أهجرُني إليكِ...
النشوة / جيزا كوكان (هنغاريا) 1890 - 1934
أحيانًا أهاجرُ
من النوافذ
الجميلة ...
النوافذ
تتركُ رئتيها
للريحِ المعاكسةِ...
احيانًا
أتوقفُ عن
الطيران/
يفقدُ
جناحايَ
قوّتهما ...
تتقاذفني متعةُ
الإختباء/
ومتعةَ الشرودِ/
ومتعةَ التوهُّجِ/
في خبايا ذاتي
البوهيميّة/
وأنا
أتلمّسُ جدار الوقت الضائع/
منتبهًا
إلى همسِ عينيكِ
...
غالبًا
تخدعنُا الرموزُ /
تخدعنا شيفراتُ
الحبِّ/
لٌغةُ الجسدِ
تتفتّحُ مثلَ
الورودِ في معانيها...
يقرأُ العاشقُ
ما يحلو له
أن يتوالف مع
أشواقه/
مع
ارتدادات
عاطفتِهِ...
ويقولُ المعشوقُ
تعابيرَ باردة/
في مختلف
الأوقاتِ
تبقى طلاسم
العشقِ
مرهونةً/
بمرايا الذاتِ/
بالمرايا التي
تفقد صقلها...
أحيانًا
تأتي مقعّرة/
وأحيانًا مقبّبة/
ولا تُعطينا
شواهدها
الحقيقيّة ...
أستغربُ ذاتي
وأنا أنجرفُ إلى
شواطئ أنوثتِكِ/
البحرُ
أنوثتُكِ...
اللجةُ أنوثتّكُ...
البُعدُ الزمنيّ
والكونيُّ
أنوثتًكِ ...
أنوثتُكِ تتناوبُ
عليَّ...
أنوثتُكِ تحيا
في اشتياقيَ
الدائمِ...
كأنّني موجُ
البحرِ/
وهو لا يشيخُ...
كأنّني الفضاءُ/
وهو لا يمتلئُ
...
أريدُكِ بكاملِ
أناقتِكِ/
بكاملِ شراستِكِ/
بكاملِ
صفاءكِ...
بكاملْ كمالكِ
...
أيّتُها
المتباهيةُ
بين أفلاكِ
الشعرِ/
وعلى منصّاتِ
العشقِ ...
لا تُقفلي نوافذي/
فأنا أهاجرُ منها
إليكِ...
نوافذي جميلة...
نوافذي
تُمطرُ عليكِ
أضاميم الزهورِ
ونفحاتِ
العطورِ...
نوافذُ... عشقي...
بدني ...ذاتي...
تحلمُ
كم يكون امتشاقُ
بدنِكِ/
سكراتٌ
مترنّحةٌ
في إغماض عينيّ/
المتشهيّتينِ
لتحلما بكِ /
لتسرقَاكِ من
ذاتِكِ
إلى الحلمِ
والضوءِ ...
أيّتُها
المتباهيةُ بشعرها الطويل،
شعرُكِ/
أقحوانُ العشقِ
...
شعرُكِ
إذ يغمرُ بدني
ينبتُ لي جناحا
ملاكٍ ...
هكذا
أطيرُ إليكِ من
ذاتي/
أنسحبُ
مثل خيوطِ
العاطفةِ/
من شراييني...
لا أعودُ أشعرُ
بي
بل
بأنّي في فضاء
أنوثتِكِ/
أخترقُ لي مدارًا
يتلاصقُ
كما كوكبان
ينصهرانِ...
أهجُرني
لأنصهرَ بكِ ...
ميشال
مرقص
19شباط
2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق