الخميس، 17 يونيو 2021

4 - إحملي هويّةَ عينيَّ...

 

 4 - إحملي هويّةَ عينيَّ...

 

جان هيبوليت فلاندرين 1809 - 1864


ألمْ نلتقِ أيّتُها الغريبةُ

في بُستانِ عدنٍ/

في الجنّةِ/

حيثُ حُرمتْ علينا ثمارُ شجرة المعرفة؟؟؟

 

ألم نكن غريبين؟

 

لماذا أنتمي أنا إلى أنوثتِكِ/

ولا أستطعُ أنْ أكونَ لكِ وطنًا؟...

 

فأنا أهملتُ ثمار الفردوسِ/

لِأَشتهي ثماركِ...

 

وتركتُ ينابيع الجنّةِ

لأرتوي من مائكِ...

 

وخالفتُ وصايا الجنّةِ

لأطيعَ معصيتكِ...

 

وتحمّلتُ مشقاتِ الطردِ من نعيمِ اللهِ...

لأحيا في نعيمِ أنوثتِكِ...

ورغمَ أنّي عشقتُ أبعادَ ارتحالي في شهواتِ الجسدِ...

 

إلاّ أنّني لَأتوقُ إليكِ

في بلاطِ شغفي

ملكةً ولا كالملكات،

وامرأةً

أحملُ تأشيرةَ عينيها

وسِمَةَ أنوثتها،

وعطرَ شعرها،

وشفافيّةَ مساماتها وخلايا جلدها،

وأدخلُ إلى محرابِ عشقها...

 

قميصي قصائدُها،

وعباءاتي كُتُبها،

أقرأها بين الفواصلِ ونُقطِ الحروفِ...

 

في شبقِ أنثى تنثرُ أريجَ طلحها

ورائحة شهوتها،

بينَ قمصانِ الشعرِ

وفساتينِ الراقصاتِ على نغماتِ

شهقاتِ العُريِ...

 

 

لا تهربي أيتُها الغريبة...

من تكوينِ ذاتِكِ/

مَنَحْتُكِ ضلعًا من أضلعي وطنًا/

وحملتُ لذائذكِ فردوسًا/

ولا أزالُ تائهًا

في خِباءِ ردائكِ

أبحثُ عنكِ..

 

فاحملي أيتُها الغريبةُ

 هويّةَ عينيَّ،

لقدْ جمعتُ أوصافَكِ

من لونِ غرقهما

في براعمِ جسدكِ...

 

ميشال مرقص

من "أيّتُها الغريبة

4 كانون الأول 202

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق