الأربعاء، 16 يونيو 2021

2 - و...لمْ تكوني أنتِ

 

 2 - و...لمْ تكوني أنتِ

 

 سكرة الحب (نشيد الإنشاد) موريللي 1826 - 1901


لا تحملي أيّتُها الغريبةُ،

رياحَكِ الخماسينيّة

إلى أشواقي...

 

فبراعمي تلفحُها موجاتُ العُمرِ،

ولنْ تقوى

على العواصف المرطّبة بماءِ أنوثتِكِ...

 

إدخلي بي

إلى دورِ معابدِكِ/

أنحني لأنوثةٍ تفيضُ في مواكبِ العناق/

حياضًا من ماءِ الشهوة،

وتنسلُ حريرَ نزواتِها

فوقَ نسيجِ العشقِ...

 

أخرجي إليَّ أيتُها الغريبة،

فأنا ألملمُ تفاصيلَ شفافيّتِكِ/

وأحتضنُ مواكبَ تفاصيلِكِ/

من نساءٍ ملأنَ حكايات العشّاقِ،

توابلَ حبٍّ/

وبهاراتٍ مشبوبةٍ

بدموعِ احتراق/

وبخورِ عشقٍ إلى موائدكِ...

 

أقرأُكِ في أوصاف نساءِ ألف ليلة وليلة،

وفي كل امرأةٍ غاويةٍ،

أقولُ أنتِ،

ولم تكوني...

 

أشمُّ عِطرَكِ،

في نساء الشعراء،

ولا يعلقُ على جسدي أثيرُكِ،

فأعرفُ أنّكِ لستِ أنتِ...

 

أُلملمُ عُريَ النساء

في نشيدِ الأناشيدِ،

أكوّنُ قصيدةً

عن نهودهنّ

عن زنودهنَّ/

عن شواهدِ أنوثتهنَّ،

ولمْ تكوني أنتِ...

 

لمْ أتركْ لوحةً لجميلاتِ الفنّانين/

لم أبحثْ فيها عن ألوانِكِ...

ولم تكوني أنتِ...

 

تعالي إليَّ أيتُها الغريبة،

لأمهرَكِ هويّتي/

فأنتِ تستحقين براعةَ حبّي،

ووطنَ شهوتي،

ورحابَ عواطفي...

 

لأنّكِ أنتِ...

 

في عريكِ نقاء النساء الجميلاتِ كلهنَّ/

في شعركِ ألوان شعورهنَّ/

لونُ عينيكِ من خاماتِ الزمرّدِ النقي واللؤلؤ الأسودِ،

أو من بحارِ نقاءِ نقاءِ ...

 

أنتِ تتوزّعين جهاتِ الأنوثة كلّها/

وأبعادها،

ووجودها

وجوهرها..

ولاهوتها...

لأنّكِ أنتِ في الكلمة...

 

ميشال مرقص

من "أيّتُها الغريبة

4 كانون الأول  2020

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق