الثلاثاء، 15 يونيو 2021

دعينا لا نعودُ إلى وعينا...

 

دعينا لا نعودُ إلى وعينا...

 

أوغست رينوار 1841 - 1919 
 

 

أُلملمُ صدى صوتِكِ

كنسمةٍ منحنيةٍ

أمام عِطرِ لُهاثِكِ ...

 

أضعُ

بين يديكِ رأسي/

يداكِ تاجٌ

ومملكتي دفءُ أنوثتِكِ...

وأمسكُ بيديّ

هالةَ النورِ من حولِكِ...

 

جسدُكِ

يُشعُّ حبًّا/

جسدُكِ

يتمادى كتعويذة سحرٍ...

 

جسدُكِ العاشقُ/

المفتونُ أنا به/

مثل عصفورٍ  يتفلّتُ

من قبضةِ الهواء/

ليطيرَ ...

 

تمنحينني سعادةً/

أيّتُها المُشبّعة بشتات العاطفة...

تمنحينني طمأنينةً...

 

ليتني أستطيعُ

أن أحملَ إليكِ

السعادة والطمأنينة ذاتهما/

لأنسيكِ

أنّ كوكب الأرض يدورُ على ذاتِه/

من دون أن يُدركَ

كيفَ أقعُ في جاذبيّتِكِ...

 

أيّها الفلكُ

المنغلقُ على ذاتهِ/

كيفَ تتكوّنُ كواكبُ اللهفةِ/

في الفضاء

المملوء بنهمِ الرغبةِ

تنبعُ من بدنِكِ...

 

*** 

 

أعطني مجالاً/

لأقيس حدودَ الحبّ/

من حواليكِ...

 

أقيسَ مدار توهّجِ جسمِكِ...

 

أقيس

حدود قدميكِ/

فوق مسافاتِ بدني/

الصاغرِ

مثلَ نشيدٍ يتبادرُ من إشعاعِ/

شعرِكِ

المسكوبِ/

التماسًا عاطفيّا لصهواتِ العشقِ...

 

بهيّةٌ أنتِ

أيّتُها المرأةُ

المتكاسلةُ/

مثلَ لحنِ نايٍ / حزينٍ...

 

مثلَ

خطوطِ كفٍّ

تُنبئ بتقاطع الشهواتِ...

 

مثلَ

وميضٍ/

تخنقُ وهجه غيومٌ إعتراضيّة/

يُرسلها

إلهٌ غاطب

من أجلِ أنّكِ عشيقته...

 

أغمريني لأجفّفَ مناوراتِ الحزنِ/

من وجنتيكِ/

لأقلَقَ معكِ

على مسافاتِ الأرقِ/

فأجعلَ مساحاتِ الشوقِ

حريرًا لكِ ...

 

وأكتبُ على مفاصلَ أشعاري

الحانَ إسمِكِ/

التائهةِ

في صدى مجاهلِ البحرِ الأزرق...

 

ذاكَ

وأنتِ تغمرين رذاذ أمواجِه/

وشرودَ فضائه/

يلهثُ عند قدميكِ

ليصير الزبدُ أنقى في تعرّجاتِ أمواجِه...

 

تعالي إليَّ

أيّتُها الجالسةُ في حضارةِ ذاتها/

دعيني أتلمّسُ ضوء ظلّكِ

وأجلسُ معكِ

على سريرِ الشعرِ/

المكتوبِ بصفاء عينيّ...

 

خذي بيدي

لأقرأ نبؤاتِ جسدِكِ/

وأفكّ رصدَ شيفراتِ

وشمِكِ ...

 

وتلكَ الحلقة – القفلُ

الحلقةُ – المفتاح

الحلقةُ الرمزُ في سُرّتِكِ ...

 

لا يعيشُ الجسدُ من دون عشقٍ...

 

لا يعيشُ بدنُكِ ...

 

فلتدفق ينابيعُكِ

خصبًا ...

 

فلنيدفق الخصبُ من مائكِ ...

 

أعيرني

ابتسامةً

لأضيء الشمسَ...

 

أمهليني

قبلةً تلفّنا

في غُربةِ الذات...

 

دعينا لا نعودُ إلى وعينا ...

 

ميشال مرقص

 

14 شباط 2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق