 

الفراشةُ

ستتركُ بيتها الحرير

لتعود إليها ألوانها ...

 

لتعودَ

حياةً

تفيضُ بحبٍّ/

يبحثُ عن هويّة

عن ذاتٍ يتحقّقُ بها

وفيها ومعها ...

 

***

 

نقفُ عندَ درجِ الصداقة

ومن جديد

يتغيّرُ قُطبُ الكوكب/

ويزيحُ عن مداره ...

إلى مدارٍ آخر

فيه من الحبِّ والعشقِ

ما يُغني عن جسد!

 

ما يستقرُّ

في بال تجاوب الحاضر مع الحاضر/

عندما تكونين

لأحملَ لكِ زهرةَ العقلِ

وعطرَ القلب...

 

الصداقةُ

عُشقٌ لا غاية له

سوى

أنْ تكونَ غاية في ذاتها

هاكِ

يديَّ ...

 

 

ميشال مرقص

26 أيار 2021

 

هناك تعليق واحد:

  1. الفراشةُ

    ستتركُ بيتها الحرير

    لتعود إليها ألوانها ...



    لتعودَ

    حياةً

    تفيضُ بحبٍّ/

    يبحثُ عن هويّة

    عن ذاتٍ يتحقّقُ بها

    وفيها ومعها ...
    Wawww... Ra2e3

    ردحذف