الأربعاء، 19 مايو 2021

أهجرُني إليكِ...

 أهجرُني إليكِ...

 


 النشوة / جيزا كوكان (هنغاريا) 1890 - 1934

 


أحيانًا أهاجرُ من النوافذ

الجميلة ...

 

النوافذ

تتركُ رئتيها للريحِ المعاكسةِ...

 

احيانًا

أتوقفُ عن الطيران/

يفقدُ

جناحايَ

قوّتهما ...

 

تتقاذفني متعةُ الإختباء/

ومتعةَ الشرودِ/

ومتعةَ التوهُّجِ/

في خبايا ذاتي

البوهيميّة/

وأنا أتلمّسُ  جدار الوقت الضائع/

منتبهًا

إلى همسِ عينيكِ ...

 

غالبًا

تخدعنُا الرموزُ /

تخدعنا شيفراتُ الحبِّ/

لٌغةُ الجسدِ

تتفتّحُ مثلَ الورودِ في معانيها...

 

يقرأُ العاشقُ

ما يحلو له

أن يتوالف مع أشواقه/

مع

ارتدادات عاطفتِهِ...

 

ويقولُ المعشوقُ

تعابيرَ باردة/

في مختلف الأوقاتِ

تبقى طلاسم العشقِ

مرهونةً/

بمرايا الذاتِ/

بالمرايا التي تفقد صقلها...

 

أحيانًا

تأتي مقعّرة/

وأحيانًا مقبّبة/

ولا تُعطينا

شواهدها الحقيقيّة ...

 

أستغربُ ذاتي

وأنا أنجرفُ إلى شواطئ أنوثتِكِ/

البحرُ

أنوثتُكِ...

اللجةُ أنوثتّكُ...

البُعدُ الزمنيّ

والكونيُّ أنوثتًكِ ...

 

أنوثتُكِ تتناوبُ عليَّ...

 

أنوثتُكِ تحيا

في اشتياقيَ الدائمِ...

 

كأنّني موجُ البحرِ/

وهو لا يشيخُ...

 

كأنّني الفضاءُ/

وهو لا يمتلئُ ...

 

أريدُكِ بكاملِ أناقتِكِ/

بكاملِ شراستِكِ/

بكاملِ

صفاءكِ...

 

بكاملْ كمالكِ ...

 

أيّتُها المتباهيةُ

بين أفلاكِ الشعرِ/

وعلى منصّاتِ العشقِ ...

 

لا تُقفلي نوافذي/

فأنا أهاجرُ منها إليكِ...

 

نوافذي جميلة...

 

نوافذي

تُمطرُ عليكِ أضاميم الزهورِ

ونفحاتِ العطورِ...

 

نوافذُ... عشقي... بدني ...ذاتي...

تحلمُ

كم يكون امتشاقُ بدنِكِ/

سكراتٌ

مترنّحةٌ

في إغماض عينيّ/

المتشهيّتينِ

لتحلما بكِ /

لتسرقَاكِ من ذاتِكِ

إلى الحلمِ والضوءِ ...

 

أيّتُها المتباهيةُ بشعرها الطويل،

شعرُكِ/

أقحوانُ العشقِ ...

 

شعرُكِ

إذ يغمرُ بدني

ينبتُ لي جناحا ملاكٍ ...

 

هكذا

أطيرُ إليكِ من ذاتي/

أنسحبُ

مثل خيوطِ العاطفةِ/

من شراييني...

 

لا أعودُ أشعرُ بي

بل

بأنّي في فضاء أنوثتِكِ/

أخترقُ لي مدارًا

يتلاصقُ

كما كوكبان ينصهرانِ...

 

أهجُرني

لأنصهرَ بكِ ...

 

ميشال مرقص

 

19شباط 2021

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق