الأربعاء، 26 مايو 2021

كيفَ لا أنبهرُ بكِ؟

 

  كيفَ لا أنبهرُ بكِ؟

 

فرانسوا بوشيه 1703 - 1770

 

تهمسُ لنا

الأغصانُ...

فنأوي إلى همسها

مثلَ ريشةٍ/

ينفضها جانحُ عصفورٍ

يتفلّى

لعصفورتِهِ...

 

أشيحُ

بعاطفتي عنكِ

فتأتي إليكِ ...

 

وآتي بعاطفتي إليكِ

فتشيحُ عنّي...

 

كأنّني أقفُ في ظلِّ مرآةٍ

أخشى أنْ يُطلَّ خيالي الإفتراضيّ...

فأجهلُ ذاتي...

 

كلُّ شيءٍ إفتراضيٌّ/

وأتعلّقُ

مثلَ كوزٍ في صنوبرةٍ تسمو على خيالي...

 

وأخشى انزلاقي...

 

أحبُّ أن تتفتّحَ براعمي/

وأن تسقطَ ثمراتي/

فتنبتَ صنوبراتٍ

صغيراتٍ

ثمَّ سامقاتٍ...

 

أحبُّ أن أشتاقَ إلى خلايا بدنكِ

فأنبتُ فيها/

حكايات من شغف القلقِ

المنمنم بالعشقِ النقيِّ...

 

أغبطُ مسامَكِ

أهبطُ

إلى مكامِنِ الإحساس المليئ

بهمساتِ الشغفِ...

 

أصيرُ طفلاً

أطفالاً

زُمرّداتٍ تعقدُ على بدنكِ

قرصناتها/

فتصيرَ الوانها

شهيّة

كشره النار...

 

إلتهميني أيّتها المرأةُ

الماشيةُ

على أهدابِ أشواقي...

 

لا تتركي

من هذياني

كأسًا لاختلالٍ الفرحِ ...

 

أنتِ دهشتي المحمومةِ

بالرغبةِ...

 

لا تُفتّقي أزرار الغاردينيا

وأطباق الورد الجوري...

 

نهداكِ

عطرهما المكثّفُ ...

 

نهداكِ

كوكبا ذرّةٍ ...

 

أنوثتُكِ باهرةٌ باهرةٌ

تتدفّقُ

مثل اندفاع حمم البراكين...

 

أشتهيك!

 

قد أمتنعُ...

فأنا في شهوةِ النظرِ

ومتعةِ الإنتظار

أشدُّ ولهًا/

من تدافع ذرّاتِ كياني

في فضاء جاذبيّتِكِ...

 

أشتهيكِ!

قد أنجرفُ

لأنصهرَ ببدنِكِ

وألتحمَ بمجرّتِكِ/

وأصيرَ

قمركِ

الحائر في مدارِكِ/

وأنتِ

دائرةُ الرصدِ/

لكلّ ما فيكِ من خلايا

تلتهمُ

شفتيَّ...

 

كيفَ يُمكنُ ألّا أُحبّكِ

وأنتِ

تمتلئينَ إشعاعا؟

 

كيف يُمكن ألّا أنجذبَ إليكِ

وأنتِ

شهوةُ ملامسي/

من قمّةِ شعرِكِ

إلى أظافر أصابع رجليكِ؟

 

كيفَ

لا أنبهرُ بكِ؟

وكلّ شهوات بدنِكِ

ومجسّاتِ جلدِكِ...

تجذبني من ذاتي ...

 

أيّتها المعشوقةُ

المتوغّلةُ

في أقبيّة الثلوج القطبيّة ...

يأتي أوانً

الإحترار العشقي

لتذوبي فيه!

 

ميشال مرقص

29 ت2 2020

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق