السبت، 19 يونيو 2021

الحبُّ هذا المعتوه لا ألذّ من وجودِه...

 

الحبُّ هذا المعتوه

لا ألذّ من وجودِه...

 

الحب في الربيع  - هانز زاتزكا  (النمسا) 1859 - 1945

 

يأتينا الحبُّ

كشاهدٍ على العصيانِ فينا ...

كدافعٍ إلى التمرّدِ على الذاتِ...

 

يهجمُ بلا خوفٍ

بلا ريبةٍ

بلا حمايةٍ ذاتيّة/

مثلَ حصانٍ برّيٍ

تُذهلُه المساحاتُ الشاسعةُ

فيروحُ

يُسابقُ رياحها ....

 

يأتينا هذا العشقُ/

ماجنًا

متربّصًا

حذرًا ...

 

يُفردُ جناحيهِ

يُقدّمً صدره هيكلاً

وضلوعه ذبيحةً ...

 

يلتفُّ على ذاتِه محرورًا...

 

يصيرُ بدايات الأمورِ كلّها ...

 

نجهلُ إذا كانَ هذا المجهولُ

يحملُ إلينا سعادةً؟

 

لا نعرفُ إذا كان هو السعادة

أو هو يجلبُ ألمَ الوَجدِ ...

 

أم

هوَ الحالُ ونقيضه/

الفرح وعكسه

الديمومُ والنافر...

 

هو هو يأتي بلا استئذانٍ/

يلبدُ على مكامن القلبِ/

يُقُلقُ

يُهدّئ

يُبَلْبلُ ...

يُركّز...

يُعتِم

يُنير....

 

هو وجودنا وهو ألمنا/

وهو وجعنا

الضنينُ علينا بذاتهِ/

الحبّ....

 

معه لا مجال للتفكير ...

هو ناصيةُ البُعدِ العاطفي ...

بأحلامِهِ

بأشواكِه

بعطورِه...

بكلّ تناقضاته

ومع كلِّ خليّةٍ من خلاياه ...

لذّةٌ تُنعشُ وجودنا

ولو كانت سيفَ آخٍ ...

 

الحبُّ

هذا المعتوه

لا ألذّ من وجودِه...

 

يسحرنا

يجعلُ حكاياتِ بؤسنا تضحكَ/

هو في ثوانيه ودقائقهِ وساعاتِه

وأيّامِه...

يجعلنا

نضحك ونبكي ...

 

ولا نحملُ منه سوى فصولِ السعادةِ

ولو كانت قليلة قليلة ...

 

يُشبهنا هذا العُشقُ

مثلَ متسلقيّ الشواهق العموديّة...

في محطّاتٍ كثيرة

ينزلقُ المتسلّق

ويُضيّع مسافةً...

ليعودَ ويُكرّرِ تسلّقه ...

 

 

هكذا معكِ

الثواني القليلة توشّي حكاياتِ الولهِ/

تجعل

من ذرّاتِ التلّهفٍ/

 إنفراجًا لسعادةٍ/

تتفتّقُ من داخلي ...

 

معكِ يعودُ الجفافُ ويَندى

ليُزهرَ

سعادةً بكِ ...

 

هل الحبُّ مجنونٌ

او خاوي العقل ...

بل هو عقلي يقودني

لأُحبّكِ ...

 

معكِ

 يصيرُ جنوني بكِ

وحيًا ...

 

ميشال مرقص

16  ك1 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق