السبت، 5 يونيو 2021

لأنتِ كلّي إذا عُمرُ الهوى – احتُسِبا...

 

لأنتِ كلّي إذا عُمرُ الهوى – احتُسِبا...

 

جان بّوي 1876 - 1960


 

ردّي شذا العِطرِ، ليسَ العطرُ ما سُكبا،

بل ما يُراقُ على نهديكِ ملْتهبا،

 

هو العبورُ، إلى وحيٍ – به اصطبغتْ،

ألوانُ عطرٍ  -   متى جُنَّ الهوى طربا،

 

وسائليني، فللْنهْدينِ عطرُهما،

لا كانَ أنقى، تَوالي الشمِّ مُصطَحَبا،

 

ولا شميمٌ، إذا ما غرّدَتْ قُبلٌ

ما بينَ نهدٍ... ونهدٍ ضجَّ واضطربا،

 

ولا ينامُ على ضيمٍ إذا التهبتْ

أنفاسُ ثغرٍ ضناهُ العشقُ فاغتربا،

 

ففي المسامِ اشتعالاتٌ مواكبةٌ،

وفي الفروعِ غواياتٌ، فوا عجبا!

 

لا تستقيمُ حروفُ العشقِ،- أو كَمُنتْ

خوافقُ القلبِ – أو غصّتْ بما كُتِبا،

 

أو حُرِّرَ العشقُ من جسمٍ ومن بدنٍ،

واستُمطرَ الشوقُ بركانًا- فما اصطخبا،

 

وصار بيني وبين النهدِ موجُ حِدا،

يُبادلُ الشوقَ ألحانًا، بها رغبا...

 

ويهدلُ العُطرُ – هاتي من صبابتها

مجونَ شعرٍ.. لَأَنْ تُبدي لها سببا...

 

إلاّ إليكِ، وأنْ تُغوي، فما لفمٍ

غيرُ الغوايةِ – أو تُضوي المدى ذهبا...

 

غُلّي، يفيضُ جنونُ الحبِّ من ولهٍ،

لأنتِ كلّي إذا عُمرُ الهوى – احتُسِبا...

 

ميشال مرقص

18 ت1 2020

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق