الجمعة، 28 مايو 2021

الزهرةُ والريح والسهو والشمس

 الزهرةُ والريح والسهو والشمس

 


 المرأة الزهرة - مدوّنة سنتر - 

 

 

هل  نحنُ نتبادل

الزهرَ والعطرَ

عندما لا نكون؟...

 

هكذا تقولُ الزهرةُ للريحِ/

لا تقترفْ إثمَ الجنونِ

لئلّا

تقتلع جذوري...

 

ثمَّ تحني عنُقها...

 

الزهرةُ الجميلةُ تحني عُنقها/

ليمرَّ سلطانُ الريحِ/

ويعفو عن اقتلاعها...

 

تحني الزهرةُ النديّةُ

عنُقها

للطاغيةِ ...

 

تعالي نتبادل!

 

الزهرةُ تُحبُّ العطرَ

وأنا أحبُّ العطرَ/

الزهرةُ تُنتجُ العطرَ

وتُحبّهُ/

 

أنا أحبُّ عطرَ الزهرةِ ...

 

لكن تأتي الريحُ/

تُبدّدُ وجه الزهرةِ/

تأخذُ العطرَ بعيدًا

عن حواسّي الخمس...

 

***

 

كانَ للزهرةِ

كتابٌ ودفتر/

وكانت تكتبُ قصائد اللونِ

بتويجاتها...

 

تركتْ الزهرةُ الصغيرةُ/

تويجاتها

في ملعبِ

السهوِ/

وراح السهوُ يقفزُ

فرحًا/

مثلَ قبّوطٍ

تحرقُه

شهواتُ الشيطنةِ ...

 

يقفزُ ... تقفزُ

والسهوُ يغتبطُ/

والسهوُ

مجنونٌ لا يرى الزهرةَ

الصغيرةَ/

يمرُّ من قربها

وتنحني الزهرةُ/

يكادُ السهوُ

يسحقُها/

يترك السهو لا مبالاتهِ

تحرقُ الزهرةَ...

 

لمْ يكن للسهوِ

رفيقٌ آخر...

 

بقيت الزهرةُ محمومةً...

 

بقيتْ تسألُ..

 

ألا يُحبّني السهوُ؟

ألا تُحبّني الريحُ؟

هل تحرقني أشعّةُ الشمسِ؟

 

أحببتُ

دفء الأشعّةِ/

وكادتْ تلمسني...

 

تلمسُ الزهرةُ

أشّعةَ الشمسِ/

تكادُ تغمرها ...

 

تَنجذبُ الزهرةٌ إلى دفئها

تشعرُ الزهرةُ

أنْ ينبتُ لها جناحانِ ...

 

يكادَ جناحاها يطيران بها ...

 

وتغيبُ الشمسُ

فتغمر جناحيها الخيبةَ/

وتبقى

بين الريحِ

والسهوِ

والشمسِ

كأنْ تمسُّها جائحةُ الشوقِ

إلى أن تكونَ زهرةً...

 

***

 

يمشي الزمنُ في التيهِ...

 

لا تتزامنُ

محاورُ الأفلاكِ

وتتوافقُ في دورانها...

 

لكلٍّ زمنٌ

ومحورُ

ومدارٌ ...

 

قد تتداخل المداراتِ

وتختلي ببعضها/

فتتجاذبُ ...

 

وقد تتنافرُ ..

 

فترسمُ أبعادًا

لا تتلاقى أبدًا ...

 

هو واقعُ الزمنِ المهووسِ

بالتنافر...

 

***

 

يأتي رجلٌ إلى الزهرةِ/

يكتشفُ جمالها...

 

يصيرُ جمالُها

أقوى من الريح والشمسِ...

 

تصيرُ لها عينانِ

تتقيانِ هلع السهو...

 

تشعرُ الزهرةُ

كم تصير جميلة ...

 

لكنّها تعيشُ

في دفتر ذكرياتها

مع الريح

والسهو

والشمسِ ...

 

وتترُكُ الرجلَ

على رصيف الذاتِ...

 

ميشال مرقص

20شباط 2021

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق