الأربعاء، 2 يونيو 2021

أشتاقُ إليكِ كما لا أحد يشتاقُ ....

 

 أشتاقُ إليكِ كما لا أحد

يشتاقُ ....

 

بيرت موريسو (1841 -1895)

 

لا أعرف كيف تمرُّ الأيّام!

 

وحدها الذاكرة/

تيبس/

تجفُّ...

كأنّ وهج الحقيقة

يلبسُ طربوشًا

يُخفي

صلعَ الفقْدِ....

ويُجفّفَ رونقَ العشقِ

المهدور/

على قارعةِ الشغف...

 

أشعُرُ حضورَكِ

يجعلُ من دقائق الحياة/

متعةً عاطفيّة...

 

أشعرُ أنّ الأمورُ

كانتْ لتسلُكَ اتجاهًا

نحو حقل جاذبيّتِكِ...

 

إبرةُ البوصلة لا تتوقف/

عن اختيارها/

حضوركِ الكامنِ في الأعماق...

 

من دونِكِ تتلازمُ الوحشةُ

مع تنهّدات العُمرِ/

صافية صافنة

لا مرحَ يكتشفُ لها/

اغتباطًا قد يفتحُ على أبوابِ

الشوق...

 

كانت لي على أبواب الشوق عينان/

كانت لتكونَ لي إبتسامة وفرح...

كنت لأحرّكَ الجمودَ

وأنا أكتب لكِ ...

أفتحُ على أناشيد الأنوثة

المتمادية/

في شفافيّةِ الصرخة ...

 

الشهقةُ

إلى

جمالاتِ بدنِكِ

المسكوبِ

مثلَ موشّحاتِ المرمر...

 

أستعيدُ وجهكِ

فتتدفّقُ أغنياتُ الطبيعة/

تستفيقُ من جمودها...

 

وجهُكِ

الساحرُ المشوّقُ

لتعابيرِ المتعةِ الملهوفة ...

 

كنتُ مغلوبَكِ/

وتهتفُ الجوامدُ

من أعماقها ...

 

هي هي

تُشيرُ ساكناتُ الفكرِ

إلى بدنِكِ

المشبوبِ

بنقاء العينِ

وانسكابِ ملامسِ الخيالِ ...

 

وحده دفترُ الذكريات/

يحملُ

في أطاعيج وريقاتِه البالغةِ

الرهافة/

نُكهةَ شيفرةِ عُنُقِكِ

المتمادي في مسافاتِ

القبلِ/

مثلَ هوسِ حلقاتِ الذكرِ/

ما بينَ نشوةٍ مدوّخةٍ/

وقُبَلٍ مخمورةٍ

بريقٍ/

اشتهيتُ أن تُسقينيه

من لمى شفتيكِ ...

 

هائجةٌ هي الأشواقُ...

لكنّها

تبترد...

 

تُحاول أن تبترِد...

 

تُحاولُ

أن تشمَّ عميقًا

عطرَ شعركِ المنسدِلِ

فوق بدنِكِ

الشهيِ ...

 

وفوق

نهديكِ/

الشاهدينِ على عُمقِ أنوثتِكِ/

عمقِ شهوتِكِ/

تلكَ

الضائعةِ في مجالاتِ التيه ...

ما بينَ

انجذاباتٍ

لا تلقى حتى صدى الشوق المستعر...

 

كنتُ

لأنحني أمام هذه الأنوثة الطاغية/

ولا أنتهي

كيفَ أُقبّلُ مسافات بَدنٍكٍ

الشاسعةِ/

ولا أخترقُ حواجز العُمقِ

المرصودِ على شهوةِ الإمتناع...

 

هل أقولُ خصرُكِ؟

أو ثنيتيه المغناجتين؟ ...

ولكل قبلةٍ طلقٌ من نبضٍ/

يستعرُ شوقًا

واستسلاما...

على امتداد خط الإستواء

في مسافاتِه...

 

كأنّ لو اقتحمتُ سارية الشوقِ

أُمطرُكِ قبلًا ..

 

ولا أتوقفُ

على مدى فخذيكِ...

وساقيكِ...

حتى أصابع الرجلين ...

 

متلهفًّا أن أعودَ

إلى ذاتي/

ولا أعودُ ....

 

أنتِ أيّتُها المنسيّة/

في سجلّاتِ العشقِ ...

وأنا المتلّهفُ

كيفَ أواكبُ أجيال الأنوثةِ

وخمرها

في بدنِكِ ...

 

أيّتُها

الجائعةُ إلى حبٍّ ...

 

توقّفي قليلًا ...

 

واستعيديني...

 

أشتاقُ إليكِ كما لا أحد

يشتاقُ ....

 

هل تمرُّ الأيّامُ؟

 

ميشال مرقص

 

21 شباط 2021

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق